احدث الاخبار

أين أنت يا أحمد سعيد؟

أين أنت يا أحمد سعيد؟
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شماله         التاريخ : 18-02-2011

لمن نسي أحمد سعيد؛ فهو المذيع المصري الذي كان يبث الحماس في مفاصل الأمة العربية قبل هزيمة 1967، وكان ينادي بقوة العرب، وحتمية انتصارهم على عدوهم، وكان يحسب هزيمة إسرائيل قريبة، وزوالها عن الخريطة السياسية والجغرافية محقق، وقد تميز الرجل بأدائه الصادق عبر صوت العرب، وبصوته الجريء الذي يعادي الانكسار، ويتمنى للعرب الانتصار، وكان خير ممثل لمرحلة إعلامية كانت انعكاساً لمرحلة سياسية، انكفأت مع هزيمة الجيش المصري، ليسكت بعدها صوت أحمد سعيد.

بالغ البعض في الإساءة إلى المذيع الذي كان خير ناطق باسم مرحلة سياسية، وحملوه وزر الهزيمة العسكرية، رغم أن الرجل لم يكن القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ولم يكن قائد الطيران، ولم يسيّر البوارج البحرية، ولا كان المسئول عن حركة الدبابات، ولا هو من أصدر أمراً للجيش المصري بالانسحاب من سيناء للمرة الثانية. فلماذا يتحمل الرجل الوطني ذنب هزيمة عسكرية، تقع كامل مسئوليتها على القيادة السياسية؟ وما ذنب رجل عمل على إثارة روح المقاومة، وشد العزم العربي، ورفض الاعتراف بالكيان الصهيوني؟

أحمد سعيد إعلامي لم يرسم سياسة، ولم يدرب جيشاً، ولم يسهر على تسليح القوات، ولم يعمل مع أجهزة المخابرات، ولم يخن الوطن، بل ظل صوتاً يردد كلمات المقاومة التي تتناغم مع وجدان كل عربي، فلماذا يحمله البعض مسئولية الهزيمة؟

أزعم أن الذين هاجموا الإعلامي أحمد سعيد، وعابوا عليه كلماته المقاومة، هم الذين مهدوا الطريق ليكون الاعتراف بالكيان الصهيوني أمراً مستساغاً، ومقبولاً على المذاق العربي، كي يوقعوا فيما بعد على اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية أوسلو، ووادي عربة.

بعد الثورة المصرية سينقلب حال الإعلام، ولاسيما بعد أن انتصر ميدان التحرير في القاهرة لصوت أحمد سعيد، ودوى الوجدان العربي بسقوط كل عملاء إسرائيل، وسقوط أعوانهم في بلاد العرب، وغنى الشعب المصري لحرية العرب وكرامتهم، وانتصر لقضاياهم قبل أن ينتصر لرغيف الخبز المصري؛ الذي لوثوه بالخيانة.

الأمة العربية الناهضة بحاجة إلى صوت إعلامي ناهض يواجه الإعلام الهابط الذي دمر الانتماء ردحاً من الزمن، العرب بحاجة إلى أحمد سعيد كي يستنهض فيهم روح المقاومة بعدما صارت عيباً في قاموس البعض، أولئك المنظّرون للضعف العربي، الذين يوزعون أفكار الهزيمة، ويعترفون بإسرائيل وكأنها قضاء وقدر لا راد له.

عدد القراءات : 3974
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات