احدث الاخبار

في حوار خاص .. الدكتور محمد سعد : وسائل الإعلام صنعت امرأة افتراضيه وتجاهلت المرأة الحقيقية !

في حوار خاص .. الدكتور محمد سعد : وسائل الإعلام صنعت امرأة افتراضيه وتجاهلت المرأة الحقيقية !
اخبار السعيدة - القاهرة (مصر) - حاورته - دينا سعد         التاريخ : 17-12-2010

وسائل الإعلام قدمت المرأة في صور وأنماط متعددة، تراوحت بين الإيجابية والسلبية، بعضها ينطلق من قيم المجتمع والبعض الآخر يخالف هذه القيم , في قراءته لما تقدمه وسائل الإعلام المختلفة يؤكد الدكتور: "محمد سعد عبد اللطيف والذى يصفها بالمسئولة عن قيام الأمة أو أنهيارها ولة العديد من المقالات للمرأة يوضح لنا أن أن قطاعا محدودا جدا من وسائل الإعلام هو من يتعامل مع قضايا المرأة بوعي ومسؤولية.

داعيا لضرورة تحرر الإعلام العربي من التبعية الغربية، وضرورة إيمان العاملين في وسائل الإعلام أن الإعلام رسالة سامية، وليس مجرد وظيفة، ومنتقدا ظاهرة تسليع المرأة في وسائل الإعلام.

وهذا نص الحوار:

الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام للمرأة، هل تراها متسقة مع المظهر العام للمرأة المسلمة، بما تحمل من قيم وممارسات؟

في السنوات الأخيرة حدث نوع من تغير في صورة المرأة في وسائل الإعلام، هذا التغير نتاج للضغوط الدولية، وكان لهذا التغير تأثير كبير في الواقع، ساعد في ذلك وفرة وسائل الإعلام وتنوعها، لكن هذا التأثير كان في اتجاه تغريب المجتمع.

البعض يرى أن هذا التغير من مكاسب للمرأة، وهو في الواقع رأي غير صحيح؛ نظرا لأنه يسير في اتجاه سلخ المرأة من هويتها سواء على مستوى القيم أو الاتجاهات والشعارات وكذلك على مستوى الممارسات.

ومن الملاحظ بوضوح أن أغلب المنتج الإعلامي الذي يتعلق بالمرأة وحقوقها وقضاياها ينطلق من أجندات غربية، ولا يراعي الحاجة الحقيقية للمرأة المسلمة، ولا يعبر عن حاجاتها الحقيقة.

مع توافر وسائل الإعلام من فضائيات وإنترنت وإذاعات وغيرها، لا نرى صدى لصورة المرأة كما هي في الواقع.. ما السبب؟

هناك جملة من الأسباب التي تحول دون ظهور الصورة الحقيقة للمرأة في وسائل الإعلام، منها على سبيل المثال النظرة التجزيئية بمعنى أنه دائما ما تنحصر قضايا المرأة بالمعالجات الإعلامية في جزئيات محددة ونمطية، كحق العمل والعاطفة فقط، لكن المرأة لها أدور أكثر بكثير من هذه الجزئيات الضيقة، فأين دور الزوجة و الأم وربة المنزل؟والمرأة المنتجة والابنة وغيرهن؟..

فما نراه من وسائل الإعلام يؤكد أنها اقتصرت في تناولها لقضايا المرأة على مشاكل واهتمامات طبقة ضيقة في المجتمع، هي الطبقة المخملية في الغالب الأعم، وتجاهلت قضايا الأغلبية.

وتفترض وسائل الإعلام قضايا لا وجود لها على أرض الواقع، ومن هذه الوسائل من يقوم بدوره كما ينبغي فتلتفت للمرأة التفاتة حقيقية، وتتبني أجندة تنطلق من الواقع، ومن حاجات المرأة في بيئتنا، بدلا من الدوران بحلقة مفرغة وطرح قضايا استهلاكية، فالواقع مليء بالمشاكل التي تحتاج المناقشة الجادة وطرح الحلول العميقة.

بعيدا عن الاتفاق أو الاختلاف مع الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام عن المرأة، ألا تجد فيها ركودا ونمطية؟

هذا صحيح.. فالدراما مثلا لا تعكس الواقع دائما وغالبا ما تعكس صورا سلبية، فهي تركز على جزئيات محددة كما سبق وأشرت، فهي تركز على مواطن الضعف، والمواطن السلبية كالانحراف والصور الشاذة التي لا تحتاج هذا الكم من التكثيف والتركيز، فهناك العديد من الجوانب المضيئة ومع هذا يتم تجاهلها، وهذا يعود للنمطية والركود.

ما الذي يمكن أن تقدمه وسائل الإعلام الجادة لتبث الصورة الحقيقة للمرأة؟

في البداية يجب التحرر من أسر الصورة النمطية عن المرأة، كما يجب التحرر من الأجندات الغربية وتبنى القيم العربية والإسلامية، التي تتناسب مع قيمنا وواقعنا.

كما يجب أن تُمنح هذه الوسائل الثقة التي تحررها من الوصاية، وتجعلها مسؤولة أمام مجتمعها ومعبرة عنها، كما يجب على هذه الوسائل أن تقدم الصورة الحقيقية من أرض الواقع بدون تهويل أو تهوين.

بمناسبة دعوتك لعدم فرض الوصاية على وسائل الإعلام الجادة وتركها تتوالى مسؤوليتها.. هل تجدها جديرة بذلك؟

قطاع محدود جدا من وسائل الإعلام هو من يعالج قضايا المرأة عن قرب وفهم ووعي، أما البقية فتعتبر تغطيات شكلية لأحوال المرأة في الصحف والمجلات النسائية، ولا ننتظر من وسائل الإعلام الجادة أن تكون مجرد تابع يردد الأحداث الجارية على المستوى السياسي أو الاجتماعي محليا وعالميا، بل ننتظر منها أن تنظر لأحوالنا الداخلية، وألا يكون هدفها مجرد مسايرة الأحداث العالمية لتجد نفسها تردد ما تقوله وسائل الإعلام الغربية فتقفز على واقعنا وتتجاهل قضايانا الحقيقية التي تحتاج المناقشة والأخذ والرد وطرح الحلول والبدائل.

هل المرأة سلعة في وسائل الإعلام؟

نعم هي كذلك في الغالب؛ خاصة الدراما والإعلانات.

على ذكر الإعلانات يلاحظ أن المرأة العاملة بالإعلانات كثيرا ما يتم استغلالها بشكل مهين؟

الإعلان من أهم الوسائل التي أساءت للمرأة وأهانتها، ولا أعتقد أن الإعلانات يمكن أن تحسن صورتها، ولا يمكن أن نعول على صانعي الإعلانات في تحسين صورة المرأة؛ لأنهم من أضاعوها وأخرجوها في هذه الصورة.

في رأيك لماذا تصر وسائل الإعلام على قطع الصلة مع المنهج العربي والإسلامي، بما يمثله من قيم وثوابت وتصر أن تقدم نمطا واحدا للمرأة هو النمط الغربي؟

المشكلة الأساسية أن هناك قطاعا كبيرا ممن يعلمون بالمجال الإعلامي، يعتقدون أنه وظيفة، أو منافسة أو درجة يسعون للحصول عليها، أما إذا تعاملوا مع الإعلام كرسالة فستكون النتيجة مختلفة.

ومن الواجب أن ينطلق العاملون في المجال الإعلامي من منطلق ثقافي وديني وقيمي؛ فالعمل الإعلامي لا يمكن أن يكون وظيفة أو مهنة تخضع للمنافسة للحصول على موقع مميز أو مرموق.. بالرغم من تأكيدنا على أهمية المنافسة الشريفة والدعوة لها، ولكن في إطار من المسؤولية والوعي بخطورة الدور الإعلامي في توجيه المجتمعات.

عدد القراءات : 2806
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات