احدث الاخبار

ما أصلب العرب المصريين!

ما أصلب العرب المصريين!
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 13-02-2011

بين عشية وضحاها تحول الشعب العربي المصري من رقيقٍ إلى خشنٍ، ومن حالمٍ إلى غاضبٍ، ومن مطيع لولي الأمر إلى عاصٍ للطاغية الفاسد، ومن الهدوء المسالم إلى الصخب العاصف، ومن غارق في بحور تامر حسني، وشعبان عبد الرحيم، وعادل إمام إلى قاذف لهم بالأحذية، حتى صار احتقار أشياع النظام المصري من إعلاميين تعبيراً عن احتقار رموزه السياسيين، وصار الوفاء لمصر مقياس المصداقية والوطنية.

استدعى ميدان التحرير أغاني الوطن والكرامة، في إشارة إلى التغيير الجذري الذي عصف بوجدان الشعب العربي المصري، حين راح يصدح بصوت النصر على جيش الصهاينة مع أغنية: بسم الله، الله أكبر بسم الله، وأغنية يا حبيبتي يا مصر، وأغنية: بلادي بلادي، بلادي، لك حبي وفؤادي. لقد لعلعت الأغاني الوطنية التي تحاكي وجدان مصر الذي حاول النظام أن يغم عليه، كي يطمئن ربيبته إسرائيل، التي اشترطت إسقاط كل الكلام الوطني من الإعلام المصري الرسمي، فإذا بالوعي الجمعي المصري يهب من رقاده، ويقول لجميع أعداء مصر من صهاينة وحكام: سنسقط ثقافتكم الفاسقة التي نشرتموها بيننا، سنسقطها مع سقوط نظامكم الذي سجن مصر أكثر من ثلاثين عاماً في قيود بني إسرائيل المذلة، لقد صرخ المصريون بملء إرادتهم، نحن عرب مصريون، ولسنا فراعنة، نحن نكره فرعون، ونكره نسله، ونكره كل ما يمت له بصلة.

الشعب المصري العنيف الغاضب المتفجر لم يقطع شجرة، ولم يحطم ملكاً عاماً باستثناء مقرات القمع والسجن والقتل، والشعب المصري لم يعتد على مؤسسة وطنية، أو إنسانية، ولم يعتد على كنيسة أو مسجد، ولم يخترق القانون، لم يحرق ملكاً خاصاً، الشعب المصري لم يسرق، بل حافظ على مصر التي هي ملك لكل المصريين، وحماها من أوغاد النظام، ودافع عنها أمام حاكم تؤكد الدلائل أنه خائنٌ وحرامي ووضيع، بل أكدت الأحداث، وشعارات ميدان التحرير أن حسني مبارك أوقح طاغية على مستوى العالم.

 حذاء الشعب المصري بمقاس تاريخه الناصع، يدوس على فم العملاء، ويكتم أنافس إسرائيل، وهو يغني بصوت مجلل، يا أغلى اسم في الوجود، يا مصر، يا اسم مخلوق للخلود، يا مصر، نعيش لمصر، ونموت لمصر، وألف تحية نصرٍ فلسطينية لشعب مصر العربية.

عدد القراءات : 2317
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات