احدث الاخبار

مصر الفرج يا غزة

مصر الفرج يا غزة
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 03-02-2011

إسقاط نظام مبارك، وجرفه من جذوره، وتأسيس نظام ديمقراطي على أسس صحيحة، هو أفضل سيناريو لثورة الشعب المصري، وأسوأ سيناريو قد تسفر عنه الثورة هو حكومة انتقالية لعدة أشهر ترتب لانتخابات ديمقراطية يقول فيها الشعب المصري كلمته، وما عدا ذلك، فإن مصر لن تعود خانعة لحكم مبارك، والوضع السابق الذي ساد، وسود حياة العرب لن يعود، لأن المصري الذي دفع دمه لن يعود إلى الحظيرة دون تحطيم الأقفاص.

مصر العربية الديمقراطية الجديدة لن تمشى على خطى مصر المقيدة بكامب ديفيد، وستنظر إلى غزة من عين تشرق بالأمل، ومن زاوية عربية إسلامية، وسيتعاملون مع سكان غزة على أنهم جزء من الأمة العربية التي تنتمي إليها مصر العربية الناهضة، بالتالي فالحدود المغلقة سوف تفتح بانتظام، والمعابر المخنوقة سوف تتنفس هواء الحرية، وسيصير انتقال الفلسطيني من غزة إلى مصر أسهل، وستصير الأشياء التي تُهرّب عبر الأنفاق تمر من فوق الأرض أمام عين أعداء غزة من إسرائيليين وغيرهم.

وعلى عكس ما يقوله البعض عن هجوم إسرائيلي على غزة، أو احتلال للشريط الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، انتصار الثورة المصرية ستدفع إسرائيل إلى اتجاهين:

أولاً: ستقدم إسرائيل كل التسهيلات الممكنة لسكان غزة مقابل الحفاظ على التهدئة، وستراجع إسرائيل كل حساباتها، وتتراجع عن كل خطواتها السابقة ضد غزة، وهذا ما ستظهر نتائجه على وجه السرعة، من خلال سماح إسرائيل في الأيام القادمة بدخول السيارات بلا حسيب، وستلجأ إسرائيل إلى فتح المعابر لمواد البناء، وتسهيل تصدير كل ما يمكن تصديره إلى الضفة الغربية وإسرائيل، بل وستعمل إسرائيل على تحسين الوضع الاقتصادي لأهل غزة.

ثانياً: تحولات مصر الاجتماعية والسياسية سترتد على المجتمع الإسرائيلي رعباً، فبعد أن تحول مزاج اليهود إلى التطرف الديني واليميني، كنتيجة للاطمئنان الأمني، فإن الخوف سيجبر يهود إسرائيل ليبتعدوا عن اليمين، والتوجه إلى الأحزاب التي تمد يدها للسلام مع العرب، وهذا سيدفع إسرائيل ذاتها لحث دول الغرب على تقديم المساعدات لغزة، التي ستصير مؤشر التهدئة والاشتعال على مستوى أوسع.

بقى أن أشير إلى السلطة الفلسطينية التي كانت تقرن المصالحة بتوقيع حماس ورقة المصالحة المصرية، ستدرك اليوم أن الورقة المصرية بدأت تخط حروفها الجديدة على وقع صرخات المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة، وهي تنادي بتغيير نظام مبارك من جذوره، وهذه فرصه لكل فلسطيني شريف كي يتقدم خطوة إلى برنامج سياسي يلتقي عليه الجميع، برنامج سياسي يأخذ بعين الاعتبار مصر العربية التي نهضت من كبوتها، برنامج سياسي يتمسك بالثوابت الفلسطينية، ويرفض خيار المفاوضات.

الأيام القادمة هي أيام عزّ لغزة العزيزة المعززة، غزة التي ستلبس عباءة الفرح، وتمشط شعرها بأصابع الشعب المصري، وتركب سيارة الثقة بكل ما هو عربي، وتذهب لتهنئة القاهرة، تعانقها، وتقبل جبينها، وتذرف دمعتين على صدرها.

عدد القراءات : 3197
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
خلدون
هل تتصور يا دكتور فايز أن مصر لو رأسها البرادعي أو سليمان- المرشحان الأقوى- ستتغير تجاه غزة وفلسطين ككل؟ هذان عميلان مثلهما مثل حسني مبارك، في العمالة. وما فعله البرادعي بالعراق ليس بعيدا.. وشكرا لك.
زينب السعيد
تحياجمهورية مصر العربيه ستبقى مصرقويه رغم حقد الحاقدين ولتنكس اقلامكم المغرضه ضد مصر كفى تطاول على زعيم الامه العربيه حسنى مبارك يكفى ان مصر هى بلد الامن والامان وهى التى علمت العالم العلم والحضاره ل