احدث الاخبار

نحبك يا مصر

نحبك يا مصر
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 16-12-2010

نحن الفلسطينيين نحب مصر، نحب أرضها وسماءها، ونحن نيلها وفضاءها، ونحب شعبها، نحن الفلسطينيين نحب مصر من شرقها حتى غربها، فهي الصديقة والحبيبة، وهي الجارة، والرفيقة، وهي الأم الحنونة، هي مصر الكرامة التي يطمح الأعداء في دق عنقها، وتفكيك مفاصلها، وقطع نخاعها الشوكي عن باقي جسد الأمة العربية.

ونحن الفلسطينيين سكان غزة نحب مصر أكثر من الآخرين، ونخاف عليها أكثر من خوفنا على فلسطين، وندعو الله صباح مساء أن يحفظ مصر، وأن يمدها بالصحة والعافية، وأن يحفظها متألقة شيقة زاهية بهية، ونحن في غزة لا نتمنى لمصر إلا الازدهار الاقتصادي والاستقرار الأمني، والتطور الحضاري، والارتقاء الثقافي، نحن في غزة ننتسب إلى مصر العرب، ولا يستقيم حالنا دون التواصل معها، والتوصل وإياها إلى أنسب الطرق لتحرير فلسطين من الصهاينة الغاصبين، وإلى أن يتحقق ذلك الحلم، نحن في غزة بحاجة إلى تنسيق مرورنا الآمن إلى العالم الخارجي عبر أراضي مصر العربية، ولاسيما أن مصر تبذل جهداً مضاعفاً في نقل المسافرين من معبر رفح حتى مطار القاهرة الدولي، ومن ثم تفرد لهم مكاناً خاصاً داخل المطار، توفر لهم فيه دورات المياه، وتوفر لهم المسجد للصلاة، وتتركهم يتنقلون بين الأسواق الحرة، يشترون، ويأكلون حتى يحين موعد سفرهم، بل ويقوم الضباط المصريون بترتيب الحجز على الطائرات لم لا تتوفر لديه تذكره طائرة.

رغم هذا الجهد المصري المشكور لتسهيل سفر الفلسطينيين، إلا أنني أسجل كلمة عتاب ومحبة للأخوة في مصر، وأقول لهم: لماذا لا يسمح للفلسطيني المسافر عبر مطار القاهرة من النزول في فنادق مصر لمدة يوم أو يومين بدلاً من الانتظار على أرض المطار؟ لماذا تحملون أنفسكم جهد نقل المسافر من غزة إلى مطار القاهرة مباشرة، وتوفرون عليه الإقامة في الفندق، وتتحملون إزعاجه وانزعاجه حتى يحين موعد سفره إلى البلد التي حصل منها على التأشيرة؟ وهل تتوجسون ريبة أمنية من قاصد سفر للتعلم أو الارتزاق في الخارج؟

أطمئنكم في مصر؛ وأقول لكم: إن الفلسطيني في غزة قد اعتمر قلبه بالحب إلى مصر، حتى قلوب أولئك الذين لم يجدوا أحداً من سكان رام الله أو أتباعهم لينسق لهم دخول أرض مصر، وحتى أولئك الذين رفضوا أن يدفعوا رشوة للمنسقين، فجميع سكان غزة لا يحمل في قلبه إلا الحب لمصر ولشعب مصر، وجميع أهل غزة يخاف على مصر خوفه على نفسه، ويتمنى أن تفتح له مصر قلبها قبل أن تفتح له أبواب الدخول إلى أراضيها.

قبل أيام سافرت إلى الجزائر، لقد تم ترحيلي مباشرة من معبر رفح إلى مطار القاهرة بعد أن عجز بعض الأصدقاء الأوفياء في تنسيق دخولي القاهرة، وعند العودة؛ سمح لي بدخول القاهرة، لقد عشت فيها سائحاً لمدة ثلاثة أيام بلياليها. فأي إيذاء أصاب مصر من دخولي أراضيها، والنوم في فنادقها، والأكل في مطاعمها، وشراء الأشياء من حوانيتها؟ وعليه ماذا سيضير مصر لو دخلها يومياً وغادرها ألاف الفلسطينيين الزائرين المحبين!.

إنهم يحبونك يا مصر، ولن يمسك بسوءٍ من يدخل أرضك عبر بواباتك.

عدد القراءات : 2394
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات