السعودية ومصر أولى من إيران
يقول التقرير الصادر عن مركز المعلومات الإسرائيلي حول الاستخبارات والإرهاب التابع لـلموساد: إن سوريا وإيران ينقلان المعلومات التكنولوجية إلى حماس، ويوفران الوسائل القتالية، والعتاد، وتدريب مقاتليها، وتهريب الأموال عبر الأنفاق في منطقة رفح، ويشتكي التقرير من عدم قيام القوات المصرية بعمليات أمنية فعالة لقطع أنبوب الأوكسجين الذي يربط حماس بباقي المنظمات والدول التي تدعمها.
تقرير الموساد الإسرائيلي يجيء معززاً لكلام "شاؤول موفاز" وزير الحرب الإسرائيلي السابق، حين قال: إن إيران تحولت إلى الممول الرئيسي لحركة حماس، وهي المزود لحماس بالسلاح، ومعنى هذا الكلام هو أن إيران تقدمت خطوة على طريق محاربة إسرائيل، وتمارس بالفعل ما تقوله في العلن، وتجاوزت قوتين محلتين هما أحق وأولى من إيران في دعم حماس، وهما أقرب إلى اللغة والعادات من إيران، وهما الأقرب جغرافياً، والأكثر تضرراً من تنامي نفوذ إسرائيل في المنطقة.
فلماذا يا ملوك العرب ورؤساءهم في السعودية وفي مصر، لماذا لا تدعمون حركة حماس، ألستم أحق بدعم المقاومة من إيران ومن تركيا ومن ماليزيا ومن سكان آخر الأرض الذين يهرعون لدعم المقاومة، وتوفير مقومات الصمود لها لمقاتلة إسرائيل؟.
إن ما يقوله "شاؤول موفاز" عن تغير الميزان الإستراتيجي للمنطقة بفعل الدعم الإيراني لحزب الله وحركة حماس، ليعزز القول بأن تعاون السعودية ومصر مع إيران في تقديم الدعم العسكري لحركة حماس ولرجال المقاومة سيشغل إسرائيل عن نسج خيوط التآمر ضد المنطقة. وسيحد من التدخل الإيراني في شئون العرب الداخلية كما يقول البعض، وسيؤكد في الوقت ذاته أن للعرب خيارات أخرى غير خيار التفاوض الذي ساق الشعوب إلى بئر المذلة، وترك مستقبل الأجيال ظمئ للأمن والاطمئنان.