احدث الاخبار

لمــن يـتـقــي لعـنــة الـتـنحــي والـرحـيــل..!

لمــن يـتـقــي لعـنــة الـتـنحــي والـرحـيــل..!
اخبار السعيدة - بقلم - عبدالحافظ الصمدي         التاريخ : 14-02-2011

تنحى الفرعون بمصر فبتسمت الأمة العربية أجمعها وانتشت البهجة في وجوه شبابها لتظل الثورة البوزعزية خيار العاطلين والجوعى وهي الوسيلة الفاعلة لكبح جماح الفساد وليس مكافحته فحسب فالعبث يستشري في أجهزة الدولة حين تتعطل الرقابة والمحاسبة ومعالجة الفساد بالتقسيط بات أمر لا يجدي..

ما أن تلى النائب المصري للرئيس المخلوع مبارك بيان التنحي للفرعون حسني، حتى تجاوز صحيح الابتهاج الحدود المصرية كون فرحة النصر قومية على الدوام بصدقها لا تعترف بشرعية الحدود، كان المستعمر قد رسمها قديماً، أقتن لعبته الاستعمارية ليجعل من المنطقة العربية أقاليم ومناطق أطلق عليها زيفاً دول.. أكمل عمر سليمان بيانه المعتضب وقعد على الفوز يستمع لصدى العملاق المصري من المحيط إلى الخليج فقد انتفضت شوارعنا المخدرة منذ زمن متأثرة بلسعة التونسة التي لا علاج لحمتها سوى الرحيل، رحيل أنظمة ما كنا نتوقع زوالها فقد تمكن الحكام من اقناعنا بعد صوابيه أن كل شيء مصيره الزوال عدا وجه الله، أنسونا الفطرة الكونية بأن لكل بداية نهاية..

اليوم أفقنا على لعلعة الهتافات في شوارعنا اليمنية بعد أن حذرنا مراراً وتكراراً من انسلاخ الشارع عن النخب الوطنية والحزبية المنشغلة بالمكايدات والمزايدات وبمسرحية تدور هزالتها حول حوار الحاكم مع المشترك، متناسية السلطة أن الشعب صار وجههاً الآخر المعارض وأن المشترك وأحزاب المعارضة الأخرى تقايض بالوطن لتحقيق مصالحها والمصالح الضيقة فقط..

رياح التغيير هبت ولم تهدأ صفيرها المحرضة للشعوب بعد أن فشل كل دهاة السياسة في تغيير مسارها نحو الثورة..

الجماهير تصنع المعجزات بغتة وتفاجئ الجميع بقدرتها الفائقة على قلب الموازيين في فترة تتجاوز العشرين يوما بيوم أو بعض يوم أو تنقص عن العدد العشرون قليلا، إلا أن النظام الحاكم في اليمن لم يفهم ذلك ولا زال يجود بسخاء بتنازلاته لأحزاب المشترك التي لم ولن تملك الشارع أبدا..

"ما هكذا يا سعد تورد الإبل".. فالوطن أمانة بيد الجميع يتحمل القسط الأكبر منها الحاكم وان كان قد فرط بشيئا من أمانته، حين رجحت كفة فاسدين وشخصيات نافذة على حساب بلد بأكمله.. كان على فخامة الرئيس أن يجود بإصلاحات لصالح شريحة الشباب المهروسين بالبطالة والعمل على ما من شأنه إنعاش التنمية بدلا من مجاراة المشترك في مضمار المكايدات وثقافة القمر واللعب على مبدأ: " حبتي أو الديك" و "عنزة ولو طارت"؛ إذ أن المهدءات قد تجدي مع المعارضة ولكن يوم أن ينتفض الشارع لا تجد المسكنات جميعها ولا تنفع المعارضة الأنظمة حينها ولا غطرسة الحزب الحاكم..

ولعل التوجه نحو المعارضة ونسيان الشباب الذين أغلبهم عاطلين، وراء رفع الشعارات التي ارتفعت في المسيرات: " يا حمدي عود عود.. شعبك يهتان بالحدود"، " لا حزبية ولا أحزاب.. ثورتنا ثورة شباب.. فهل وعى النظام ذلك أم أنه سيترك للشارع تقرير مصير وطن يتربص به تمرد وحراك وتوجهات التمزيق شتى، فاليمن تحوم حولها أجندات مخيفة وليست كمصر وتونس..

فخامة الرئيس.. يجب أن تعرف جيدا أن المعارضة مراوغة وحزبك الحاكم يتعامل مع الأمور على قاعدة: " لن نهزم اليوم من قلة" والحكومة فاشلة حد الفظاعة والشعوب دخلت طرفا قويا في المعادلة السياسية وبشكل مباشر، ووحدك من سيحمله الشارع في لحظة غضب مسئولية سلبيات الآخرين وأنت من ستسيء الاحتجاجات لتاريخه..

ولعل زيادة رواتب الموظفين: ألف ، ألفين، ثلاثة الآلف" ريال أمر لا يجدي ولا يطفئ مطالب ملحة مع وضع معيشي صعب وأسعار تلفح المواطن بلا رحمة.. ومن المفارقات الغريبة هنا لحكومة لا تكترث بمعاناة الناس ولا تعي ما معنى أن يتحول الأنين المكتوم إلى صراخ، لجأت الحكومة مؤخراً لرفع قيمة فاتورة الكهرباء بنسبة خيالية أمام زيادة الرواتب رغم انطفاءات التيار الكهربائي بشكل شبه يومي..

يجب أن ندرك حين تعلو صراخ الجماهير: "الشعب يريد إسقاط النظام" حتما كان يريد وطن بلا فقر وبطالة، يريد أن يتوظف الخريجين وتوفير فرص عمل لكل العاطلين حتى لا نرى عاطلا يمنيا يهتان خارج الحدود

ح إذ يعامل هناك كشحات ليس إلا.. فعلا نريد ألا نرى فاسدا يتسكع في مدننا قبل أن تخسأ كل الإصلاحات ما لم نرى الفاسدين على المشانق يلفظون أنفاسهم الأخيرة.. ذلك لمن يعي القول ويتقي غضب الشارع ولعنة التنحي والرحيل..

عدد القراءات : 3588
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات