إبنتي وبابا نويل المسلم
رجعت ليلة البارحة من العمل متأخرة. منهكه ورغم ذلك دخلت أنا وأبنتي سويا إلى المطبخ، نهيأ أكلا يتناسب وليالي الشتاء الطويلة الباردة التي لم نعتادها من سنيين طوال في صنعاء الواقفة بشموخ وعناد وسط كل تلك الجبال التي تحفنا فتهيل على ضفاف النفس خوفا ورهبة معلبة في الصدور ، وفي نفس الوقت أسمع حصاد اليوم من الأخبار الخاصة بأبنتي من صديقتها التى تغار منها في الفصل الى إبنة جارتنا التى تلعب معها بعد ظهيرة كل يوم الى أخبار حفظ جدول الضرب المعقدة الى الى الى .
هدأت أبنتي ، كنا حينها نأكل وجبة العشاء فجأة انقطعت الكهرباء. أوقدنا الشموع. لم تصدق أبنتي أن ليس هناك تلفازيجمعنا وفي نفس الوقت يشغلني عنها. فتحت فاها وبدأت في الكلام من غير توقف وأنا أنظر إليها من حين إلى آخر، متظاهرا بالاستماع إليها فشردت بعقلي أتأمل يومي القصير.
الى أن شدتني من يدي وقالت ماما لماذا لايوجد لدينا بابا نويل مسلم...؟!! توقفت كثيرا فنحن الامهات نستعد دوما للأستقبال اسئلة من أطفالنا لاقدرة لنا على الاجابة عليها... ولكن سؤالها الليلة كان فوق المعتاد ...!! توقعت بأن يكون أقصى حدودها في السؤال لماذا لانحتفل بعيد الميلاد مع المسيحيين ..؟والاجابة لدي ولدى كل أم كما أتوقع جاهزة بأننا مسلمين وهم مسيحيين، وهي إجابة قاطعة وغير شافية ولكن ان يكون سؤالها لماذا لايوجد معنا بابا نويل مسلم...؟ فهذا سؤال يجب ان نقف عنده طويلا... أتخيل بأنكم تقولون بان السؤال بسيط لو نظرنا الى الاجابات القاطعة في حياتنا تجاه أبنائنا... ولكني نظرة الى الموضوع من زاوية أخرى هو مدى حاجة أولادنا الى الفرح ،الى الهدية، الى الاستعدادات المبهجة تذكرت كم تكون أعيادنا مرهقة ومكلفة نتبادل بها التفاخر، والتغالى في إظهار مقتنيات العيد وأن نصيب الاسدمن الحلوى والمكسرات هو للكبارمنا وليس للأطفال .. لم نفكر بأن عصرالفضائيات سيغزوغرفةمعيشتنا ليقدم للأطفالنا بابا نويل وهو يستعد ليخاطب الطفل بنعومة ويقول لهم ناموا لتصحو وتجد هديتكم عند رأسكم.
كم نحن مشغولون بأعيادنا عن أن نرسم في خيال أطفالنا ألوان فرح ،وبهجة ،وعلب هديا تحوى محبتنا ومعزتنا لهم، وأن نقوم نحن وهم بالتجهيز والاستعداد للعيد...
لذا كان سؤال أبنتي منطقي لماذا لايوجد بابا نويل مسلم ترقبت خيوط الشمس المشرقة تداعب أجسامنا لتوهمنا بالدفئ وانا أجهزها للمدرسة وأقول لها اليوم سأقول لك حين عودتك من هو بابا نويل وأين بابا نويل المسلم في حياتنا وهرعت الى الشبكة العنكبوتيه أبحث عن أسطورة بابا نويل للأعرف أولاَ المعنى اللغوي لكلمة بابا نويل فوجدتها تعني
كما يقول يقول النبي إشعياء في كتابه : (هاهي العذراء تحبل وتلد إبنا ً ويدعى إسمه عمانويل الذي تفسيره الله معنا)
"عما نويل"كلمة عبرانية تفسيرها بالعربي
"إلهنا معنا"ومعناه عند النصارى"الله معنا"
وفي العبرانية"عمانوا"تعني "معنا"، و"نيل": تعني الإله. و "بابا نويل"
أي "بابانوئيل"، وتعني "بابانو"،
و "نيل": أي "الإله".
فكلمة بابا نويل" تعني "الإله أبونا" أذا هو الإله الأب الذي " ولد له مولود من مريم وهو عيسى الإبن.
فيقوم الأب الإله بتوزيع الهدايافي يوم ولادة إبنه عيسى عليه السلام الإله الإبن( تثليث كامل،تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.)
قال تعالى : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) (90) سورة مريم
بابا نويل اليونان
أما بابا نويل الاسطورة فهو منذ حوالي 17 قرنا تقول أن الأصل الحقيقي لبابا نويل هو القديس سانت نيقولاس، وهو من اصل يوناني وقد ولد وحيدا لوالدين من سكان مدينة "ميرا" ( الآن تركيا ) وكان يدعى قديس "ميرا" .
وكان بابا نويل طفلا ذكيا وشابا نابها متعلما ورغم ثرائه الشديد فقد قرر ان يلتحق بالدير وأن يقدم جميع امواله للفقراء والمحتاجين ولكن دون ان يشعر احد بذلك .
ومن بين هؤلاء الفقراء رجل كان من الأغنياء وساءت حالته وفقد كل ثروته . وكان له ثلاث بنات لم يستطع تزويجهن بسبب فقره الشديد، فقام نيقولاس بوضع مبلغ من المال داخل كيس وتسلل ليلا إلي منزل هذا الرجل دون ان يراه احد، ثم ألقي الأموال من نافذة الرجل الفقير وعندما استيقظ الرجل في الصباح وجد الاموال وخرج بها وزوج ابنته الكبري ثم كرر نيقولاس نفس العملية مع البنت الثانية .
إلا أن الرجل الفقير أراد ان يعرف الرجل الطيب الذي يضع له المال من نافذة منزله فظل ساهرا طوال الليل، وعندما شعر بسقوط كيس المال داخل المنزل اسرع خارجه ليعرف ان الذي ألقي المال هو نيقولاس الطيب الذي كان يرتدي ثوبا احمر ويغطي جزءا من وجهه .
بابا نويل السويد
يزعمون السويديين أن بابا نويل الحقيقي خرج من اوروبا وتحديدا من السويد وكان ذلك مع بداية القرن الحادي عشر وان اسمه الحقيقي ( القديس سانتا نيكولاس ) وكان هذا القديس يحب الاطفال بشكل كبير جدا وانه كان يقضي معظم يومه في ركوب حماره والتجول بين القرى لتوزيع الهدايا والالعاب والحلوى على الاطفال الصغار خاصة مع نهاية كل عام ميلادي وبداية عام جديد لاضفاء البهجة على الاطفال .
بين فلندا وروسيا
أما بابا نويل الفنلندي ينفي تلك الحقائق التاريخية ويقول ان فنلندا هي اصل المنشأ الحقيقي لوجود بابا نويل وان في فنلندا قرية تدعى لابلاند Lapland هي مسقط رأس بابا نويل الحقيقي . وتقول الروايات أن فنلندا أبكر مكان في العالم استقبل بابا نويل .
وفي عام 1927 قررت فنلندا والإتحاد السوفياتي السابق أن "جبل الأذن" في مقاطعة لابلاند هو حدود البلدين التي تؤدي الى المحيط المتجمد الشمالي، واستوحى ذلك كاتب حكايات للأطفال يدعى ماركوس وقال في حكاياته إن بابا نويل يسكن في هذا الجبل مع عشرين ألف رنّة، ويستطيع أن يسمع تمنيات الأطفال من أنحاء العالم بفضل "الأذن" على جبل الأذن . وحظيت هذه الحكاية الرومانسية بقبول من قبل الناس ومنذ ذلك الوقت أصبح "جبل الأذن" موطن بابا نويل .
ومن الجدير بالذكر أن هذه القرية في فنلندا يزورها ما لا يقل عن 75 الف طفل كل عام ليروا من اين ظهر بابا نويل وكيف واين عاش حياته الاولى .
إلا أن هذا الأمر لم يكتمل ويصبح عرفا إلا في القرن التاسع عشر..
وقت أن غمس فنان الكاريكاتير 'توماس نيست' ريشته في الألوان ورسم علي الورق 'سانتا كلوز' سمينا ذا خد متورد ولحية بيضاء طويلة احتفالا بأعياد الميلاد ونشرتها إحدي المجلات ومن وقتها أصبحت هذه الصورة هي المعتمدة لشخصية 'بابا نويل'.. كما أنها جاءت تتويجا لمحاولات كثيرة بدأها الفنان جون كالكوت هورسلي ولويس برا نج المعروف بأبي بطاقات عيد الميلاد ورأس السنة وذلك عام 1843 عندما قام برسم بطاقة تبين عائلة سعيدة يتعانق أفرادها وهم يتمتعون باحتفالات عيد الميلاد ويتبادلون التهاني والهدايا التي وجدوها أمام باب المنزل..
لتتطور الاسطورة في عصرنا الحالي الى رموز نتناول المعاني الحقيقية لها بالتالي:
فالرموز المستخدمة للزينة والاحتفال بالميلاد جميعها لها معاني خاصة لكن مع مرور الزمن وبسبب علمانية عيد الميلاد فقدت هذه الرموز معناها الحقيقي لذا وجب علينا البحث في معاني هذه الرموز ونشرها لنكون على علم بالاشياء التي يتداولها أطفالنا من حولنا
النجمة:
تمثل للمسيحيين الرمز السماوي للوعدفهم يعتقدون يأن الله ارسل مخلصه للعالم ونجمة بيت لحم كانت علامة الوعد لانها قادت المجوس الى مكان ولادة المسيح. ويعتقدون بأنه يوجد في السماء نجمة لكل شخص في العالم
اللون الاحمر:
هو اللون الاول لعيد الميلاد واستخدم من قبل المسيحيين الاوائل لتذكيرهم بالدم الذي سفك من قبل المسيحفهم يعتقدون بأن المسيح اعطى حياته وسفك دمه من اجل ان يحصل المسيحيين على الحياة الابدية
اللون الاخضر:
هو اللون الثاني لعيد الميلادويتمثل بالشجرة وهي أنسب واضبط خلفية للزخرفة الحمراءويعتبرون ، الاخضر هو الشباب والامل واكثر الالوان غزارة في الطبيعة
الاوراق الابرية الشكل لشجرة عيد الميلاد تتجه نحو الاعلى وترمز الى الصلوات المتجهة نحو السماء
الجرس:
يعتقدون بأن الجرس سيساعدهم للعثور على الخروف الضالوعندما يدق الجرس ويسمعه كل شخص مسيحي يجد طريقه للاب ويعني ذلك الهدا ية والرجوع حسب ماجاءت به فلكلورهم
الشموع:
الشموع على شجرة الميلاد يعتقدون بأنها تمثل نور الله وكانت قديما تمثل تقدير الانسان للنجمة اما الان فتستخدم الاشرطة الضوئية لذكرى ميلاد المسيح.
الربطة:
توضع على الهدايا التي توزعها شخصية بابا نويل لتذكرهم بروح الاخوة
العكازة:
تمثل عصا الراعي. الجزء المعقوف او الملتوي من العصا كان يستخدم لجلب الخروف الضال. اللون الاحمر والاخضر وبقية الالوان المستخدمة بشكل حلزوني ترمز الى أنهم حراس الاخ الضال، كما تمثل العكازة الحرف الاول من اسم المسيح باللغة الانكليزية عند قلبها ر أسا على عقب.
الطوق او الاكليل:
يرمزون بها الى الطبيعة الخالدة للحب الذي لاينتهي ولا يتوقف، وتذكرهم بالسبب الحقيقي لميلاد المسيح .
أنهيت البحث والتصفح في الشبكة العنكبوتية وقد أثريت عقلي بكل هذه المعلومات ولم يغيب من بالي وأنا أقراء كل تلك الاساطير صورة " بابا عثمان بن عفان الذي كان يمسك التراب فيتحول ذهبا لثرائه الشديد وتواضعه مع الفقراء وصدقاته التى كانت تبلغ عنان السماء لفقراء المسلمين، ولا بابا أبو هريرة الذي كان أول من مثل في العالم جهة الرفق بالحيوان لتعلقه بالقطط، ولا بابا عمر بن الخطاب التي أبكته المرأة التي كانت تغلي الماء للأولادها حتى يناموا وهم جياع، ولا بابا عمر بم عبد العزيز الذي قال للسحابة أمطري حيث شئتي سيأتيني خراجك لشدة الخير والرخاء والسعادة، ولا كل بابا في كل عصر من عصور أمتنا الاسلامية التى كانت تسعد الكثير من الايتام.
فأكتشفت بأن بابا نويل المسلم موجود في حياتنا بس نحن لم نعد نرى ولا نحس الاشياء الجميلة من حولنا والادهى والامر دفنا الاحتفال بها وتجسيدها في مناسباتنا لذا أبنتى وكل جيلها أفتقدوا الفرح وألياته لذا بحثوا عن بابا نويل أخر للاصلة لنا به سوى من باب التعايش الذي دعى اليه ديننا الاسلامي الحنيف انها دعوة من أبنتى وكل جيلها لنعيد الفرح الى حياتنا ولوبـــ بابا نويل مسلم
فاصلة :
كل يوم يتعزز لدي بأن سورة الواقعة أثرها لايخص فقر المال فقط وإنما فقر المعلومة وفقر التاريخ وفقر القدوة .... كم نحن فقراء
| ابو عنبسة واجبنا تجاه ابنائنا تكمن فى التنشئة من الصغر ولننظر الى المعصوم صلى الله عليه وسلم حينما قال لابن مسعود رضى الله عنه ياغلام انى اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك فان المسالة ليست مسلمين ونصارى ولكن عدم وجو | ||
| اليمانية شكرا موضوع جيد بس حبذا لو يتم مراجعة الاخطاء الاملائية التي تزعج اثناء قرأة الموضوع فتشتت الذهن عن المتابعة .. الف شكر | ||
| جريح اليمن دائما تبهريناروووووووووووووووعة خاصة فيما يتعلق بسورة الواقعة | ||
| فؤاد الحرازي كم نحتاج الى الفرح بحياتنا بس نحن جبناء من أدعياء علماء الدين لاسامحهم الله سلمت يمناك | ||
| قلب الأمة كلام رائع اتمنى ان تصل هذه الرسالة الى كل معلمه لتجد وسيلة ممتازة لتأسيس بعض المبادئ الإسلامي...... بورك فيك | ||
| زعفران علي المهنأ أولا اشكر تفاعلكم مع مقالي المتواضع المقدم هدية متواضعة لكم ثانيا هناك خطأ غير مقصود حول مقولة ( إمطري حيث شئتي فسوف يأتي الي خراجك ) هي للخليفة هارون الرشيد وليس للخليفة عمر بن عبد العزيز شكرا | ||
| اميرالنت ابن الأمير الصنعاني لكل مقال لك الام الكريمة له مذاق خاص أتمنى أن نستفيد من الأرشاد المتواجد على في هذا المقال وأن نبحث عن بابا نويل المسلم الذي يكمن في داخلنا جيمعأ ولنجعل تجارب الاخرين نجاحا في علقاتنا الاسرية......... |