احدث الاخبار

أم سامي في ميدان التحرير

أم سامي في ميدان التحرير
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شماله         التاريخ : 10-02-2011

ما كنت أعرف أن رئيسنا حرامي، وأن مرت الرئيس وأولاده لصوص، وأن وزير الداخلية حبيب العدلي مجرم قاتل حرامي، وأن وزير التجارة، وباقي الوزراء هم الذين يسرقون مصر، هو كان ينقصهم حاجة، وماذا سيفعلون بالأموال التي سرقوها، والله أنا كل عمري أحب مصر، وأحب النظام، وأقول الحمد لله، مع أنني لم أذق طعم اللحمة منذ عيد الأضحى سنة 2008، وكانت مناسبة أحفظ تاريخها لليوم، وأنظر إلى الفاكهة المعروضة في المحلات، وأقول ربنا كبير، راح يأتي يوم وأذوقها، وتدخل بيتنا، والله العظيم ما زال أقصى أمل في حياتي رغيف عيش، وصحن فول، وأقول الحمد لله، وأتمنى أفرح بواحد من أولادي الثلاثة؛ الموظفين من سنين، وما في واحد منهم قادر على الزواج، مع أن كل واحد فيهم له عمل ثاني، يرجع من الوظيفة، يأكل لقمة بسرعة، ويطير على عمله، يرجع بالليل، ينام من التعب مباشرة، ويصبح من الصبح على الوظيفة، يعملون أربع وعشرين ساعة، لا هم قادرين يفتحوا بيت، ولا يشتروا شقة، ولا نحن قادرين نعيش.

تنهدت أم سامي على الهاتف، وهي تقول: أنا من 25 يناير موجودة في ميدان التحرير، وأقول لأولادي، تعالوا ناموا هنا في ميدان التحرير، لن نخسر شيئاً غير صحن الفول، لكن في المقابل سيخسر حسني مبارك الكرسي، وسيخسر نظامه الفاسد السكين الذي ذبحوا فيها مصر من الوريد إلى الوريد، نحن لن نترك ميدان التحرير، ولن نتخلى عن ثورتنا المصرية حتى نسترد الكرامة التي باعوها جماعة نظام مبارك مع الغاز لإسرائيل.

كلام أم سامي يؤكد أن ثورة الشعب المصري لم تأت من فراغ، بل هي تراكمات فساد اقتصادي وانحطاط سياسي، فعندما لا يجد المواطن المصري في بلده مقومات الحياة، ويكتشف أن مصر نهر النيل والشمس والأيدي العاملة غير قادرة على توفر قوت يومها، وقتها سيفتش المواطن المصري عن غده في ميدان التحرير، بعد أن عجزت مصر اليوم عن توفير الدجاج اللاحم، فصارت تستورده مجمداً من البرازيل، وصارت تستورد الأحذية الرياضية من فيتنام، وصارت تستورد الملابس القطنية من الصين، وتستورد اللحوم المجمدة من بلاد بلا عنوان، ليفتش المصري في مصر عن شيء من إنتاج مصر فلا يجد غير الفساد الرسمي، والفشل من نظام يوزع الجوع والفقر على الشعب بالبطاقة. 

عدد القراءات : 3708
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات