احدث الاخبار

صرخات كفيف

صرخات كفيف
اخبار السعيدة - بقلم - ابن الجمعية         التاريخ : 14-12-2010

قد يتوهم الكثير من الناس أن الكفيف يتمتع بحقوق  لا بأس  بها  من الرعاية الاجتماعية التي تقوم بها  المنظمات المحلية  والدولية لرعاية المعاقين بصورة عامة والكفيف بصورة خاصة  في مجال الصحة والتعليم والتدريب المهني.  وقد أنشأت الدولة جمعيات تطالب بحقوق المعاق التي تنص عليها القوانين الخاصة بهم . 

ونحن  في جمعية الضياء لرعاية وتأهيل المكفوفين  م حضرموت لا نعرف شيئاً عن حقوق الكفيف، وإذا سألنا عنها قالوا هذه خاصة بالهيئة الإدارية ، وإذا عُقدت دورة خاصة بحقوق المعاق جعلوها فيمابينهم، تارة لهذا وتارة لهذا ولا تخرج من بينهم ، ويبقى الكفيف  لا يعرف شيئاً  عن حقوقه الخاصة والعامة . 

وفي مجال التعليم يُجْرُون التعاقد مع كوادر أجنبية ذات علاقات خاصة بهم ، ويتركون الكفيف صاحب  المؤهل ( البكالوريوس والدبلوم ) حتى يبقى الكفيف عالة على المجتمع أو يسلك مسلكاً غير اجتماعي. والسبب في ذلك أنهم يأخذون من المتعاقد نسبة من الراتب يجعلونه فيما بينهم بنسب متفاوتة ،

أما الكفيف وعلى صعيد التوظيف فإنه لا يجد له وظيفة ، وإذا سأل عنها قالوا له ليس عندنا إلا وظائف دنيا وأنت صاحب شهادة عليا ،وإن جاءهم  صاحب الشهادة الدنيا قالوا له أنت صاحب شهادة دنيا، وعندنا وظائف للشهادات العليا،  ويبقى الكفيف حائراً  ينتظر  ؟ وتذهب الوظائف دون أن يستفيد منها المعاق ،  وتخرج في مجال الصرف الوظيفي،ويدفع المعاق فاتورة الصرف الوظيفي ؟

وتبقى الجمعية قلعة حصينة يتحصن بها من له قدم راسخ رسوخ الجبال، ويذاد عنها الكفيف بشتى الوسائل،  ومنها فصل خدمة النت حتى لا يتردد الكفيف عليها إلا نادراً، ويعتبر الكفيف النت نافذة يتطلع منها على أرجاء المعمورة .

عزيزي القارئ وإذا اتجهنا بالكاميرا إلى داخل القلعة فإنك تشاهد أهوالاً  مخيفة  و مروعة،ففي الجهة الأمامية حرباء ذات لسان صَلِيط ، إذا صُلِّطَ على أحد فَتَك به، وتصطاد به شتى الفراش، وتتستر بألوانها حتى لا يحس بها أحد، ولها صولة وجولة عجيبة لا يُخالَف أمرُها البتة .

 وفي الجهة اليمنى وزغة تأتيها بالخبر لا تترك شاردة ولا واردة إلا أتتها بها ، ولها حَمام مغلوب على أمرها، من يعصي منهن تُذقه من عذاب أليم  ، وفي الزاوية الأخرى غراب يقتات من قوت الحمام ، ومالك الحزين لا يحرك ساكناً إلا بأمرها.

 ولها تجارة تتّجِر بها في ذلك الحصن، وسلعتها ( العصي والبرامج) بثمن باهظ ، وتستعين بالثعلب المكّار ليبْتز الكفيف دون رحمة ولا شفقة منه .

إننا نناشد المنظمات المحلية والدولية بوضع حد لهذا الشر المستطير ، والنزول على أرض الواقع،وتلمس حاجات الكفيف (من البرامج الناطقة والعصي ) ورفع معاناته وكسر القيود المحيطة به، ومحاسبة المفسدين  أينما كانوا .

 

عدد القراءات : 2502
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات