احدث الاخبار

اليمن المختلف ,, أسواق صنعاء القديمة

اليمن المختلف ,, أسواق صنعاء القديمة
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن) - صقر أبو حسن         التاريخ : 25-10-2010

صنعاء القديمة, لا تختلف تفاصيل الإيقاع الحياتية، فيها كثيراً عن بقية المدن العربية، ولكن لهذه المدينة خصائص خاصة بها وتمتاز بتفردها الجميل، صنعاء (المدينة) رائحة الماضي بكافة مفرداته يحمل الشيء الكثير، فمن أسواقها مروراً بأناسها وصولاً إلى منازلها العتيقة.

إن ابرز ما يمكن الحديث عنه هو التغير الهائل في حياة الإنسان العادي في تلك المدينة البسيطة..عند المرور بأهم أسواق المدينة (الزمر) تشدك كلمات دارجة صبغت بنكهة صنعانيه ذات مفهوم محدد، وينتابك الشعور بالألفة إذا كنت زائراً أما إذا كنت ساكناً ينتابك ذات الشعور بفرق زيادتها عند الأول ومحدوديتها عند الثاني ، رائحة البخور تتصاعد باستمرار في أزقتها وتصل إيقاعات الحياة في (أسواق صنعاء القديمة) ذروتها في بداية الساعات الأولى للصباح, ففي هذه الأسواق يمكن أن تبتاع كل شيء ابتداء من (البهارات) وانتهاء بالملابس.

سوق الزمر والذي يحتضن محال كثيرة لبيع المشغولات الفضية والذهب والأقمشة و بجانب الملابس والأحذية، الحاج-عبد الله الروسي, جاء من قريته في مديرية "بلاد الروس"القريبة من العاصمة إلى هنا لكي يشترى حاجيات العروس .

قال لـ " أخبار السعيدة " انه يأتي إلى السوق كلما حان موعد عرس احد أبنائه ففيه يجد المتسوق لكل ما يرغب به فهو يضم اغلب المحال التي تبيع مستلزمات العرس. مشيراً إلى أن"مطالب النساء كثيرة خاصة في العرس، قال ذلك ضحكاً أنهى بها حديثه.

غيرسوق"الزمر"هناك ما يقارب 15 سوقاً متخصصاً لبيع متطلبات المواطنين منها"البهارات والفضيات والمشغولات اليدوية والنحاس والتمر"وغيرها الكثير.

 

المحال الصغيرة تحتل أجزاء كبيرة من سوق المدينة وتشهد إقبالاً هائلاً من سكان المدينة بالإضافة إلى زوار السوق الدائمين من القرى المجاورة والسياح, لتمتد جزاء من الرصيف كنوع من الترويج كما يقول (عبد الرحمن المصنف) وهو شاب افترش جزءاً من الرصيف وعرض بضاعته"فخاريات"في سوق "الفخار".مضيفاً:المحلات صغيرة ولكنها تحتوي أشياء كثيرة لذا نضطر لعرض جزاء منها في باب المحل.

لم يمضى "عبد الرحمن"كثيرا في هذا السوق فهو ينتظر انتهاء إجراءات سفرة للعمل في إحدى الدول الخليجية رغبة في تحسين الدخل .

ويقول: فيما مضى كان إقبال الزبائن على الفخار كبير بينما اليوم بات الطلب محدوداً.

وسط صرخات الباعة تدعوك للشراء، ابتعدنا عن هذا السوق ومازالت الصرخات تجد لها وقعاً في الآذان ابتعدت لأدخل سوق البهارات، ولهذا السوق رائحة عطره وبخور وبهارات تنبعث من المحلات المتراصة والمتعددة, وفي هذا السوق تباع "البهارات والبخور وأدوات التجميل والزينة  وكل ما تحتاجه المرأة".

 بدأ السوق اقل ازدحاما عن سابقة (النحاس), كان (محمد الاشموري) يقرأ صحيفة يمنية يومية, عندما توقف عن القراءة ليجيب على أسئلتي,"هذا السوق قديم جداً وأغلب الدكاكين - المحلات - الموجودة فيه ملك للأوقاف"قال, وأضاف بائع البهارات بالقول:لم يعد التقسيم للأسواق الموجودة في صنعاء القديمة كما كانت قبل بضع سنوات فقد تغيرت ملامحها وتداخلات فيما بينها.

ذاته الأمر الذي تحدث عنه جارة في سوق"السلب-الحبال" معيداً سبب ذلك إلى:توسع التجارة وعدم اهتمام الناس بالذهاب إلى الأسواق المتخصصة فقد يحتوي المحل الواحد أنواع متعددة من البضاعة.

في أسواق مدينة صنعاء القديمة لا تزداد مساحة المحل عن عدة أمتار وقد نجد بعض المحلات لا يتعدى 2×2 متر ، ومع هذا يجد الزبائن كل ما يطلبون ، وكذلك الممر الذي يفصل المحلات لا يزيد عن مترين في أجزاء من تلك الأسواق.

"الفضيات لها رواج كبير وتجد لها طلباً كبيراً خاصة إثناء الإعراس والمناسبات" قال أحد بائعي الفضة.مشيراً إلى زبائنه من السياح الأجانب الذين يفضلون اقتناء مشغولات فضية للزينة على أنهم"أكثر تقديراً للعمل اليدوي من اليمنيين".

 التجول هناك يشعرك بالكثير من المتعة والألفة ينسيك الزمن فالوقت يمر بسرعة وتتالى الساعات بدون شعور منك، كان الوقت يقارب العاشرة صباحاً عندما هممت بالخروج من السوق قاصداً ( سمسرة النحاس) عبر أزقة سوق العسوب"الخناجر اليمنية" دلفت إلى باحة السمسرة وهي تجمع لمحال بيع "الفضة والذهب والأزياء الشعبية".

بعد أن تجولت في "السمسرة" حملتني قدماي إلى سوق الأقمشة (البز) وهو السوق الذي يزدحم دائماً وفي كل الأوقات وسبب ذلك يعود إلى إقبال سكان القرى المحيطة على الشراء ".

كل أنواع الأقمشة تجدها في هذا السوق وبكل إحجامها"  الأخ " سليم البرده " معلقا وهو يعمل في خياطة وحياكة الأحزمة " العسوب " ويسكن في احد أحياء صنعاء القديمة .

 المحلات هنا أكثر اتساعاً من محلات الأسواق الأخرى وأغلبها أن لم يكن كلها تعود ملكيتها إلى الأوقاف، كما أفادنا "علي البصير" ، أقدم بائع قماش في السوق إن لم يكن في المدينة، وأضاف " يتميز هذا السوق انه توجد فيه أقمشة قديمة وحديثة, وبأسعار تناسب الجميع, مبيناً أن تجار السوق يستوردونها من بلدان مختلفة منها"الصين والهند ودبي وتركيا وغيرها".

وقال الشيخ الستيني لـ " أخبار السعيدة " : " الإقبال الكبير على الشراء في موسم الحصاد حيث تزداد الإعراس والمناسبات حيث يتسوق (القبائل) – وهم سكان القرى يأتون للشراء من هذا السوق لعلاقة التجار الحسنة معهم وأسعار السوق المنافسة والمناسبة.

واصلت سيري بعد أن شغل أحد الزبائن "الحاج علي" عن الحديث إلى .. كانت الأصوات متداخلة توحي بتسارع نبض الحياة وتدافع جموع الوافدين من زوار عرب وأجانب إلى هذا المكان يشعرك بقوة وصلابة أرادة البائعين ، فعلى الرغم من أنه نهار يوماً حار إلا أنهم واقفين يلبون طلبات زبائنهم بصبر ، قل ما نجد له نظيراً في الأسواق الحديثة .

عبارات تسمعها هنا وهناك منها (طلب الرزق يشتي - يريد – العمل بجد) يرددها أحداهم بلحن متناسق وبلهجة صنعانية عندما شاهدني مشدوداً إلى مشهد السوق وهو يزداد احتشاداً ...

حتى الأماكن جمال من نوع أخر

صنعاء مدينة جميلة وهادئة تطوقك بأجواء الرومانسية المعتدلة, لذلك يجدها الزائر على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أبنائها، إلى أنها مدينة تضع الابتسامة على شفاه الناس، مدينة أثقلها تاريخها، مدينة ذات مزيج من العمل الجاد والإرث الحضاري الهائل وكذلك الطيبة والبساطة في حياة قاطنيها.

عدد القراءات : 8924
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات