احدث الاخبار

في قطار التمديد

في قطار التمديد
اخبار السعيدة - بقلم - د. رياض الغيلي         التاريخ : 13-01-2011

منذ أن أقر الحزب الحاكم الإنفراد الديمقراطي غير المسبوق والمتعلق بقلع عداد المنصب الرئاسي من الدستور اليمني أُطلقت الكثير من المقولات والتعليقات والنكات ، وسأقوم بسرد عدد منها نظراً لطرافة الموضوع الذي كشف لنا إلى أي مدى يتحلى الرئيس بالروح الديمقراطية خاصة مع اقتراب نهاية فترته الرئاسية الأخيرة حسب الدستور الحالي :

التعليق الأول : المسبحة الرئاسية :

الشيخ حميد الأحمر قال أن الرئيس قد أنهى المسبحة في إشارة إلى مدة رئاسته التي بلغت حتى الآن (33) سنة ، والمسبحة كما هو معروف عدد سبحاتها (33) .

أحد الظرفاء علق قائلاً : "يا شيخ حميد مسبحة الرئيس (99) مش (33) هو غير كُمُلْ من التسبيح وذلحين شرَّع في التحميد وبعده التكبير ، وإذا ما زلَّجش المسبحة هو عايزلجها أحمد من بعده ، عاده مشرِّع ، مش قال في حضرموت : شَرّعُوا ؟!!"

التعليق الثاني : الثوابت الوطنية :

أحد المتابعين للشأن السياسي علق على أحاديث الرئيس المتكررة عن الثوابت الوطنية كالوحدة والجمهورية والثورة و الديمقراطية ... إلخ ؛ قائلاً : "حقيقة لم أجد حتى الآن ثابتاً وطنياً سوى كرسي الرئاسة الذي في سبيله يمكن أن يضحي الرئيس بكل الثوابت الوطنية التي لا يمل من تكرارها في خطاباته، والدليل على ذلك هو ما يجري الآن من جهود لقلع عداد الرئاسة الذي يعتبر أكبر مهدد للوحدة الوطنية وأفضح تراجع عن الجمهورية وأوضح خيانة للثورة ، وأجلى تراجع عن الديمقراطية " .

التعليق الثالث : يمن بلا عدادات :

صبيحة اليوم التالي لإحالة التعديلات الدستورية المقترحة من الأخ الرئيس والمتضمنة قلع عداد الرئاسة إلى لجنة خاصة لدراستها برئاسة حمير الأحمر ، إتصل أحد الظرفاء السياسيين لصديق له باكراً فجرى بينهما الحوار التالي :

الظريف : آلوووه ، محمد ، صباح الخير .

محمد : صباح الخير ، ما قد به من صباح الصبح .

الظريف : قد وصلوا المهندسين لا عندك ؟

محمد : أي مهندسين ؟!

الظريف : مهندسي مؤسسة الكهرباء ومؤسسة المياه ، قالوا عيقلّعوا العدادات ؟

محمد : منهو ضحك عليك ، صورتك بتحلم ، عادك راقد ؟

الظريف : ما حد ضحك علي ، صورتك أنت اللي عادك راقد ما بتابعش النشرة ، قالوا إن اليمن ستصبح بلا عدادات بعدما يقلعوا عداد الرئاسة .

التعليق الرابع : قبّحهم الله اغتالوا فرحتي :

قالها أحد الزملاء ؛ قلت له من هم الذين اغتالوا فرحتك ؟ وما هي فرحتك أصلاً ؟ فأجاب بحرقة شديدة وهو يعصر يديه بقوة : حملة المباخر ، المرتزقة والنفعيون ، المنافقون والمفسدون ، أعداء الديمقراطية والتغيير .

عدلت من جلستي وقلت ؛ يا أخي العزيز لم أفهم شيئاً حتى الآن ؛ إهدأ وحدثني بوضوح.

قال : يا أخي كما تعلم أنا وأنت في عمرٍ واحدٍ تقريباً وُلدنا في منتصف السبعينات من القرن الماضي . قاطعته قائلاً : وإن يكن ، فنحن لم نزل في القرن الماضي لم نخرج منه أبداً.

قال : وعيت على الدنيا واليمن في قبضة الرئيس على عبد الله صالح ، ونشأت فترة المراهقة واليمن لا زالت في قبضته ، وتخرجت من الجامعة واليمن لا تزال في قبضته ، وتزوجت وخلفت وأكبر أولادي اليوم على أبواب الثانوية العامة وها أنا ذا أكاد أبلغ الأربعين واليمن لا تزال في قبضته ، عاصر جيلي ستة رؤساء لأكبر دولة في العالم أمريكا وهم (كارتر ، وريغان ، وبوش الأب ، وكلينتون ، وبوش الإبن ، وأوباما) والرئيس اليمني هو نفسه ، بل لقد شاهدته يصافح كل رئيس من هؤلاء الرؤساء الستة بأم عيني ، يا أخي طال الانتظار  وأصبحت أنتظر عام 2013 بفارغ الصبر ، العام الذي سأفرح فيه فرحتي الكبرى بمشاهدة يمن بلا (علي عبد الله صالح) ، لكن هؤلاء المرتزقة المفسدين اغتالوا فرحتي بتقديمهم التعديلات الدستورية المتضمنة قلع العداد الرئاسي ، قبحهم الله .

عدد القراءات : 2657
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات