احدث الاخبار

الشباب المصرى فعال أم مفعول بة ؟؟؟؟؟؟

الشباب المصرى فعال أم مفعول بة ؟؟؟؟؟؟
اخبار السعيدة - القاهرة (مصر) - حاورته - دينا سعد         التاريخ : 13-11-2010

قضايا الأمة والدكتور محمد سعد عبد اللطيف قبل حوارى معة رأيتة مهموما من أجل الشباب حاورتة بوصفك أكاديمي؛ كيف تقيم العملية التعليمة في مصر؟

المحزن أن التعليم في مصر أصبح بلا دور حقيقي.. فالتعليم أصبح الآن كما قال الدكتور طه حسين  كالماء والهواء ولكن أصبح المقصود الحالي هو بلا طعم ولا رائحة أو ملوث وغير صالح للاستهلاك الآدمي فيوجد إنهيار لمستوى التعليم الجامعي وما قبله، حيث قضت الواسطة والفهلوة على القدرات الفنية والفردية وضاع التفكير العلمي للمجتمع أمام تغييب العقول والتفسير الخرافي للظواهر. قد يُحزن كلامي العديد ولكنه واقع وعلينا أن نواجهه بشجاعة ولا نتهرب منه حتى نستطيع تغييره.

ما تقديرك لأسباب تدهور التعليم؟

هناك أسباب كثيرة يطول الحديث عنها و اصبحنا نعرفها جميعا ولكن أهمها التعليم في مصر انهار بسبب غياب التفكير العلمي وتدنى قيمة العلماء واختفاء دور العلم في المجتمع.. فالمجتمع أصبح مع الأسف عشوائي.. تتحكم فيه ماديات واهية، و مصر كدولة لها تاريخ؛ المفترض أن يحكم شعبها المبادئ والأخلاق وليست المادة والاستثمارات. العديد يتصور أن الإنسان الواقعي يجب أن يكون ماديا وهذا خطأ فالحياة ليست لها أي ضمانة إلا روح الإنسان وطموحة وأرادتة وأمانه بالله والصبر وعدم اليأس.

لكن كيف يستعيد التعليم دوره وينتقل من الانهيار إلى عودة التأثير؟

هناك مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تعيد التعليم لمساره القويم، أولها زيادة ميزانية التعليم والجامعات ودعمها، حيث لا يمكن أن تحصل الجامعات على ذلك الدعم البسيط ويطلب منه أن تنتج خريجا بمواصفات عالية يستطيع أن يخدم مجتمعه، وحتى لو كنا دولة فقيرة فلن نغتني إلا إذا رفعنا من انفاقنا على التعليم، فنحن نتصور أن الدول الغنية هي التي تصرف على التعليم لأنها تملك المال، لكن الواقع يقول إن تلك الدول غنية لأنها تنفق على التعليم، ويجب تطهير التعليم مما أصابه من فساد إداري، ويجب أن نشرك الطالب في إصلاح التعليم، ومن الضروري أن يصبح التعليم قضية قومية.

وقضية فساد التعليم في مصر؛ قضية حيوية، فأي إنسان في مصر يسرق أو يرتشي أو يختلس، أو يفعل سلوك غير منضبط، غالبا لديه سبب واحد هو: 'كي أعلم أولادي'.. وهو خاطئ في سلوكه، صادق فيما يقول؛ فالتعليم أصبح تجارة، وتجارة غالية الثمن، فوق مستوى قدرة الشعب المصري.. 'الناس في مصر تسرق عشان تأكل .. تسرق عشان تعيش.. تسرق عشان تتعلم.. وصلنا لمرحلة يتحمل فيها التعليم السئ وسوء إدارة التعليم مسئولية حالة المعاناة والفقر التي يعيشها المواطن المصري.

هذا يقودنا إلى السؤال عن تقييمك للشباب المصري في هذه المرحلة؟

إنطباعي هو إنطباع أي مواطن مصري يريد أن تعيش بلاده زمنها برشد وتعقل. أرى أن الشباب محبط لظروف كبيرة وكثيرة منها، الثقة المفقودة بين الطالب والجامعة التي يدرس فيها، فالعلاقة غريبة جدا بين الطرفين اللذين رضيا بالعلاقة المشوهة، الطالب رضى أن تهمشه الجامعة وتعتبره كائن غير مسئول، والجامعة ارتضت أن يحس الطالب بعدم الاحترام والاهتمام. العلاقة فيها لا مبالاة بين الطرفين، لكن الأغرب أن المجتمع ارتضى هذه العلاقة الخاطئة، حتى أصبحت جزء من تقليدنا اليومي.

بالإضافة إلى قضية فساد التعليم؛ هناك أسباب أخرى لانهيار الشباب المصري منها الإعلام الذي يغيب عقول الشباب بالتفاهات. لا يمكن أن نترك عقول شبابنا لهذا الهوس الذي دمر قدرتهم الإبداعية وغرز فيهم العديد من المفاهيم الخاطئة والأحاسيس المريضة. فمثلا يتعاملون مع المباريات الرياضية كما لوكانت نهاية العالم وتسمع كلام غريب عن اللاعب فلان الذي 'ضحى في سبيل بلده أو عن كرامة مصر في مبارة مع بلد شقيق.

كيف نساوي شهداءنا الذين ماتوا دفاعاً عن هذا الوطن بأي فئة كانت من هؤلاء ؟

إن كرامة مصر ليست في الملاعب ولكن في آلاف المدارس الحكومية التي يذهب إليها كل يوم ملايين الطلبة بحثا عن غدٍ أفضل، هؤلاء هم أبطال مصر الحقيقيين ومن ورائهم ملايين الأسر البسيطة التي تذوق المر كي تعلم أولادها. لو كان الأمر بيدي لكرمت كل هؤلاء، فهو إعلام غير بناء لأن الشباب هم من يغيرون ولا تغيير بدون شباب،

كيف يستطيع الشباب التغلب على مشاكله؟

حجي.. الشباب قد يكون قليل الخبرة ولكنه كبير الطموح والطاقة؛ والشباب هم الطاقة الوحيدة الغير مستغلة في مصر، فالحكومات استثمرت في كل شئ ما عدا الشباب. لابد أن نحرر الشباب مما ما نسميه عاداتنا وتقاليدنا؛ فعاداتنا وتقاليدنا في الحقيقة غير مستوحاة من ديننا ولا من أخلاقنا كمجتمع، بل مستوحاة من واقع عشوائي متخلف فرضته علينا الظروف التعليمية السيئة، سمينا جزء كبير من جهلنا عادات وتقاليد.

فليس من المنطقي أن تتحول العادات والتقاليد إلى قائمة من الممنوعات فقط. لا يوجد بها شئ واحد يقول أن المطلوب أن تفعل كذا، والشباب لا يمكن أن يعيش في عالم كل شيء فيه إما ممنوع أو إجباري، يجب أن نشجع الناس على التفكير، نتبسط ونزهد في الأمور المالية ولا نتباهى بها، كل المظاهر يجب أن نتبسط فيها؛ فالهند لم تتغير إلا بالتبسط فعلم الهند عليه خطوط تصل لمركزها وما هي إلا ماكينة غزل النسيج التي كان يصنع بها غاندي ملابسه حتى لا يستخدم منتجات مستوردة؛ الشباب يجب أن يشجع صناعة بلده ويزهد في المظاهر.

ومن أجل التقدم يجب أن يتم إصلاح العلاقة بين الرجل والمرأة، فالعلاقة الآن قائمة على المظاهر، يجب أن لا نخاف من الاعتراف بجهلنا و فقرنا حتى نتمكن من الحل.

وأقول للشباب من أجل أن تنجح يجب أن تتبسط في الحياة.. لا تيأس.. عليك عدم سلوك الطرق المرسومة سلفا للنجاح، من أجل أن نتقدم يجب التحرر من كل المعتقدات الخاطئة عن الحياة والنجاح، يجب أن نطور من نظرتنا للعلم.. وللعمل.. وللعلاقة بين الرجل وللمرأة، هذا الثالوث يشوه عقل الشباب المصري وتجعل فترة الإبداع لديه فترة تخبط.

كيف ترى مسئولية الحكومة عن تردي أوضاع المجتمع؟

الأجهزة التعليمية والإعلامية وغيرها في الحكومة تسببت في تسطيح وتهميش الشباب فهي مشغولة جدا بصورتها أمام العالم وغير مشغولة بصورتها أمام المواطن. غير مشغولة بنظرة رجل الشارع للفساد الإداري.. للغلاء.. للظلم للواسطة وغيرها من المشاكل وهو ما انسحب على رجل الشارع. أغرب شيء هو إن المواضيع التي تشغل الحكومة مختلفة تماما عن التي تشغل المواطن العادي، أصبح كل يعيش في وادي. وأنا لاأضع الكل في سلة واحدة فهناك فعلا مسؤلين لا يمثلوا هذه الصورة ولكنهم في أغلب الأوقات بدون نفوذ أو قدرة على التغيير.

.. إجمالا كيف ترى مستقبل مصر؟

مصر مش رايحه في أي حته مصر قاعدة في محطة قطار والناس راكبة القطار اللي راكبين واللي قاعدين كلهم مستنيين حد يقول لهم يعملو إيه." . لن نتقدم طالما نحن ممزقين.. نهمش شببانا.. لا نملك رؤية لمستقبلنا.. "لو قعدنا نعمل قائمة للفساد والأوضاع الخاطئة هنقعد 20 سنة.. ولو جينا نحل ممكن نحل في 5 سنين.

كيف يمكن أن نحل مشاكلنا في 5 سنوات فقط؟

أن نغير الشباب، وأن نستثمر فيهم، بدون الشباب لن نغير شئ. على الشباب أن يكون في دور الفاعل وليس المفعول به.

كيف تقيم مشوارك العلمي حتى الآن وما هي خطوتك القادمة؟

لقد كانت ولا تزال أحلامي بسيطة جدا بتوفيق الله نجحت في كل الأشياء التي توقعت الفشل فيها، و أهم شيء هو أني استطعت تغيير نفسي، وأحاول دائماً التغلب على نقاط ضعفي وهي كثيرة جدا وأحاول كل يوم أن أتعلم شيء جديد أحلم بأن لا تضطر ابنتي أن تهاجر لكي 'تعمل .. تتعلم.. تتعالج.. تتجوز.. لا يمكن أن يكون حل كل شئ هو الهجرة.

أحلم بأن لاأرى شعب مظلوم.. إنسان مهان.. أحزن على الناس بسبب مشاهد الإحباط والبؤس والشقاء التي تسيطر عليهم.. البسمة اختفت من على وجوه المصريين.. المبتسم في مصر إما مجنون إما نصاب الأمر أصبح مخيف.. أحلم أن نصبح أفضل والإنسان لا يصبح أفضل كفرد ولكن كمجموعة وكمجتمع... رسالة توجهها للشباب ؟ أطالب الشباب بعدم اليأس، وبالتبسط في الأمور الدنيوية. وأقول للشباب.. تعلموا.. تبسطوا.. تواضعوا.. لا تتعصبوا.. فالتعصب يفسد أي شئ يدخل فيه.

عدد القراءات : 2959
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات