احدث الاخبار

عباس يبوس خد غزة

عباس يبوس خد غزة
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 24-12-2010

هدد السيد عباس بمعاقبة إسرائيل إن هي اعتدت على غزة، وأظهر الرجل في تصريحه حرصاً على القطاع المحاصر بشكل يوحي للسامعين بأن أرض غزة ما برحت تشبه سنغافورة، أو أن غزة تعيش في أمن وسلام وازدهار اقتصادي، وبالتالي فإن السيد عباس لن يسمح لإسرائيل بأن تفسد هذا الوضع المثالي الذي تعيشه غزة!

 أنا أزعم أن السيد عباس يريد أن يقول للجميع: لا تصدقوا ما جاء في تقرير ويكيليكس، وإن ما ورد على لسان القادة الإسرائيليين من قبل غير صحيح، وأن السلطة الفلسطينية التي يترأسها السيد عباس ما تمنت على إسرائيل يوماً بأن تصفي حكم حركة حماس في غزة. وها هي تصريحات السيد عباس ضد الهجوم على غزة، وتحذر علناً من انهيار العملية السلمية.

إن كان سيوجعك يا سيد عباس العدوان القادم على غزة، ويجب أن يوجعك، فمن الصواب أن تنادي بإنهاء العدوان الذي ما توقف على غزة، وأن تطالب بتوقف قصف الطائرات الذي ما انقطع يوماً، وإنهاء الحصار الظالم الذي ما زال يضرب سكان غزة بالبطالة، ويمنع عليهم تصدير منتجاتهم إلى الخارج، ويمنع دخول مواد البناء لتعمير مساكنهم التي دمرها القصف الإسرائيلي، ويمنع على سكان غزة الوصول إلى الضفة الغربية منذ زمن صديقك "أهود أولمرت" رئيس الوزراء السابق الذي التقيت فيه عشرات المرات.

إن تهديد السيد عباس لإسرائيل خالٍ من الجدية، ولاسيما أنه قال: "إن أي عدوان إسرائيلي جديد على القطاع سيضع العملية السلمية برمتها في خطر حقيقي، وسيؤدي إلى انهيار كافة الجهود الدولية الرامية لإنقاذها.

فمن الذي سيخاف من هذا التهديد؟ وجميع شركائك في عملية التسوية يعرفون أنك لا تستطيع التخلي عن المفاوضات، ولأن الخطر الحقيقي على العميلة السلمية موجود وقائم مع تواصل التوسع الاستيطاني اليومي على أراضي الضفة الغربية، تحت سمعك وبصرك ومعرفتك، ومع ذلك لم تعلن عن انتهاء العملية السلمية، وما زلت تنتظر الجهود الدولية لإنقاذها، وما زلت تأمل أن تعود ثانية إلى الطاولة التي أكلت كراسيها مؤخرة المفاوض.

تهديد السيد عباس يؤكد للسامعين أن العملية السلمية ما زالت على قيد الحياة، وأن هنالك محاولات لإنقاذها رغم تواصل التوسع الاستيطاني؛ وأن قمقم المفاوضات هو الخيار الوحيد الذي سجن فيه السيد عباس قضيتنا الفلسطينية، وإلى أبد الآبدين.

عدد القراءات : 2788
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات