احدث الاخبار

الأطفال أولى بالتكليف

الأطفال أولى بالتكليف
اخبار السعيدة - بقلم - رائد علي العمايرة         التاريخ : 08-01-2011

كان الناس يتوافدون إلى المسجد تباعا لشهود الجمعة  ..بينما هو يسير يرخي يده بجانبه ليمسك فيها يد طفل صغير في الخامسة من عمره  يحاول بكل جهد ان يدرك مشية والده الذي يبطئ هو ايضا ليوافق مشية صغيره المتعثر بكل ما يصادفه في الطريق .

 دخل المسجد والصق الصغير برجله اليمنى  واخذ يصلي ركعتي  السنة  والصغير يقلده....... اذا ركع والده ركع ....ثم يدير وجهه اليه يرقب تمتماته بالتسبيح ، فيتمتم مثله ويحرك شفتيه من غير ان يقول شيئا  ثم يغادره قليلا وينظر خلفه إلى كل ما حوله ويتنطط لبرهة ثم يعاود ليسجد بجانبه ، وهكذا حتى أكمل الصلاة ، فلما سلم عن يمينه وشماله احتضن الاب  الصغير وقبله وأخذ يمسح على رأسه .

منظر جميل  لطفل برئ  هكذا يبدو عندما تنظر اليه ، وقد تشعر ان الاب فخور بولده  الذي ينظر الناس اليه والصغير  يقلده ، كان هذا واضحا من خلال الابتسامة التي وزعها علىكل من حوله اعجابا بما يصنعه ولده النابغة الصغير ، وانا ايضا كنت معجبا بما صنعه هذا الصغير ومعجبا بحرص والده على أصطحابه للمسجد وتعويده على التدين ،لولا بعض المنغصات التي افسدت علي هذه الفرحة وهي كالآتي

المنغص الاول : عدم انتباه الاب أن هذا الصغير ربما يفسد عليه صلاة الجمعة بكثرة حركته ، والتي لم تظهر جلية الا عندما صعد الخطيب على المنبر ،فاحتاج الرجل إلى ان يزجر الصغير عدة مرات لكي يجلس بهدوء متناسيا ان تلفظه بأي كلمة وحتى لو قال لصاحبه انصت فانها تكون لغوا يبطل جمعته لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة : أنصت - والإمام يخطب - فقد لغوت } رواه البخاري ومسلم.

 وهذا الصغير لا يعرف آداب المساجد، وصلاة الجمعة قد تطول فيحتاج إلى قضاء حاجته فينشغل الاب عن الصلاة بالخروج من المسجد ومساعدة الصغير على ذلك ...هذا ان لم يفعلها الصغير في المسجد فيفسد الجمعة على كل من في المسجد .

المنغص الثاني : حزني على مسلم يملك كل هذا الحرص على صلاة ولده أن لا يعلم بأن تعليم الصبيان للصلاة يبدأ من سن السابعة ،وهي سن ألزم ان يكون فيها الصغير أحسن إدراكا وتأدبا  وأفـْقـَهُ بما يقال له ويؤمر بامتثاله من الآداب .

 المنغص الثالث :..أن هذا الاب الحريص على اصطحاب طفله إلى صلاة الجمعة  قد ترك خلفه في الشارع ابنا له يبلغ الثامنة عشرة  وآخر يبلغ السادسة عشرة أيضا ، وقد اشترى لكل منهما  هاتفا نقالا  حديثا ، وكل منهما يعبث بجهازه الذي  يطفح بالمقاطع المضحكة والاغاني العنصرية والمقاطع الاباحية  ويكفي أن اقول اختصارا إنهما من أفسد الشباب أخلاقا وأكثرهم تفلتا .

 وهنا يلزمني اكتشاف السبب الذي حمل هذا الرجل الاب الصالح على ان يحمل طفله الصغير إلى المسجد ولم تجب الصلاة عليه بعد ،ثم يترك ابناءه الكبار من دون ان يأمرهم بالصلاة أو الالتزام بشرائع الاسلام ،فيترجح ان يكون أحد الاسباب هو تعلق الصبي الصغير به وبكاءه خلفه ليحمله على مرافقته ،فيرضي طفله الصغير ويفسد الجمعة على نفسه وعلى المصلين من أجل ارضائه ، أو ان تكون امه قد ضاقت به ذرعا فأرادت ان تتخلص من كثرة إزعاجه لها فأرسلته مع ابيه حتى تهدأ أعصابها ،ولا يهم ان تفسد الجمعة على زوجها او على المصلين ، وقد يكون السببان قد اجتمعا معا ، المهم انه ليس هناك سبب ثالث أبدا.

عدد القراءات : 2146
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات