احدث الاخبار

الحبيلين بين عناد الحراك للبقاء فيها وإصرار الجيش بالتقدم أليها ..

الحبيلين بين عناد الحراك للبقاء فيها وإصرار الجيش بالتقدم أليها  ..
اخبار السعيدة - بقلم - وهيب الذيباني         التاريخ : 06-02-2011

مدينة الحبيلين مدينة حضرية ازدهرت خلال العقدين الماضيين، فهي تتوسط عدة مناطق ومحافظات، عرفت كمنطقة تجارية خلال تلك الفترة، وتوسع عمرانها بشكل كبير ومتطور وفق تخطيط حضري حديث، حتى أنها توسعت رقعتها بأكثر من ثلاثة كيلو متر طولا وأكثر من كيلوا ونصف عرضا، قصدها الناس من كل أنحاء الوطن لممارسة الأعمال والتجارة والسكن فيها فكان يتوفر فيها الآلاف من فرص العمل للشباب في أعمال البناء والتشييد والورش والنجارة والتجارة والمشاريع وغيرها الكثير والكثير من فرص العمل إضافة إلى ذلك فقد عرفت بالأمن والاستقرار وطيبة أهاليها وتقبلهم لكل إخوانهم من كل أنحاء الوطن وكان الناس يتوافد إليها من كل محافظات الجمهورية .

خلال الأعوام الماضية كان لها تطور ملحوظ ومستمر إلا إنها اليوم باتت نحو تدهور مفجع ومخيف، وأصبحت مسرحا لمواجهات يومية بين قوات الجيش ومسلحو الحراك يصر الحراكيون على تملكها وسيطرتهم عليها واعتبارها معقلا أساسيا لهم ويضلون فيها ليلا نهار ويتمترسون في كل منافذها لحمايتها والدفاع عنها خوفا من اقتحام قوات الجيش لها ويعتبرون أنها ملكا لهم وليس للجيش ولا الأمن حق في دخولها ويسلكون طريق العناد في مواجهة الجيش وبقائهم فيها بغض النظر عن خسائرهم وخسائر أهاليها وتبعات ذلك من أضرار .

فيما الجيش يحشد معداته والياته العسكرية من مدرعات ودبابات ومدفعيات وغيرها من الأسلحة المتوسطة والخفيفة للوصول إلى مشارف المدينة من الجهة الغربية والغربية الجنوبية في محاولة منه لتضييق الخناق على مسلحو الحراك، وانتشار كثيف للنقاط العسكرية على الخط العام المؤدي الى المدينة، وإصراره على التقدم ومحاصرة المسلحون هناك ويعتبر انه من حقه الوصول إليها مهما كانت الخسائر لفرض حالة الأمن هناك، ويشترط انسحاب المسلحين وإعطاء الفرصة للأمن فيها حتى يتراجع عن مواقعه المستحدثة  .

وأخذت المناوشات والاشتباكات تحدث بين الحين والأخر تضررت منها المنازل، وجرح وقتل فيها الأبرياء، ونزح وشرد منها المواطنين، تركت المباني خاوية بعضها تضرر إضرارا بالغة جرا الاشتباكات، أغلقت المحال التجارية، وتوقفت المدارس، ولازالت الاتصالات والمياه منقطعة عن المدينة منذ أكثر من شهر، انتشر فيها المسلحون المدججون بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، وشارفت على الجبال المحاذية لها الدبابات وأسلحة الجيش المتوسطة والثقيلة، نعم لقد أصبحت الحبيلين مدينة أشباح تنتهي فيها الحركة عقب صلاة المغرب مباشرة، تكاد لا تسمع في ليلها المظلم إلا زخات الرصاص ودوي انفجارات المدافع .

لماذا كل هذا الصراع على الحبيلين بين مسلحو الحراك وقوات الجيش وكأنه ليس هناك مناطق في اليمن يتواجد فيها جيش ولا مناطق ينتشر فيها مسلحون ؟ وما ذنب أبنائها حتى يتجرعون مرارة الخوف والخراب والتشرد والموت؟ وما ذنب من انقطعت أرزاقهم وتضررت منازلهم ومتاجرهم ؟ ومن السبب في كل هذا ؟ ومن المستفيد من هذه الفوضى ؟ هل ستأتي هناك قناعة  للتراجع عن إصرار الجيش أو عناد الحراك لصالح المدينة المنكوبة ؟ هل سيصل الطرفين إلى حل لوقف هذه الاشتباكات والفوضى الهمجية التي راح ضحيتها الأبرياء ؟ هل سيدرك هولا انه من حق أهالي المدينة إن يعيشوا بهدوء وأمان مثل باقي المدن الأخرى ؟ هل فكروا يوما إن مدينة الحبيلين ليست الجنوب لوحدها ، وليست مشكلة اليمن الوحيدة ؟ فيا ترى أين تكمن الحلول للخروج من هذه الأزمة  ؟!!

عدد القراءات : 2113
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات