احدث الاخبار

لهذا.. في قلبي وعقلي مكان خاص لمصر الثورة ..

لهذا.. في قلبي وعقلي مكان خاص لمصر الثورة ..
اخبار السعيدة - بقلم - محمد قاسم نعمان         التاريخ : 18-02-2011

الإحداث التي شهدتها مصر ..ثورة الشباب والشابات ثوره الشعب ...إصرار الثوار والشعب والشباب والشابات على تحقيق الأهداف بالتغيير وإسقاط النظام ..من اجل بزوغ فجر جديد ..

ثم الانتصار العظيم لهذه الثورة الشعبية المجيدة والتي ستظل خالدة في نفوس كل الثوار العرب والطامحين إلى غد مشرق ومستقبل يساير مجرى التاريخ ...

ما شهدته مصر العظيم وما حققته أراده الشعب أكدت أن إرادة الشعوب ابدأ ابدأ ابدأ لا تقهر ..المهم الإرادة والتصميم على تحقيق النصر ...

منذ بداية إعلان الثورة في 25يناير 2011م كنت متابعا باجتهاد واهتمام ولا انفي القلق الذي كان يسايرني ...ليس من الشباب الذي كان ضمانة قوة الإرادة وتحقيق لانتصار،  كما لم يكن ذلك القلق مصدره محاولات الحاكم وحواشيه ولا حزبه والفاسدين منه ولا البلطجة مكونات وشعبية الحاكم وحزبه والمتنفذين ...

لا..لا..لم يكن يقلقني سواء / محاولة إجهاض إرادة الشباب والشابات و هبة الشعب التي بدأت تلتف حوالي الثورة وأهدافها وهي المحاولات التي كانت يمكن أن تأتي من بين الصفوف المحسوبة على الثورة ...من الانتهازيين والمصلحين والمنافقين والمتسلطين ,وهولاء أكثرهم لن يأتوا من خارج الثورة ولكنهم سيظهرون من بين صفوف الثورة وبالذات من بين الأحزاب السياسية الذي ساءهم أن تأتي الثورة من خارجهم وساءهم أن تكشف الثورة فشلهم وساءهم أن يكون الشباب والشابات الذين غادروا أحزابهم  يبحثوا عن آليات جديدة ووسائل جديدة يحققون بها ما يطمحون الى تحقيقه ويعيد لهم الأمل بالحياة والمستقبل الأفضل من خلال  ثورة وتغيير وحياة جديدة ومستقبل يساير ما تحققه شعوب الأرض الأخرى ...

وكان القلق والخوف مصدره تلك القيادات السياسية التقليدية التي ظلت تسيطر على أحزابها بنفس آليات وأفكار وثقافات عفا عليها الزمان ...وهي آليات وأفكار وثقافات ما كانت يمكن أن تصنع جديد بقدر ما تحمي وتحافظ على ما هو قائم فقط وتكتفي ببعض الإصلاحات التي تتيح لها المشاركة  في السلطة والنفوذ والحكم ..وتتواصل المسيرة بما تحمله من إثقال  انظمه الحكم البالية التي تعود جذورها إلى ألاف السنين الماضية  ...

لكن وجود الشباب والشابات متصدرين وقادة  لهذه الثورة والدعوة للتغيير كان هو الأمل الذي وجدت به أعظم واكبر ضمانة للانتصار , وإفشال أي مخطط أو محاولة إجهاض مسار الثورة والأهداف..

كان هتاف الشباب والشابات بشعارات الثورة واهذافها وفي مقدمتها " نريد التغيير .. نريد إسقاط النظام " هو الذي يرفع درجات الأمل ويضعف الإحباط والقلق ...

كان صوت الشباب والشابات وبالذات الصورة الجميلة تعبيرا ولغة وحماساً للثائرة (نواره نجم ) يرفع لدي درجات الأمل بالنصر العظيم ...

أحداث مصر وما ظلت تشهده منذ وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانت تشغلني أو لنقل تحتل جزءاً من اهتماماتي السياسية ، دفعت من اجل ذلك حوالي أربعه شهور في سجن القلعة في مصر ...

كان ذلك عام 1977م مع الإحداث الشهيرة لـ 18-19 يناير ... التي كانت هي الأخرى تمثل ثورة الجياع التي انطلقت اثر قيام نظام السادات يرفع بضعة قروش لا تتجاوز الخمسة على رغيف الخبر ...

كان أساس هذه الأحداث " الثورة " " الانتفاضة " طالبات وطلاب الجامعات المصرية ،  والتقى معهم الشعب أو لنقل فقراء الشعب المصري ومثقفيه " الطبقة الوسطى من الشعب " أطلق عليها الطلاب والطالبات " انتفاضة الجياع" ورد عليهم السادات حينها فقال : أنها انتفاضة الحرامية " وأردف القول سوف افرمهم ... ويقصد انه سيفرم المشاركين في هذه الانتفاضة (سيفرهم يعني سيقطعهم قطعاً صغيرة ...)..

ورغم مواجهة نظام السادات لتلك الانتفاضة إلا أنها حققت اهدافها بـ" تراجعه عن رفع الأسعار " وكان أن قام النظام حينها باعتقالات واسعة لقادة سياسيين ومثقفين وطالبات وطلاب الجامعات ...

كنت واحد من هؤلاء ... ممن تشرفوا بهذه الاعتقالات .. تم احتجازي أولا في مقر " امن الدولة بشارع جابر بن حيان بالدقي – زكان يتواجد في هذا المكتب ( حبيب العادلي ) الذي اصبح بعد ذلك بسنوات وزيرا للداخلية فقد كان احد الذين قاموا بالتحقيق معي .. ثم في المساء تم نقلي معصوب العينين إلى سجن القلعة بالقاهرة ، وهو سجن مشهور استخدم للاعتقالات السياسية ( تحول بعد سقوط السادات إلى متحف ..) .

وبقيت في سجن القلعة تلك الشهور الأربعة ... كانت التهمة التي وجهت لي حينها .. عضويتي في تنظيم سياسي وكانوا يقصدون بـ " تنظيم الجبهة القومية الذي كان حينها  حاكما في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، أما التهمة الثانية وهي التهمة الرئيسية فهي علاقتي بحزب العمال الشيوعي المصري ...

وقد تعرضت أثناء تواجد في هذا المعتقل بعدد من المعتقلين المصريين الذين كانوا يجاوروني بزانزانة المتعقل رقم (4) أبرزهم الأخ المناضل رفعت السعيد الذي يقود حاليا حزب التجمع التقدمي المصري ، والمناضل عبدالمنعم القصاص وهو رسام ومخرج صحفي وشيوعي ومصري ..توفي قبل سنوات ( رحمة الله عليه )  ، وحمدي واحمد الكفراوي  وسامح وهم طلاب من جامعه القاهرة وعين شمس (ناصريون) وآخرين .. وبقية في زنزانة انفرادية لأكثر من شهر ثم بعدها نقل احد المعتقلين الى زنزانتي  وهو من أبناء الخليج العربي وكان يتولى رئاسة اتحاد طلاب عمان بالقاهرة وعضوا في الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي .. وكان معي في نفس القضية .

أما أنا فقد كنت حينها مسؤولاً عن الاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن في مصر العربية ، ونائب سكرتير اتحاد الطلبة العرب والإفريقيين في مصر ..

المهم أن اهتماماتي وارتباطي بحركة الطلاب والشباب والشعب في مصر يحمل جذورا اعتز بها وجعلتني مشدوداً ابداً إلى كل مايحدث في مصر ...

كانت أحداث 18 و19 يناير 1977م كما يعبر عنها أثناء التناول التاريخي والتي كانت في حقيقة الأمر " انتفاضة الخبز .." وكانت احد مكونات تراكم ثورة التغيير التي تحققت في  بفضل ثورة 25 يناير 2011م المجيدة .

ولهذا فان انتصار ثورة 25 يناير 2011 تشعرني بسعادة بالغة وعظيمة يصعب التعبير عنها بالكلمات ..

عدد القراءات : 2350
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات