احدث الاخبار

رحلة داخل أسوار صنعاء القديمة

رحلة داخل أسوار صنعاء القديمة
اخبار السعيدة - بقلم - عمرو أبوزيد         التاريخ : 08-01-2011

في الركن الشرقي للعاصمة صنعاء تقع صنعاء القديمة مرتمية في أحضان جبل نقم كلوحة فنية غاية في الإتقان هي لؤلؤة المدن اليمنية وأقدمها بل هي مدينة شهد لعراقتها التاريخ بقدمها وجمال عمرانها.

مدينة تسلب أرواح الداخل إليها بحسنها الأخاذ وبنائها المميز. لها سور يحيط بها

يجعل الناظر اليه يظن انه بني ليمنع اختلاط مبانيها العتيقة ببيوت الاسمنت الحديثة ليضفي  ناحية من التميز.

مع اشراقة كل شمس تكتسي شوارعها بأشعة النور فتزداد جمالا ورونقا بإعلان ميلاد يوم جديد.

ما يكسبها اختلافا عن باقي مدن اليمن هو طريقة بنائها فقد بنيت من مادة الطوب "الأجر" بلونه الأحمر الداكن فيخيل إليك أنها امتلأت خجلا باحمرار مبانيها الذي تتوسطه خطوط غالبا ماتكون بيضاء اللون لتضيف لمسة فنية  في غاية الجمال.

لها باب مهيب وجد ليكون موصدا في وجوه اللصوص والطامعين فيها إذا أرخى الليل أجنحته عليها ليعم الهدوء حواريها عندما تمر في شوارعها الضيقة وأزقتها العتيقة يكاد التاريخ ينطق بقصصها وماضيها كيف لا وهي صنعاء التي كانت من أهم المراكز التجارية في العصر القديم والتي عبرتها قوافل البخور واللبان وغيرها مما كان يتاجر به العرب آنذاك.

تحوي المدينة أسواقا قديمة عند تجوالي فيها أحسست بالبساطة واللمسة القديمة التي تملأ أركانها فتبدو واضحة للعيان,  فمن سمسرة النحاس إلى سوق الملح تشاهد الناس بين باحث عن قوت يومه أو زائر دفعة الفضول ليستكشف خبايا هذه المدينة التي تعج أسواقها بالناس في كل صباح فما تلبث أن تتلبس الهدوء بعد غروب شمسها بعد يوم حافل وكأنها تتجهز للصباح التالي.

بالإضافة إلى متاجر السلع الرئيسية في صنعاء القديمة هناك محلات الأقمشة والمنتجات اليدوية والتحف التي امتهن أصحابها بيع هذه الأشياء جيلا بعد جيل. أيضا هناك محلات الحلي والملبوسات الفضية التي ما تزال تكافح للبقاء لوجود من بقي من عشاق هذه الحلي التي ما تزال تعكس تلك الصورة القديمة والرائعة لهذه المدينة.

مهما حاولت ان أصف ما تحويه بين أسوارها فإني اصاب بالحيرة لكثر ما أعجبني فيها.

فبمجرد دخولي إليها أتجرد عن سترة التمدن والحداثة  لأدع العنان لمخيلتي لتعود بي لقديم تاريخ صنعاء فلا أحس تغيرا قد طرأ عليها وكأنها هي نفسها بمداخلها ومخارجها بأسواقها ومنازلها.

في نهاية رحلتي في أحيائها أدركت بأني لن اشبع منها بل أكاد أكون متيما بما شاهدته فيها. خرجت من بابها والتفت خلفي لأرسل نظرة وداع لها متمنيا الفوز بفرصة أخرى لزيارتها والتغزل بها..

عدد القراءات : 3103
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
المرقشي
صنعاء تسحرنا سحر كم يذهلنا جمالها
همسة غروب
تسلم يا اخ عمر على المقال الاكثر من رائع. شوقتني اسير صنعاء من كلامك حسيت اننا معرفهاش.
صنعاني
نادر ما تكتب الناس عن صنعاء رغم جمالها احييك ايها الكاتب هل انت من صنعاء
بنت عدن
لو يهتمو بصنعاء القديمة شوية اكتر كلنا بنروح سياحة صنعاء ^^
سحر العبسي
ارثى لحالك يا صنعاء.. خذلناك كثيرا وسلمناك لمن يطمع بك