احدث الاخبار

نظفوا سفاراتنا من الشوائب

نظفوا سفاراتنا من الشوائب
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 20-12-2010

لأنني فلسطيني؛ فإن أي سفارة فلسطينية في أي مكان من العالم تمثلني، وتنطق باسمي، وهي عنواني، وعليه لا يمكن لأي موظف سفارة أن يفصل بين حاجة الفلسطيني لخدمات سفارته، وبين دور السفارة في خدمة أي فلسطيني يلجأ إليها، ولا يصح لأي سفارة فلسطينية أن تتعامل مع الفلسطينيين وفق الانتماء الحزبي، أو الرأي السياسي، ولا يصح لأي سفارة فلسطينية أن تمثل بعض الفلسطينيين وترفض تمثيل بعضهم الآخر، ولا يصح لأي سفارة أن تتدخل لحل مشاكل بعض الفلسطينيين وتستنكف عن التدخل من أجل حل مشاكل آخرين، وكل سفارة تقصر عن خدمة الفلسطيني بحجة الانقسام، أو الخلاف الحزبي، أو الرأي السياسي المغاير، أو عدم الانصياع للأوامر، هي سفارة موظفيها، ولا تمثل فلسطين.

وكي لا يظل حديثي عاماً، سأفقأ بالحقائق عين كل من حسب سفارة فلسطين ملكية شخصية، أو أنها مكاتب حزبية، أو أنها مكان لمعاقبة أصحاب الرأي النقدي، ومن خلالها تتوفر فرصة لتصفية حساب الخلافات في الرأي السياسي، وإليكم الحقائق التالية:

دُعي للملتقى العربي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في الجزائر عدد من المهتمين والباحثين والأسرى المحررين من قطاع غزه، وكان عليهم تنسيق دخولهم للأراضي المصرية عبر سفارة فلسطين في مصر، وقد تقدم بعضهم بكتب خطيه إلى السفير د. بركات الفرا، ولكن بكل أسف، استنكفت سفارة فلسطين في القاهرة عن التدخل لصالح مع تختلف معه سياسياً، وتدخلت السفارة لدى الأخوة المصريين، ونسقت الدخول لمن ثبت ولاءه السياسي، وانتمائه الحزبي، لقد تصرفت السفارة الفلسطينية في القاهرة بانتقائية تعود على السفارة نفسها بالسلب، وتؤكد ما ذهبت إليه حركة حماس في جلسات الحوار، حين طالبت بأن يعاد تشكيل السفارات بحيث تغدو تنطق وتمثل كل الفلسطينيين، كي يصير اسمها سفارة فلسطين.

على خلاف سفارة فلسطين في القاهرة تصرفت سفارة فلسطين في الجزائر، فلم يفرق سفير فلسطين في الجزائر السيد محمد الحوراني بين ابن الضفة الغربية وابن غزة، ولم يميز في التعامل بين أعضاء الوفد القادم وفق الانتماء، بل عمد موظفو السفارة في الجزائر إلى تسليك أوراق الجميع دون استثناء، ودون الانتباه إلى الولاء الحزبي، أو الموقف السياسي لهذا الفلسطيني القادم، لقد عكس العاملون في السفارة حضوراً فلسطينياً عاماً، وظلوا على مقربه من الوفد الفلسطيني طوال فتره انعقاد المؤتمر في قصر الصنوبر.

لقد ظهر من سفارة فلسطين في مطار القاهرة الدولي مراسلها حسن، الذي ما كف عن الصراخ هنا والعويل هناك، حتى حسبه المسافرون أحد عمال النظافة.

السفارات الفلسطينية من حق جميع الفلسطينيين، وليست حكراً على حزب أو تنظيم، والسفارات ما صارت سفارات إلا من خلال الدم والتضحيات، وعذاب السجن لسنوات، وهي الحاضنة الحنون لغربة الفلسطينيين؛ وهي الاستحثاث الواعي لأن تنتقي القيادة السياسية لسفارات فلسطين رجالاً غير حزبيين، لا ينتمون إلا لفلسطين، وأن يشتغل في السفارات صفوة الناس، من وثقنا من سيرتهم، ونظافة يدهم، ونقاء سريرتهم.

وليكن تنظيف السفارات من الشوائب شرطاً جماهيرياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية

عدد القراءات : 1937
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات