احدث الاخبار

الراعي القائد ..!!

الراعي القائد ..!!
اخبار السعيدة - بقلم - هايل علي المذابي         التاريخ : 22-12-2010

·  ثمة علاقة وطيدة تربط بين سلوك الإنسان وطبيعة عمله، وهي علاقة تتطور وتتعمق وتُسيطر على سلوكيات الإنسان بوعي منه وبدون وعي،  هذه العلاقة تندرج في إطار العلاقات الإنسانية السلوكية المحضة ، والتي لا تحتاج إلى مرجعيات أو استنادات أو مسوغات لإثبات صحتها وفاعليتها وحقيقة وجودها، بل تقتضي التأمل لأنها لا تتحقق إلا مع المدى البعيد غالباً أو مع بدايات الإنسان التكوينية التي تشكل وعيه وثقافته، فالمعلم – مثلاً- له علاقة سلوكية تربط بينه وبين طبيعة عمله ، حيث يصبح منطقهُ في تعاملهُ مع من حوله وفي محيطه منطق الأمر والنهي ولغة " أفعل ولا تفعل " ....، والأمر بالمثل مع المخبر أو المحقق الصحفي  ، والذي يصبح منطقه بوعي وبلا وعي غالباً ، في التعامل مع من حوله ومع محيطه منطق الأسئلة الستة التي تقتضيها طبيعة عمله ..! وكذلك الجندي الذي يصبح منطقه – وهي حالة تحددها وتحدد طبيعتها الرتبة والجهة المنتمي إليها ، ولكن الخضوع هو السائد ،وكذلك المهندس والمحامي والمحاسب والتاجر ....و.....و.....وهلم جرّا.

 ·  لحكمة عظيمة اشتغل مُعظم الأنبياء بمهنة رعي الأغنام، وهي مهنة من أشرف المهن وأنبلها وأكثرها إنسانيةً ، فإذا تأملنا علوم العصر الحديثة من إدارة أعمال وتنمية بشرية وما إلى ذلك، وتأملنا طبيعة مهنة رعي الأغنام لوجدنا أن هذه الأخيرة تترجم وتختزل في تفاصيلها كل تلك العلوم كما تلخص وتختزل صفات القائد الناجح ، فطبيعة رعي الأغنام تعني السير بالقطيع في منهج واحد حتى يصل بها الراعي إلى سهل الكلأ. قال نيلسون مانديلا في ذات خطابٍ له :" على القائد الناجح أن يكون كالراعي الماهر الذي يقود قطيعهُ من الخلف بكل مهارة واحتراف .." وقبله قال عليه الصلاة والسلام مؤكداً على ما نحن بصدده بشمولية :" كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ..................." .

-   إن طبيعة الرعي تقتضي الصبر والتضحية والحب وإنكار الذات والأمانة والإنسانية ، ولا تتوفر كل هذه الصفات إلا بتوفر عنصر الإخلاص كما أنها تنمي الشعور بالمسئولية وعظمتها لدى الإنسان ، وجديرٌ بنا أن نلفت إلى أن اشتغال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وآخرهم محمد بمهنة الرعي في مراحل تكوينهم ونشأتهم كانت من أجل تأهيلهم أولاً على ما سيصير لاحقاً وكانت مع نبينا الكريم بمثابة النبوءة التي تحققت فيما بعد ولخصت الرسالة الشريفة والدور الكبير والمهمة الجسيمة التي كانت على عاتقه إذ جمع الناس ووحدهم ومضى بهم في منهج واحد ليصل بهم من ثمّ إلى "سهل الكلأ"/ المحجة البيضاء "..!!

Strings-7@hotmail.com

عدد القراءات : 4256
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات