احدث الاخبار

الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني

الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 26-01-2011

من الذي أعطى منظمة التحرير الفلسطينية التمثيل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟ ومتى؟ وكيف؟ وما مقومات شرعيتها للشعب الفلسطيني البالغ تعداده عشرة ملايين موزعون بغالبيتهم على لبنان وسوريا والأردن، والضفة الغربية وقطاع غزة؟

 

يقول العارفون: إن الشرعية التي اكتسبتها منظمة التحرير الفلسطينية جاءت من فوهة الرشاش الذي لعلع في يد المقاتلين، عندما كان الآخرون يرقدون في الأسرّة مع نسائهم، والشرعية جاءت من دم الشهداء الذي سال على رأس الجبال في الوديان، عندما كان الآخرون يلهثون خلف الشهادات العلمية والوظائف، والشرعية جاءت من أنات الجرحى وعذابات الأسرى، عندما كان الآخرون يحضنون أطفالهم هانئين، والشرعية جاءت قبل هذا وذاك من البرنامج السياسي لمنظمة التحرير، ومن ميثاقها الوطني الذي يقول: لا اعتراف بإسرائيل، ولا سلام مع مغتصب أرض فلسطين، ولا حل لقضية اللاجئين إلا بعودتهم لديارهم التي هجروا منها، والكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، كل فلسطين.

 

نعم؛ ما سيق هو عين العقل، ولب الوطنية العربية، وكافر بفلسطين كل من يزاحم منظمة التحرير الفلسطينية شرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني، طالما تمسكت بالمبادئ السابقة، وطالما ظلت نبض العودة لفلسطين الذي يدق في قلوب اللاجئين في الأردن، وسوريا، ولبنان، ولكن إن تخلت منظمة التحرير الفلسطينية عن البندقية، فإن اسمها يتغير، وإن اعترفت منظمة التحرير بإسرائيل، فإن اسمها يتغير، وإن وافقت على أن تقيم لها دكاناً لبيع الشعارات الوطنية في الضفة الغربية تحت رعاية الجندي الإسرائيلي، وبالتنسيق مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، فإن اسمها سيتغير، ولن تعود الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإنما منظمة الاعتراف بإسرائيل اليهودية، ومنظمة التنسيق الأمني، ومنظمة تصفية المقاومة الفلسطينية، ومنظمة دق رايات إسرائيل على بوابات العواصم العربية.

 

لقد صارت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً لأنها رفضت أن يسبقها إلى تحرير فلسطين أحد، ولأنها رفضت أن تنزلق إلى مجتزأ الحلول السياسية، فصارت ممثلاً وحيداً يمثل نهج المقاومة الذي يغاير نهج المفاوضات. ولكن عندما انكفأ الممسكون برسن المنظمة عن الدرب الذي عبده الشهداء، ومع نكوص القادة الحاليين للمنظمة عن الشعار الذي رفعه القادة الأوائل، فإن إدعاء نفر من الفلسطينيين بأن منظمة التحرير الفلسطينية التي صار أمين سرها "ياسر عبد ربه" هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فهذا إدعاء باطل، ومسخرة سياسية، واستخفاف بطاقة الفلسطينيين وقدراتهم الإبداعية!.

عدد القراءات : 2239
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات