احدث الاخبار

ماذا نريد من سعدان

ماذا نريد من سعدان
اخبار السعيدة - بقلم - محمد حسين النظاري*         التاريخ : 24-12-2010

• عاد الحديث مجددا عن نية الاتحاد العام على التعاقد من جديد مع المدرب الجزائري رابح سعدان والذي سبق له ان قام بتدريب منتخبنا الوطني بين عامي 2004 و2005 م وخلال تلك الفترة التي قضاها سعدان في اليمن والبالغة 16 شهرا لم يقدم خلالها منتخبنا الوطني شيئا يذكر , بل ان التجاذبات الإعلامية بين الصحافة وسعدان لان الأخير كان يمكث خارج اليمن أكثر منه داخلها , وكانت فترة إجازاته تقترب من الفترة الفعلية التي كان يقضيها في التدريب وهذه كانت وجهة نظر العديد من الصحف اليمنية , بالمقابل برر المدرب الجزائري عدم توفقه مع المنتخب الوطني حينها الى انه ولغاية مغادرته لليمن لم يفهم الدور الذي عينه الاتحاد من اجله هل هو مدير فني أو مدرب منتخب أو مشرف عام أو أمين صندوق , وهذه الأخيرة جاءت خلفيتها عندما تم تكليف سعدان بحمل المبالغ المرصودة لإحدى المشاركات .

 

• نعم المدرب سعدان هو مدرب عالمي وهو ذاته من قاد الجزائر لكأس العالم لثلاث مرات 82,86 ,2010م , وهو من حقق فور مغادرته بلادنا بطولة العرب مع وفاق سطيف وبعدها حلق بالجزائر نحو كاسي افريقيا والعالم بعد غياب دام 20 عاما , إذا فالمدرب من الناحية الفنية لم يكن فاشلا وإلا لما استطاع خلال فترة وجيزة من تركه لنا من تحقيق انجازات كبيرة , وهنا يجب الاعتراف بأننا نحن من وقفنا أمام تحقيق شيء لبلادنا من خلال عدم تفريغه للمهمة التي تم استقدامه من اجلها , إلا ان سعدان نفسه شاركنا في بعض جزئيات ذلك الإخفاق من خلال عدم استقراره فقد كانت روحه في الجزائر وجسده في اليمن .

 

• المعطيات الان تغيرت تماما وعودتنا من جديد الى المدرب سعدان ينبغي ان تكون مرتكزة على أسس واضحة وجلية ولا لبس فيها , وهنا يجب ان يعرف الكل بأن سعدان كان معروضا عليه العديد من الخيارات منها تدريب المنتخب التونسي إلا ان شروط تونس بالتأهل لنهائيات افريقيا كمبدأ أساسي للتعاقد حالت دون تمام الصفقة وهو نفس السبب الذي لم يتم الاتفاق فيه مع المنتخب السوداني , أما على صعيد المنتخبات فقد عرض عليه الفريق الجزائري وفاق سطيف تدريبه شريطة الحصول على كاس أبطال افريقيا للعام المقبل وهو ذات الهدف الذي منه من التعاقد مع الترجي التونسي .

 

• إذا لو تمعنا في حالات عدم التوافق بين سعدان والمنتخبات والأندية الأخرى لوجدنا بأن تلك الإدارات واعية تماما لما تريده , فهي لا تريد سعدان العالمي من اجل شهرته فحسب بل تريد منه ضمانات أكيدة بتحقيق الهدف الذي تم التعاقد معه من اجله , وهنا ينبري سؤال مهم جدا وهو ماذا نريد من سعدان بالتحديد , هل نريد ان نصنع منه كبش فداء جديد وبسمعة عالمية وتحت مبرر أننا استقدمنا مدربا قاد الجزائر لكاس العالم وعجز معنا , أم أننا نريده في إطار الإشراف على جميع المنتخبات الوطنية (كوكتيل) وعنده سيتوه في دهاليز هذه المهمة .

 

• ان المبلغ الذي سيعطى لسعدان بالإضافة لمساعديه جلول وبلحاجي اللذين كانا معه في تدريب الجزائر سيكون كبيرا بلا ريب وهو ما يفترض ان يكون له نتائج ملموسة , ولنا في الآخرين اعتبار , فبالرغم بأن العروض المالية المقدمة لسعدان من قبل الآخرين هي اقل مما سنقدمه نحن إلا أنهم جعلوا لذلك شروطا وأصروا عليها من باب ان المال المقدم هي أموال الشعب ويجب ان تعود بالفائدة على الوطن , لا ان ترمى يمنة ويسرة , ونصل في الأخير لنقطة الفراق الأليم المبني حينها على المبررات الواهية والتي تكون ذرا للرماد وتسكينا للألم , كما يقول إخوتنا الجزائريون (الله غالب) وهي كلمة تقال دائما عند عدم القدرة على تحقيق شيء .

 

• اجتهدت في الاتصال بالشيخ احمد صالح العيسي لأعرف منه عن صحة الخبر الذي يتداول فيه التعاقد مع المدرب رابح سعدان , ولك كل محاولاتي باءت بالفشل فمن يرد على الهاتف يخبرني بأن الشيخ مسافر , أعاده الله سالما من سفره فهو وللحقيقة من الداعمين القلائل لكرة القدم اليمنية وله أياد بيضاء على معظم الرياضيين , كما انه تربطه علاقات شخصية قوية مع المدرب سعدان وان عاد سعدان لليمن فسيكون بسبب تلك العلاقة الممتازة , فسعدان ومن خلال تصريحاته السابقة اكد بأن العيسي يريد ان يحقق شيء للكرة اليمنية ولكن , نعم هي ولكن هذه التي أخرتنا كثيرا وللأسف الشديد .

 

• وهنا نقول للشيخ العيسي بأن يترك قرار اختيار المدرب لكامل أعضاء الاتحاد لكي لا يأتي اليوم الذي يحمله الجميع مسئولية ذلك الاختيار وسيقولون حينها بأنه تم بسبب الصداقة فقط وسيتنكر وقتها كل من له يد في الموضوع وكل من استفاد في الصفة وسيظل العيسي متهما وحده أمام الرأي العام , ويتناسى الجميع كل ما يقدمه الرجل من دعم لكرة القدم اليمنية .

 

• ولكي نكون صادقين مع أنفسنا , ينبغي الان الاستعانة بجهاز عالمي للإشراف فقط على قطاع الناشئين فهم الرافد الرئيسي للمنتخبات الأخرى , والقاعدة الأساسية من الناشئين وكلما أعطيت لهم الفرص وتم اكتشافهم على أسس علمية وفنية وبعيدا عن المجاملات والمحسوبيات , حينها فقط نكون قد وضعنا العربة على القضبان الصحيحة .

 

*باحث دكتوراه بالجزائر

mnadhary@yahoo.com

عدد القراءات : 2329
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات