احدث الاخبار

صحتنا أغلى مقتنياتنا حوار مع أ. د. محمد سعد عبد اللطيف

صحتنا أغلى مقتنياتنا حوار مع أ. د. محمد سعد عبد اللطيف
اخبار السعيدة - القاهرة (مصر) - حاروته : دينا سعد         التاريخ : 14-12-2010

أخيرًا تنبه الناس لقضية "التغذية"، وتيقن الكثيرون أن الغذاء يمكن أن يعطي الحياة ويمكن أن يؤدي إلى الموت، وأدركت أجهزة الإعلام أهمية هذه القضية فظهرت على الساحة دعوات تحاول التنبيه لخطر العادات السيئة في الغذاء، وأخرى تحاول تقديم معادلة صحية في الغذاء.

وفي الوقت الذي تنتشر في الغرب منذ سنوات طويلة (ثقافة الغذاء) غرقنا نحن العرب لسنوات طويلة أيضًا في (فوضى الأغذية) وكانت النتيجة مؤسفة، حول العادات الغذائية الخاطئة وكل ما يتعلق بقضية الغذاء والأسئلة الملحة في هذا الموضوع التقت دينا سعد مع الدكتور محمد سعد أستاذ الكيمياء الحيوية و استشاري التغذية بجامعة القاهرة صاحب الإسهامات المتعددة في العلاج بالغذاء وصاحب أكثر من 40 بحث و800 مقال في هذا المجال، فكان هذا الحوار..

بين الرشاقة والنحافة مسافة شاسعة، فما هي المفاهيم الخاطئة بينهما..؟

ـ يتميز عصرنا هذا بكونه عصر "هستيريا تخفيف الوزن" ونجد الغالبية العظمى من النساء إما في حالة رجيم أو التخطيط للبدء به أو على الأقل الحساب بالأرقام ما يأكلونه من سعرات حرارية، ويقلقون إن أكثروا من الأكل ويعود الفضل في ذلك إلى صناعة تخفيف الوزن ودور الأزياء ووسائل الإعلام من مقروءة ومسموعة ومرئية بترسيخ مفهوم النحافة، وبأنها الوسيلة الوحيدة للصحة والنجاح والجمال مما أدى إلى الفهم الخاطئ للمحافظة على صحة الجسم، وبالتالي سوء التغذية والضعف في سبيل الحصول على الجسم الرشيق، والحقيقة هي أن النحافة الزائدة مضرة للصحة أكثر من البدانة الزائدة، وقد أظهرت دراسة حديثة استغرقت 20 عامًا في الولايات المتحدة أن نسبة الوفيات في الأشخاص الذي يقل وزنهم بنسبة 10-20% عن الوزن الطبيعي هي أعلى مما هي عليه عند البدينين وللأسف فإن من سوء الفهم لدينا الظن دائمًا بأن زيادة الوزن وحدها هي التي تضر بالصحة.

ما مواصفات الغذاء المتوازن؟

ـ للغذاء المتوزان مواصفات ثلاث هي:

أولاً: أن يشتمل على مركبات الحيوية والقوة حسب الجنس والمرحلة العمرية من البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضراوات والفاكهة.

ثانيًا: أن يكون كافيًا دون إفراط، أي يكون بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد، وما يبذله من طاقة حيث تنتج مشكلات طبية عديدة من سوء التغذية بسب نقص في كمية الغذاء أو أحد عناصره المهمة والتي تظهر بصورة واضحة في فئات خاصة خلال مراحل العمر المختلفة كالرضع والأطفال والحوامل والمرضعات والمسنين، ومن ناحية أخرى فإن الإفراط في استهلاك الطعام قد يسبب السمنة أي البدانة وما يصاحبها من مشكلات طبية ونفسية واجتماعية.

ثالثًا: أن يكون نظيفًا فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان وهي أوجب ما تكون في الغذاء حيث إن كثيرًا من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام الملوث.

انتشرت في الآونة الأخيرة طريقة تحليل بصمة الدم لعلاج السمنة، فما حكاية هذا التحليل..؟

ـ تحليل بصمة الدم لزائدي الوزن "نصب علني" على الباحثين عن الرشاقة، حيث يدعي مروجو هذه الطريقة بوجود علاقة بين حدوث البدانة وزيادة وزن الجسم والحساسية من الأغذية، وذلك نتيجة تناول أطعمة معينة تختلف في نوعيتها من شخص إلى آخر، ويؤدي الامتناع عن هذه الأطعمة إلى نقصان الوزن، وفي الحقيقة لا توجد أدلة علمية تربط بين زيادة الوزن والحساسية من بعض الأطعمة، والعجيب ظهور إعلانات في الصحف اليومية المحلية عن قيام أحد معامل التحاليل الطبية عن إجراء ما يسمى باختبار تحليل بصمة الدم، وإن هذا التحليل هو الحل الأمثل لتخفيف الوزن والتخلص من السمنة.

ومما يؤكد أن الشخص وقع ضحية للنصب والاحتيال أن الطبيب يكتب قائمة حمراء وأخرى خضراء. الحمراء للأطعمة الممنوع تناولها والخضراء للأطعمة المسموح بتناولها، مع التأكيد بأن اختبار البصمة قد تم إرساله إلى معامل في إنجلترا. ويؤكد المروجون سبب منع تناول بعض الأطعمة "القائمة الحمراء" إلى حبسها الماء في الجسم وبالتالي إلى زيادة الوزن!.

والحقيقة أن تجمع السوائل في جسم الإنسان لا يحدث نتيجة الحساسية من الأطعمة ولكن ينتج ما يسمى الودمة Edema وهي ظهور ارتشاح في الأنسجة الناشئة عن بعض أمراض الكلى أو القلب أو الكبد.

أما حدوث نقصان في الوزن باتباع هذه الطريقة فيرجع إلى أن الفرد يكون أمام خيارات محدودة من الأطعمة وهي تثير شعوره بالملل فتجعله يقلل من مقدار الأطعمة المسموح بها فيحصل بذلك على سعرات حرارية أقل لجسمه وبالتالي ينقص وزنه.

وما رأيكم في استخدام الأعشاب لتقليل الوزن..؟

ـ أنا أتحفظ في الاستعمال العشوائي للأعشاب لكونه يتم غالبًا دون استشارة المتخصصين، حيث تستعمل بعض الأعشاب التي لها خاصية إحداث الإسهال أو إدرار البول، مما يؤدي إلى فقدان نسبة من سوائل الجسم، وبذلك ينخفض الوزن مؤقتًا، وبعض الأعشاب لها آثار سلبية على صحة الإنسان.

وبعض الأعشاب تحتوي على أكثر من مادة فعالة، وقد تتعارض هذه المواد في تأثيرها مما يفقدها فائدتها العلاجية إذا أخذت بصورة غير نقية، وقد تتفاعل هذه المواد الفعالة مع بعضها وتعطي تأثيرًا أقوى فتضر المريض.

تنتشر في مجتمعاتنا الأكلات السريعة، فما الآثار السلبية لهذه الأكلات..؟

ـ مع تغير نمط الحياة نتيجة التطور وارتفاع مستوى المعيشة ظهرت في الأسواق أطعمة جديدة هي الأكلات السريعة التي انتشرت، وقد يرجع نجاح هذه المطاعم من الناحية التجارية إلى سهولة وسرعة تقديمها في عبوات تستعمل عادة لمرة واحدة ومغلفة بطريقة حديثة. وتتركز مشكلة الوجبات السريعة في عدد مرات تناولها في اليوم أو في الأسبوع أو في الشهر وإذا ما كانت الوجبة الأساسية أو مجرد ما بين الوجبات حيث تتميز هذه الوجبات بأنها محدودة بمعنى قليلة التنويع، كما أنها عالية عادة بالدهون المشبعة والتي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، كما تحتوي على نسبة عالية من القليات والمخبوزات و السكريات البسيطة المتوافرة في المشروبات الغازية، وتحتوي -أيضًا- على نسبة عالية من الصوديوم الذي يزيد العبء على الكلى وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أنها تحتوي غالبًا على نسبة من السعرات الحرارية مما تؤدي إلى زيادة في الوزن.

وهي أيضًا قليلة في الكالسيوم الذي يدخل في تركيب العظام، وفيتامين (ب) الذي يساعد في إطلاق الطاقة من الدهون والسكريات والبروتينات، والمغنزيوم الذي يساعد في توصيل الرسائل العصبية، وفيتامين (أ) الذي يعمل على سلامة الجلد والأنسجة الطلائية وفيتامين (ج) الذي يساعد على تكلس العظام والحماية من العدوى وزيادة قوة الأوعية الدموية وكذلك الفولاسين الذي يساعد في النمو الطبيعي لخلايا الدم.

ولذلك لابد من تنوع الأطعمة في حالة تناول الأطعمة السريعة حتى تمد الفرد بالعناصر الغذائية اللازمة وعدم الانتظام عليها كوجبة غذائية ويمكن التنويع باستعمال السلطات الخضراء والعصائر الطازجة والألبان أو مشتقاتها.

هل يوجد تغيير في النمط الغذائي ؟ ـ نعم يوجد تغيير في النمط الغذائي في الكمية والنوعية خلال الثلاثين سنة الماضية فمثلاً السعرات الحرارية اليومية المستهلكة مع الفرد كانت في سنة 1980 حوالي 1807 سعرات حرارية ولكن خلال سنة2010 وصلت (3064) سعرًا حراريًا يوميًا وفي الحقيقة هذه الكمية الأخيرة من السعرات الحرارية تمثل حوالي 2،13% زيادة عن السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الفرد.. هذا بالإضافة إلى زيادة تناول الدهون والشحوم إلى حوالي أربع مرات خلال هذه الفترة الزمنية.

ما الفرق بين السمنة وزيادة الوزن..؟

ـ السمنة تراكم للسعرات الحرارية الزائدة عن احتياج الإنسان، وخزنها على هيئة دهون، حيث تترسب في أماكن مختلفة تحت الجلد مثل البطن والأرداف والإليتين والمنكبين والذراعين مما يؤدي إلى زيادة عن الوزن الطبيعي.

وهنا لابد من التفرقة بين السمنة وزيادة الوزن، فزيادة وزن الفرد عن الوزن المثالي قد يكون زيادة في العضلات كما يلاحظ في الرياضيين في حالة بناء الأجسام، ولكن في حالة السمنة تكون الزيادة في نسبة الدهون في الجسم.

ما رأيكم في نظام الحمية الذي يعتمد على نوع واحد من الأطعمة مثل حمية التفاح أو العنب أو الجريب فروت..؟

ـ لا يوجد غذاء واحد يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجســـم ما عدا حليب الأم، وهذا أيضًا لفترة زمنية محددة، لذلك لا ينصح باتباع الحمية التي تعتمد على نوع واحد من الأطعمة إلا للذين يعانون من سمنة مفرطة ولمدة لا تزيد على أسبوع مع تناول الفيتامينات والمعادن، وبعد الأسبوع لابد من العودة لتناول الغذاء المتكامل مع تقليل الكمية وزيادة التمرينات الرياضية.

إعــلانــات الأطــفــال الغــذائـــيـة مـا تأثيراتها الإيجابية والضارة ودورها في ترسيخ العادات الغذائية الخاطئة..؟

ـ يعد تأثير الإعلانات من أهم الوسائل المؤثرة سلبًا على الطفل.. ويكاد يكون المصدر الأول للمعلومات بالنسبة له. وهو يركز على الوصول إلى عقل الطفل وامتلاك حواسه وتوجيه رغباته إلى نوعية معينة من الأطعمة. وعن طريق إبراز السلعة بشكل جذاب واستعمال الكلمة السهلة واللحن الجذاب مع التكرار ومحاولة الإيحاء بطرق تعبيرية مختلفة. وبوعود خيالية أحيانًا عن قدرة المنتج الغذائي العجيبة.. مثل إكساب الطفل القوة العضلية.. أو البراعة في قدرات معينة.

كما أن لها تأثيرًا على نمو وصحة الطفل وسلوكه الغذائي عندما يكون وسيلة إغراء الطفل لشراء الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والقيمة الغذائية القليلة، مما يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة مثل بعض المعادن والفيتامينات المتوافرة في الخضراوات والفاكهة والتي نادرًا جدًا ما يعلن عنها التلفاز في حين أن النمو السريع والتمثل الغذائي العالي للأطفال يتطلب نسبة أعلى بالنسبة إلى جسمه من عناصر النمو والطاقة الغذائية.

أضف إلى ذلك أن تناول الحلويات والمشروبات ذات المحتوى العالي من السكر دون تنظيف الفم والأسنان بعد أكلها يؤدي إلى تسوس الأسنان.. كما أن تناول الحلويات قبل الأكل يؤدي إلى فقدان شهية الطفل للغذاء المتكامل والمتوازن والذي يشمل "الحليب ومنتجات الألبان، اللحوم وبدائلها، والفواكة والخضراوات، الخبز والحبوب"، كما أن جلوس الأطفال أمام التلفاز لفترة طويلة يؤدي إلى قلة الحركة والنشاط وبالتالي ظهور البدانة لدى الأطفال وما يترتب عليها من مشكلات صحية ونفسية واجتماعية.

وتبقى الإعلانات التلفازية أخطر ما يوجه من هذا الجهاز السحري وأكثرها تأثيرًا على أطفالنا في سلوكياتهم وغذائهم.. بل ونموهم وخصوصًا عندما نشاهد اختيار عرض هذه الإعلانات نجدها تتناسب مع أوقات تواجدهم أمام التلفاز.. مثـل صبـاح نهــاية الأســـــبوع أو يوميًا بعد العصر، ولذلك يجب أن يخضع الإعلان للرقابة الصحية بكل مشتملاتها الجسمية والنفسية والاجتماعية.

للحصول على النظام المناسب د. سعد 23592251 29810745 0101424154

saadhealthcare@hotmail.com

عدد القراءات : 5580
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات