احدث الاخبار

بعد تونس ومصر .. بالدور يا اللي عليك الدور!

بعد تونس ومصر .. بالدور يا اللي عليك الدور!
اخبار السعيدة - بقلم - عبد الحبيب العزي*         التاريخ : 30-01-2011

هناك طرفة تم تداولها في مجتمع الفيس بوك في اليومين الماضيين مفادها بأن الرئيس المصري – وفي غمرة الأحداث الجارية في مصر من أجل الإطاحة به – اتصل بنضيره المخلوع " زين العابدين بن علي " وقال له : إذا نمت الليلة بدري ، فأرجوا أن تضع لي المفتاح تحت الباب ..! في إشارة إلى أن الرجل شعر بدنو أجله ، وأنه بات يفكر بالهروب كسلفه ، والسؤال المهم هنا هل ستقبله المملكة العربية السعودية هذه المرة – لدواعي إنسانية - في حال تخلى عنه حلفاؤه كسابقه التونسي ؟ا! الأيام القليلة القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال .

فبالأمس القريب ، وتحديداً بعد سقوط نظام بن علي ، وصف وزير الخارجية المصري " أحمد أبو الغيط " مخاوف البعض من امتداد ما يجري على الأرض في تونس إلى دول عربية أخرى وتحديداً إلى مصر بأنها " كلام فارغ" ، وها هو الزيت قد لوث ملابسه هو، ولم يلوث " الذين يضعون الزيت " بحسب تعبيره ، وتقديره السيئ ذاك للأمور كان ينم عن مدى الغطرسة والغرور الذين يمتع بهما كل أركان ورموز ذاك النظام القمعي ، ويعبر عن العقلية التي كانت - ولا تزال - تدير أجهزة ذاك النظام الأمني المخابراتي طوال ثلاثة عقود مضت من عمر ذاك النظام المتهاوي ، والذي جعل من مصر مجرد "عزبة" يملكها جمال مبارك وحاشيته ومعاونيه من قيادات الحزب الحاكم في مصر .

ويكاد الواحد منا لا يصدق ما يراه وما يسمعه من تسارع "مذهل " للأحداث التي تجري في المنطقة العربية خلال الأسابيع الماضية ، وكأنها لعنة السماء التي قد حلَّت بمعظم الدكتاتوريات العربية " المهترئة" والتي كانت قد أذاقت شعوبها كل صنوف الذل والحرمان طوال العقود الماضية ، لدرجة أن الشعوب باتت اليوم وكأنها في حلم وردي ، وليست في حقيقة ماثلة أمامها من هول ما ترى وتشاهد من سقوط للأصنام والدكتاتوريات الواحد تلو الآخر ، والتي كانت قد ظنت في لحظة من لحظات يأسها بأنها " عتية على السقوط " فإذا بها تتهاوى جذوع نخل خاوية ، في مشهد يجعل المواطن العربي يكاد يبكي من شدة فرحه ، ومن شدة اندهاشه بهول هذه اللحظة التاريخية التي لطالما تمناها ، ولطالما حلم بها .

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ** فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ

تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ * * يدعو عليك وعلين الله لم تنمِ

إذاً هو الظلم الذي بسببه تتهاوى كل العروش ، وهو العدل الذي إن غاب عن الحاكم ونظامه ، غابت معه كل أسباب البقاء لهذا النظام أو ذاك ، وحاكم مصر ونظامه قد اشتهر طوال الثلاثة عقود الماضية بأنه نظام قد حوى كل الآفات معاً ، فهو نظام " أمني ، استخباراتي ، عسكري ، قمعي ، فردي ، تسلطي ، ديكتاتوري ، ..... الخ ، استمر يحكم مصر بقانون الطوارئ طوال ثلاثة عقود مضت أو تزيد ، ولذلك كانت هذه هي النهاية الطبيعية للظلم وللظالم ، و" إن الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته " ، " وكذلك اخذُ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم شديد .

وإذا كان حاكم مصر وحزبه الحاكم لم يستفيدا من الدرس التونسي ، وتمادا في غرورهما وكبريائهما ، بل واعتبرا أن مجرد التفكير في حدوث ثورة داخل مصر كلاماً فارغاً ، ضاربين عرض الحائط بمطالب الشعب ، وبكل نصيحة أسديت لهما ، حتى وصلا إلى هذه النهاية ، الماثلة امام الجميع ، فإن أمام النظام اليمني اليوم ، والحزب الحاكم في اليمن درسين اثنين ، وتجربتين حاضرتين " مصر وتونس " يتوجب عليه التعلم منهما ، واستيعاب الدرس كاملاً ، وأنه قد آن الأوان ليفهم الحاكم في اليمن أنه لا يمكن له أن يتجاوز إرادة شعبه في التغيير والإصلاح السياسي بعد اليوم ، وأن غضبة الجماهير لا يمكن ان توقفها القبضة الأمنية في حال اندلاعها ، وأن الحديث المتكرر – وفي هذا التوقيت بالذات - من قبل بعض قيادات في الحزب الحاكم وأجهزة إعلامه حول أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها المحدد ، وغيرها من التصريحات الاستفزازية ، في محاولة منهم لاستثارة قوى المعارضة ، كل ذلك يصب باتجاه خلق مزيد من الأزمات داخل البلد ، وأن المخرج الحقيقي هو في التوافق والحوار بين كل القوى السياسية الفاعلة في البلد ، وليس في ذهاب الحاكم بمفرده إلى صندوق الاقتراع .

كنا قبل أسابيع فقط نتكهن مجرد تكهن بأن تجربة تونس قد تصل إلى أقطار عربية اخرى ، لكننا اليوم بتنا على يقين تام ، بعد هذا الذي يحدث في مصر " وهي أكبر دولة عربية " من حيث التأثير ومن حيث التاريخ ، بأن كل الأقطار العربية باتت مرشحة للانفجار وبأي لحظة ، ويأتي في مقدمتها بحسب بعض المراقبين " الجزائر والأردن واليمن والمغرب العربي " ..... وهلم جرا .

وبالدور يا للي جاي عليك الدور .

*كاتب – ومستشار للتحرير بمجلة المرأة والتنمية

الصادرة عن الاتحاد النسائي العربي واتحاد نساء اليمن

عدد القراءات : 2629
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
وحده يمنيه
الله ياخذ كل ظالم يارب
رشاد عبد المالك الوجيه
الله يستر علينا ويحفظ بلادنا من كل مكروه
aaaaaaa
إذا نمت الليلة بدري ، فأرجوا أن تضع لي المفتاح تحت الباب
khalid
الدور علي من الدول العربية بعد تونس ومصر