احدث الاخبار

تدمير كل ما هو قائم

تدمير كل ما هو قائم
اخبار السعيدة - بقلم - زعفران علي المهنأ         التاريخ : 31-01-2011

لا أدري كيف تقنع من يريد أن ينتقي وطن ... بأن الأوطان عند الانتقاء لايمكن ان تشعر بها بالانتماء... فالوطن الحقيقي فطرة لايمكن أن تخضع لقانون الانتقاء والاختيار.

 لذا كم من نوايا بيضاء أليفة تحولت في منتصف الطريق إلى وحش أسود مفترس أصبح يقف على بوابة الوطن يستعبد الناس باسم الحرية ليسجدوا لأسيادهم الطغاة حتى وان كان نصيبهم القتل فأسلحتهم التي يستخدموها سلاح ذو حدين ،فالحرية سلاح ذو حدين ،والتغيير سلاح ذو حدين ،والمزايدة سلاح ذو حدين، والبشر سلاح ذو حدين وكل الحذر من الحد الحاد في الأمور ذات الحدين...!!! 

فالأكثر حرية بينكم... يحملون الحرية هما على أعناقهم، وغلا في أيديهم، وكم تشفق عليهم قلوبنا وقد أرهقتهم تلك الحرية التي ينادون بها فهم يتغنون بها كهدف يكتمل بها مآرب يسعون أليها ...

والأكثر تغيير بينكم... ممن يريد الخلاص من شرعة وقوانين جائرة متناسيين بأنكم من كتبتموها بأيديكم على جباهكم... فكيف لنا إن نذكركم إن ذلك الشرعة انتم من فرضها لم يفرضها عليكم أحد بل انتم من أختارها لذواتكم ...

والأكثر مزايدة بينكم ....  الذين يسعون إلى الخلاص منه هو خوفا من المجهول مقره قلوبكم فمهما سعيتم أو تهربتم فأن مقامه فيكم فاعملوا أولا على تحطيم تلك المزايدة في قلوبكم ....

وتبقى الأخطر البشر ....وهنا يجب إن تحكموا عقولكم باتزان مع هواكم فالعقل والهوى كما الدفة والشراع فإذا ماتحطم الدفة أو أنمزق الشراع فأنتم أذا ذاك مقضي عليكم حين تتيهوا مع الموج لأن العقل أذا تحكم وحده في النفس كان لها رباطا والهوى مالم يكن له وازع التهم ذاته بذاته على حد ماتفعل النار سواء بسواء فنصل للإسقاط جديد يسمى بالفوضى الخلاقة وهي فن الخداع والغش ( فن الخساسة )والتي تقوم على القاعدة التالية :

الشجاعة تُنتج السلم

والسلم يُنتج الراحة

والراحة يتبعها فوضى

والفوضى تؤدي إلى الخراب

ومن الفوضى ينشأ النظام

والنظام يقود إلى الشجاعة مكيافيللي في كتابه ( الأمير) .                      

فبالفوضى الخلاقة  دمرت العراق عن بكرة أبيها وقوضت سبل النهوض من بين ظهرانيها ووزعت إلى طوائف ومذاهب وأحزاب تتناحر جزئيا أو توشك على التناحر الشامل

وبالفوضى الخلاقة استنفرت الخفافيش دورها بالظلام لتؤجج الخلاف بين الأطياف والتيارات اللبنانية (على خلفية  اغتيال رفيق الحريري)، وأججت بموجبها النعرات بين السوريين واللبنانيين وخلقت حالة من الاستعداء الداخلي بلبنان

وبالفوضى الخلاقة  فرضت على المنطقة العربية أيدلوجيات  فأثارت حساسيات السودانيين على بعضهم البعض (باسم حق تقرير مصير  شعب دارفور) والمصريين ضد المصريين (تحت إطار اضطهاد المسلمين للأقباط والشيعة) واستنفرت العصبيات العرقية بشمال سوريا كما المذهبية بالبحرين وسبعة حروب مذهبية في اليمن مع الشيعة ناهيك عن القاعدة والحراك  وفتحت المجال شاسعا للمنظمات المعارضة تمويلا وتأييدا بغرض زعزعة هذا البلد أو ذاك كما هم الان في تونس ومصر،ليضمن العدو نظام حكم سياسي وفق تصورها يعزز مقوماتها ويضمن استقرارها بعيدا عن موضة الاحتلال العسكري لبناء دولة تعددية وإقتصاد مدمر تحت مسمى البناء الايجابي .

فما هو العائد سوى اشتداد التطرف وتزايد الاحتقان بين ظهراني الشعوب العربية قد تكون  "الفوضى الخلاقة" عنوان الايديولوجيةالجديدة للإمبراطورية أضحت تعيش فوق إمكاناتها. وقد يكون مرد ذلك ضعف في البصر لديها أو سوء تقدير مستمر من لدنها يذكيه مع مرور الزمن متطرفون أعماهم جبروت الإمبراطورية

فاصلة :

اشتهر مكيافيللي المتوفى عام 1527م بأنه عميد المدرسة التي تُعرّف السياسة بأنها : " فن الخداع والغش " أو وهي بتعبير آخر ( فن الخساسة( مايعرف اليوم بالفوضى الخلاقة ، بحيث أصبح عميد السلك النفعي في السياسة ،وقد نادت بالفوضى الخلاقة كل من  كوندوليزا رايس و هيلاري كلينتون  وأصبحت الفوضى الخلاقة بذلك نظرية أمريكية تلائم ألفيتهم  الثالثة...!!!

عدد القراءات : 2546
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات