احدث الاخبار

حتى يتوظف الخريجون ويرحل الفساد..

حتى يتوظف الخريجون ويرحل الفساد..
اخبار السعيدة - بقلم -عبد الحافظ الصمدي         التاريخ : 18-01-2011

قوى سياسية برزت جديدة في الساحة وأخرى لازالت تختمر، تهدد الواقع المعاش والنخب المختلفة برمتها؛ فكلما ازدادت هوة الخلاف بين الحاكم والمعارضة واستمرت المكايدات والمزايدات يشوبها من حين لآخر تصريحات نارية لكلا الطرفين، ينفلت الشارع أكثر من أيديهم وينسلخ الشباب شيئاً فشيئاً عن قوى سياسية ونخب ثقافية واجتماعية ومدنية لا تكفي شباب اليوم بلاء يؤرقه ولا تدفع عنه المعتمل المرير..

ولعل فشل القوى والنخب نتيجة طبيعية منذ أصابها فيروس الأنانية وهوس السلطة وحب الكرسي للذات السياسي ووطن يتخبط بالألم في العيش وليس هناك آذان يصلها هذا الأنين وإن كان مكتوماً أحياناً فانتظار الصراخ، انتحار وانتظار هين لإنفجار ثورة غضب..

في تونس بعد أن كان الرئيس المخلوع "بن علي" هو الوطن؛ يقوده ويحكمه.. شاء السخط أن يظل لأكثر من سبع ساعات محلقاً بالفضاء يبحث عن وطن تهبط فيه طائرة كان استقلها هرباً صوب الرحيل، إذ لم تفده القوة والحراسة المشددة ولا القصور المشيدة ولا بطانته وحاشيته ونخب المجتمع، لقد وعى الدرس في الوقت الضائع ومصيره بات أقرب للرحيل منه للبقاء على كرسي العرش..

* مواكبة صعبة:

يبدو أن معركة الشباب العاطلين عن العمل مع البطالة والمتلاعبين بالوظائف ومبتدعين معيار الوساطة وإيثار ذوي القربى وكذا مع إخطبوط الفساد وعتاولته.. بحاجة إلى أكثر من شاب يحرق نفسه أمام الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية، حيث في اليمن عدم المبالاة يكبر حجمها كلما توسعت البطالة، فالمعركة هنا صعبة المراس، يبدو أنها بحاجة لأكثر من تضحية ليرحل رموز العبث ومستنزفو ثروات البلاد وخيراتها والمنتفعون بالرشاوى والمحسوبية على حساب شريحة واسعة من الشباب مهروسة بترسانة البطالة، كونها ليست معركة مع حزب بعينه ولا حتى مع النظام والحكومة نفسها بقدر ما هي طامة عامة مع النخب العاجزة والمتنفذين في المؤسسات.. فإذا ما غضب الشارع فعلى المعارضة أن تضع عصاها على عاتقها وترحل أولاً قبل غيرها، كونها وجدت في وطن لا تستحقه وعاجزة عن تحريك الشارع ولو بمائة مواطن، ولأن المعارضة غلبت مصلحتها الذاتية جراء جشع السياسية على الآخر الوطني الذي سينفجر في وجهها أولاً، فمثلها يضاهي الحاكم شأناً حد التطابق وقد تطالها حمم الغضب قبل غيرها.. ولعل فرصة الرحيل تتسنى لقوة واحدة في حين قد يفوتها السخط المندلع على آخرين سيحترقون بألسنة الغضب على الأرصفة..

ففي الوقت الذي لا يجد الحاكم تأييداً في إعراضه عن الحوار كما تتهمه المعارضة، ليس هناك تحمس أيضاً لما يسعى إليه المشترك من سلب الشعب حقه في الانتخابات واختيار ممثليه في البرلمان القادم..

* بين التخرج والوظيفة رحيل وغربة:

الطريق إلى الوظيفة بعد التخرج رحيل طويل وغربة وطن، كالطريق من الجحيم إلى الجحيم.. طوابير من الشباب الخريجين من الجامعات يتوجهون صوب الحدود يطاردون كالقرود في مناطق بالدول المجاورة؛ تلك حالة شاب مجهول الهوية يبحث عن عمل في وطن غير وطنه.. يتعرضون للانتهاكات حتى أصبح حالهم تسطره مقولة "الطريق إلى الغربة والعيش في سنوات المعاناة، ممتد، مفروش بأشواك التعب يمطره عرق نحيب أجساداً أنهكتها البطالة واجب عليهم اجتياز وعورتها في الفترة الفاصلة بين التخرج والوظيفة المنتظر لأعوام قدومها..

فماذا لو أقدم أكثر من شاب عاطل أرهقه عناء البحث عن لقمة عيش خارج وطنه، على إحراق أنفسهم، حينها كما يبدو لن يضطر الشباب العاطلين للغربة المفروضة بفعل البطالة، فهناك آخرون سيجدون طريقهم إلى الرحيل..

الغلاء.. وما أدراك ما الغلاء المعارضة لا يهمها ظلم التجار بذريعة ليس بيدها حيلة حيال نار الأسعار وإن كانت الأسواق تلهتب بارتفاعها لتلفح عيشة المواطن الغلبان بلا رحمة.. والحكومة هددت ووعظت فحملت التجار المسؤولية في ارتفاع الأسعار دون مبرر، عملت ما بوسعها طبعاً فهذا ما تقدر عليه حكومة عاجزة وفاشلة مثلها فجزاها الله خير، فعمل شيء خير من لاشيء فحكومتنا تجيد الوعظ والإرشاد والمجابرة أيضاً أكثر من إتقانها تطبيق مبدأ الثواب والعقاب و أفضل تعليقاً على موقفها أن نقترح إشباع طلب الكويت خطباء من اليمن أن يتم تسفير وزراء ومسؤولين يمنيين فهم ذو كفاءة عالية لسد حاجاتها.

* عليكم بالرحيل:

ربما حديثي وإن كان نصحا قد يجد صعوبة في الاستيعاب لدى المعنيين كونه "جاف، حاف"، لم نضف عليه إدام المجاملة، لكن في حال حل السخط الشعبي سيكون استيعاب نتائج البطالة في الوقت الضائع غير مجد كون البطالة تتمخض قادماً كارثياً ليس بمقدور الجميع تفادي زلزال عواقبها..

فإذا جاء يوم الانتفاضة –كفانا الله شرها- لا يسعنا إلا أن نقولها بهدوء في لحظة وداع" عليكم بالرحيل فإنه نتيجة فشل وأقرب للفرج.. والبحث عن وطن، فالشعب لم يعد يطيقكم؛ سلطة ومعارضة".

عدد القراءات : 2246
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات