احدث الاخبار

خد بالك من دماغك ,, الملكات الفكرية كيفية المحافظة على ذاكرة جيدة

خد بالك من دماغك ,, الملكات الفكرية كيفية المحافظة على ذاكرة جيدة
اخبار السعيدة - إعداد - أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 30-09-2010

هورمونات للذاكرة والمزاج الجيد ، عناصر أساسية لتعزيز الملكات الفكرية والقدرات الذهنية . الكولين والسيرين والفيتامين B5 هل يستطيع الطب أن يحافظ على شباب الدماغ ؟ أحدث وأعمق الدراسات تعد بفتح جديد . التفاصيل في التقرير العلمى التالي .

أن التراجع الذهني المرتبط بالتقدم في العمر هو أسرع بكثير وأعمق مما كان الإعتقاد سائداً . وقد بينت دراسة بريطانية حديثة شملت مسنين ما بين ال 60 و ال 74 من العمر براهين ، مؤكدة على أن التراجع الذهني كان عميقاً جداً . أنه على الرغم من أننا كنا نفضل ألا يكون التقدم في العمر مترافقاً بالضرورة مع خسوف في الوظائف الفكرية ، لكن الأرقام تؤكد عكس ذلك تماماً ، وتشير إلى أن الأمر ليس ظاهرة لأنه يشمل الأكثرية الساحقة من العمر الثالث . يقابل هذا الواقع المؤسف أخبار جيدة ، وهي الاكتشافات الجديدة التي تؤكد بأن الدماغ يستطيع إنتاج خلايا عصبية جديدة . فبعد عقود من الإعتقاد بأن لا محالة من فقدان الخلايا العصبية ولا عودة عن ذلك ، أثبت علماء من جامعة برينستون مؤخراً أن خلايا عصبية جديدة تتكون عند القرود ، وهي تنشأ في عمق الدماغ ثم تتجه إلى مواضع مختلفة ، بما فيها غشاء الدماغ الأمامي حيث مركز " الوظائف التفكيرية العالية " . ومفاد هذا الإكتشاف أنه أصبح بالإمكان استبدال الخلايا العصبية القديمة أو على الأقل جزءاً منها ، وهذا يشكل فتحاً جديداً وآفاقاً واسعة لصالح الأبحاث الجديدة ، بغية إيجاد وسائل لمساعدة الدماغ على إعادة التجدد والحفاظ على القوى الذهنية لمرحلة الشباب .إن كان تكوين الخلايا الجديدة ينسحب أيضاً على الإنسان كما هو على القرود ، وهو ما يُجمع عليه العلماء ، فإن الأمل كبير بعكس الضرر الذي يصيب الدماغ أو إصلاحه . كذلك يشير الاكتشاف الجديد إلى أهمية توفير العناصر الغذائية الضرورية ، لكي تسهل عملية إنتاج الخلايا ، ويبدو أن عملية التجدد العصبي تصبح أسهل عندما يكون هناك وفرة في الكتل التي تبني غشاء الخلية ، مثل مادة الكولين فوسفاتيدل Phosphatidy Choline والسيرين فوسفاتيديل Phosphatidy Serine وبالنظر إلى أن عوامل نمو الخلايا العصبية هو تحت التحكم الهورموني ، فإن العلاج البديل لهورمون السترويد الجنسي يجب أن يؤخذ في عين الإعتبار .

لا يبدأ التراجع الذهني فجأة في وقت متأخر ، بل يمكن ملاحظته عندما يبدأ الأشخاص بالشكوى من سوء الذاكرة وضعفها . فبعد عمر الخمسين ، يجب أن نولي الأهمية للياقة الذهنية ، كمل هي الحال بالنسبة للياقة الجسدية . ويشكل رفع معدلات ناقلات الأعصاب Neurotransmitters تحديداً كبيراً ، أما التحدي الآخر فهو الحفاظ على سيولة قصوى لأغشية الخلايا العصبية .

الكولين : العنصر الأساسي لغذاء الدماغ

للدماغ شهية جامحة للكولين ، وثمة سببان لحاجته الهائلة لهذا الغذاء . فهو ضروري لإنتاج الناقل العصبي الأساسي الأسيتيلكولين Acetylcholine ، ويُستخدم أيضاً لبناء وحفاظ أغشية خلايا الدماغ ، والأسيتيلكولين حيوي لملكات التفكير والذاكرة والنوم ، ويدخل أيضاً في التحكم بالحركات . ولا عجب أن ينخفض إنتاج هذا العنصر مع التقدم في العمر ، لينتج عنه ضعف في الذاكرة والنوم ، ويدخل أيضاً في التحكم بالحركات . ولا عجب أن ينخفض إنتاج هذا العنصر مع التقدم في العمر ، لينتج عنه ضعف في الذاكرة وتراجع في القدرة على التعلم وتقهقر في الوظائف العقلية بشكل عام . وقد تبين أن معدل ال Acetylcholine هو منخفض كثيراً لدى المصابين بالزهايمر ( الخرف ) .

عندما لا يتلقى الدماغ الكمية الكافية من الكولين من أجل تصنيع الأسيتيلكولين ، يلجأ إلى استخراجه من أغشية الخلايا ، وهذا ما يعرف بالتدمير الذاتي . في حين أن هذه العملية تؤمن على المدى القصير مورداً من الكولين لإنتاج ما يكفي من الأسيتيلكولين للحفاظ على الذاكرة والوظائف الأخرى ، لكن على المدى الطويل تلحق بالخلايا العصبية ضرراً كبيراً لأن الأغشية تفقد ليونتها ويتضاعف أداؤها . الكولين هو عنصر مهم أيضاً لبناء أغشية خلايا سليمة وصحية ، لأن فوسفاتيديل الكولين يكون ثلث غشاء الخلية يساعد أيضاً في نشاط أنزيم يعمل على تكوين كيميائيات عصبية أخرى . الكولين وأنماط النوم

من أقل الوظائف المعروفة للأسيتيكولين المساعدة على الحفاظ على أنماط النوم وذلك لأنه يتحكم بالحواس ، وهو يقوي ما يُعرف بالحاجز المحفّز ويجعل من النوم وسط الضجة الخفيفة أمراً ممكناً . مع التقدم في العمر نميل لأن نصبح من أصحاب النوم الخفيف ، وتختبر النساء بعد سن الأياس انخفاضاً مفاجئاً وحاداً في معدلات الأسيتيكولين بفعل اختفاء أو زوال هورمون الأستروجين ، ويشتكين بصورة مفاجئة من الأرق والنوم الخفيف . ويساعد الحاجز المحفّز نفسه على تعزيز قدرة التركيز وحل المسائل الذهنية والمشاكل .

القليل من السيتيلكولين ، أي الكمية غير الكافية منه ، تجعلنا أقل انتباهاً وأكثر عرضة للغضب ، كما أن الكثير منه يثير التهيج وعدم الإنضباط .

كذلك تتعرض النساء اللواتي لا يتبعن العلاج الهورموني البديل بعد سن الأياس إلى جفاف في الأغشية المخاطية مما يؤدي إلى نزف دموي للأنف ، ومرة أخرى يكون السبب عدم كفاية الأسيتيكولين الذي من شأنه الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية . الكولين والحماية من الكولسترول

ومن أهمية الكولين أيضاً كعنصر غذائي أنه يساعد على الوقاية من بناء الكولسترول ، وذلك من خلال تفاعله مع مادة الأينوزيتول Inositol ليكوّن مركباً يُبقي على الدهون في شكل سائل . وطالما أن الكولسترول يبقى في هذه الحالة فهو لن يتراكم على جدران الأوعية الدموية ، إضافة إلى تأمين سهولة انتقاله مع الدهون لكي يصار إلى استخدامه من قبل الجسم أو التخلص منه . الكولين ونمو الأجنة

كشفت دراسات أنه عندما تمّ تزويد فئران خلال النصف الأخير من الحمل خمس أو ست مرات بمعدل متعارف عليه من الكولين ، أظهر نسل هذه الفئران تحسناً مدى الحياة في الإنتباه والذاكرة . واكثر من ذلك ، فإن هذه الذرية لم تتعرض على غرار أترابها إلى تقهقر في الذاكرة . ويبدو أن توافر الكولين خلال فترة النمو الجيني يؤدي إلى نظام عصبي أكثر فعالية ويؤمن صحة فائقة للدماغ لمدى الحياة عند الحيوان، لذا فإن هناك سبباً وجيهاً للإعتقاد بأن الكولين هو العامل المساعد . إن كانت هذه النتائج تنطبق أيضاً على الإنسان ، فإن التزويد بالكولين في مرحلة ما قبل الولادة بغية أداء عقلي أفضل والحفاظ على صحة الدماغ مدى الحياة ، سيُشكل انقلاباً صاعقاً في عالم الطب . لا شك أن المواليد الجدد يحتاجون لكميات كبيرة من الكولين ، لذا فإنه متوافر بشكل طبيعي في حليب الأم . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكميات ترتبط بمدى استهلاك الأم من هذه المادة ، فالأم المرضعة التي لا تعتمد نظاماً غذائياً غنياً بالكولين تعرض نفسها وبالتالي طفلها إلى نقص في معدلها ، من شأنه لو كان مرتفعاً أن يوفر حداً أقصى من نمو الدماغ .

مصادر الكولين

مع أن مادة الليسيتين Lecithin ( الدهنية ) المتوافرة في فول الصويا ليست باهظة الثمن ، إلا أنها ليست مصدراً فعالاً للكولاجين . ويعتقد بعض العلماء أنه من الأفضل استخدام الكولين من ثاني حمض الطرطرات Bitartrate وكلوريد الكولين . وثمة تساؤلات حول كيفية امتصاص مضافات الكولين ، وذلك لأن عملية الإمتصاص تتضاءل مع التقدم في العمر . لذا يجهد العلماء في البحث عن مركّب للكولين يكون أفضل قابلية للإمتصاص ، وأكثر فعالية في رفع معدلات الأسيتيلكولين وزيادة إنتاج الفوسفوليبيد في أغشية الخلايا .

وقد وجدوا أن الغليسيريل فوسفوريلكولين ، وهو مادة مشتقّة من الليسيتين Lecithin يتحول بعد الهضم إلى الفوسفوريلكولين وحده ، أي إلى شكل ناشط بيولوجياً من الكولين القابل للعبور مباشرة عبر الدم إلى الدماغ ، ليتّم استخدامه من أجل إنتاج الأسيتيكولين . وتجدر الإشارة إلى أن الغليسيريل فوسفوريكلورين يظهر طبيعياً في النسيج العصبي ، وهو شكل مخزّن من الكولين المستخدم من قبل الدماغ . كما أنه يدخل في بناء أغشية الخلايا ويعزز وبالتالي سيولتها . ومن أبرز المشاكل التي يواجهها هي تصلب هذه الأغشية مع التقدم في العمر ، مما يؤثر بالتالي على وظائف المتلقيات العصبية . وقد ساعد التزويد بهذه المادة على دعم إطلاق الأسيتيلكولين من مناطق الدماغ التي تحتوي على كثافة مركزة من الخلايا الكولينجية مثل مركز قرن آمون hippocampus المعروف بأنه البنية الأساسية للذاكرة . كما أثبت أن الأسيتيلكولين يؤدي إلى تنشيط جهاز الدومامين بطريقة غير مباشرة ، ونتيجة ذلك فهي تحسن في الذاكرة والقدرات الذهنية . وقد بينت الدراسات على الحيوانات هذا التحسن . وظهر تنبُه الدماغ من خلال زيادة ذبذبات موجاته من الألفا البطيئة والأفا السيعة والبيتا البطيئة .

كذلك أبدى المصابون بالسكتة الدماغية تحسناً عندما تم إعطاؤهم الغليسريل فوسفوريلكولين . وفي التجارب على الفئران بينت فحوص الأنسجة أنه ساعد على إصلاح ضرر الخلايا العصبية . أما التجارب السريرية عند مرضى الزهايمر ، فقد بينت أن جرعة 1200 ميلليغرام من هذا المصدر تؤدي إلى تحسن أفضل في معظم الوظائف الذهنية والأنماط السلوكية من 1500 ميلليغرام من المصدر الآخر وهو الأسيتيلكولين . وبمقارنة الغليسريل مع ال CDP Choline كانت له أيضاً نتائج أفضل عند المرضى المصابين بالعته الوعائي ، ويبدو إذاً أنه أفضل مصدر للكولين في الدماغ . مادة السيرين

مادة الفوسفاتيدل سيرين Phosphatidyl PS Serine هي أيضاً من الليبدات الموجودة في غشاء كل خلية من الجسم ، وهي متوافرة بشكل خاص في الدماغ . ومن أحد أهم مهامها الحفاظ على مرونة الغشاء ، والمعدل الكافي منها يسمح بتدفق العناصر الغذائية داخل الخلايا وتسهيل التخلص من فضلات عمليات تمثيل الغذاء Metabolism . هذا ويعني تحسن أداء غشاء الخلية تحسناً مماثلاً في إنتاج الطاقة ، كما تسهل مادة ال PS إطلاق الناقلات العصبية ، بما فيها السيتيلكولين والدوبامين ، لذا تعتبر حيوية للإتصال العصبي . وبينت الأبحاث أن ال PS تعيد عدد متلقيات الناقلات العصبية Neurotransmitter receptor إلى معدلها خلال مرحلة الشباب . وقد أظهرت الدراسات على الفئران أن تزويدها بمادة ال PS ضاعف كثافة متلقيات ال NMDA في مقدمة الدماغ بنسبة 25 في المئة ، مما رفع من سرعة وقوة الإشارات العصبية وبالتالي حسن جميع الوظائف لذهنية .

وأظهرت النتائج أن ال PS رفع معدل الأداء الفكري إلى ما كان عليه قبل مرور 12 عاماً والتحسن الجذري ظهر بشكل أكثر وضوحاً عند الأشخاص الذين كانوا يعانون من درجة أكثر حدة في تقهقر الذاكرة الأساسية . وفي دراسة أخرى تبين أن المرضى المصابين بداء باركنسون ( اختلال عصبي يؤدي إلى تصلب ) ، والذين يعانون من انخفاض في ال EEG ، تضاعف عندهم هذا العنصر المساعد على شفائم كردّة فعل تجاه فوسفاتيديل السيرين . وقد أثارت النتائج ، ومن اتقاد الذاكرة إلى الوضوح والإنتباه والحيوية والقدرة على تحمل الإجهاد ، ذهول الباحثين . في دراسة أخرى ، تبين أن إضافة ال PS ضاعفت من موجات ألفا الدماغية بنسبة 20 في المئة ، والمعروف أن هذه الموجات تتضاءل مع التقدم في العمر ، وقد يمكن ال PS من عكس هذا النمط وبالتالي الحفاظ على شباب الدماغ والمساعدة على الوقاية من تضرر الدماغ المرتبط بالكورتيزول . كما أثبتت البراهين أنه قد يقي في المراحل المبكرة من العته Dementia ، وتجدر الملاحظة إلى وجوب تناول المضافات من مضادات الأكسدة كالفيتامين E لحماية ال PS من الشوارد الحرة “ Radicals “ . العناصر المساعدة على إنتاج الأسيتيلكولين

 

الفيتامين B5 المعروف علمياً بحامض البانتوثنيك Pantothenic Acid ، لم يلقَ حقه من الإعلام والتعريف عنه كعنصر أساسي في حماية الأعصاب ، وهو يتحول داخل الجسم إلى مادة البنتوتثين Pantotethine التي تؤدي بدورها إلى تكوين مساعد الأنزيم CoenzymeA A أي ( COA ) ، ومن المعروف أن هذا الأخير يحسن أداء الدماغ من خلال تعزيز تكوين الأسيتيلكولين ويضاعف إنتاج الطاقة في الدماغ ، وبالتالي الأداء في انتقال الإشارات العصبية وإصلاح نفسها وتعزيز دماغ الناقلات العصبية ضد الشوارد الحرة .

ومن الفوائد الأخرى لهذا الفيتامين مساهمته من خلال ال COA بتفعيل أداء عضلة القلب وتخفيض الدهون وتحسين تدفق الدم في الدماغ .

هذا كله ، بالإضافة إلى مساهمة الفيتامين B5 في إنتاج الأسيتيلكولين في الأمعاء ، الأمر الذي يقي من الإمساك ويسهل التخلص من الفضلات .

وقد يكون الإستعداد للإصابة بالعدوى والإرهاق وضعف مقاومة الإجهاد مؤشراً لنقص في الفيتامين B5 ، كما تظهر أهميته أيضاً في المساعدة على اندمال الجروح وبناء مضادات الأجسام في جهاز المناعة ، وتخفض سمومية العديد من مضادات الالتهابات Anibiotic . على غرار العوامل الحامية للقلب والمعززة لمكونات الطاقة ، يبدو أن هذا الفيتامين يقي أيضاً من السرطان ، حتى إنه يساعد " البقع البنية " المرتبط ظهورها مع التقدم في العمر . والأهم من ذلك كله هو أن الدماغ يستخدم حامض البانتوثنيك B5 لتحويل مادة الكولين إلى حامض الكولين Acetylcholine . " فياغرا " للدماغ

لعلاج الخرف الوعائي –vascular dementia وهو خلل ناجم عن عدم تدفق كاف للدم إلى نسيج الدماغ – نال عقار Vinpocetine فانبوستين شعبية ووصف بأنه " الدواء الأوروبي الذكي " . ومؤخراً تبين أن لهذا العقار نفس آلية الفياغرا . فكلاهما معروف بكونه من عائلة مثبطات الفوسفودياستريز Phosphodiestrase ، ويعملان على تعزيز تدفق الدم من خلال منع أحد أنزيمات مجموعة الفوسفودياستريز ، وهذا يعني تهوئة وتغذية أكبر وتخلص أسهل من الفضلات في خلايا الدماغ ، وكل ذلك يرفع من شباب الدماغ .

وقد أظهرت الأبحاث أيضاً أن ال Vinpocetine يحسن مرور الغلوكوز عبر حواجز الدماغ محفزاً بذلك إنتاج الطاقة ، وهو أيضاً يضاعف معدل إطلاق بعض أنواع إنتاج الطاقة ، وهو أيضاً يضاعف معدل إطلاق بعض أنواع الخلايا العصبية . ومن خلال آليته المحفزة لتدفق الدم . يبدو أن هذا العقار يقي من تجفف عضلة العين ويحمي الأذن الداخلية .

أما ميزته الجديدة التي تم اكتشافها فهي مفعوله في تخفيض إنتاج الأعراض الميكروبية للمركب عامل ألفا الورمي TNF-Alpha Tumornecrosis Factor Alpha . ويعتقد بعض رواد الطب البديل أنه من خلال التحكم بالالتهاب يصبح بالإمكن الوقاية من مرض الزهايمر ( الخرف ) ، وهم يركزون في رأيهم هذا على الفعالية التي تم التثبت منها في تخفيض مضادات الالتهاب مثل ال Ibuprofen لمخاطر الإصابة بالزهايمر . وفي حين تمكن مشكلة هذه المضادات في أعراضها الجانبية ، فإن Vinpocetine ومضادات الإلتهاب الطبيعية الأخرى ( مثل زيت السمك والفيتامين E وزيت الشاي الأخضر والأستروجين الطبيعي ) تبدو جميعها بديلاً خالياً من السموميات .

كذلك فإن ال Vinpocetine هو من Alkaloid ، أي من نفس عائلة الكافيين والنيكوتين المعروفين بفعاليتهما القوية في تعزيز الوظائف الذهنية ، لأنهما يرفعان من معدل إطلاق الدوبامين والأسيتيلكولين ، ولكن على عكسهما فهو آمن ولا يترافق مع الوقوع في الإدمان . لا عجب إذاً أن يكون للفينيوستين خصائص مماثلة للنيكوتين ضد دائي باركنسون والزهايمر ، من دون أن تترافق مع مشكلة الإدمان . جانب آخر مثير للإهتمام في هذا العقار هو حمايته للمعدة والدماغ من الضرر الناجم عن تناول الكحول ، بالإضافة إلى حماية القرنية والكليتين من الضرر الناجم عن الإصابة بالتهاب الكبد من فئة ( ب ) .

هورمون الذاكرة والمزاج الجيد

تم اكتشاف هورمون البرغنينولون Pregnenolone في الثلاثينات ، ولقي في البداية أبحاثاً كثيفة حول علاقته بالأداء الوظيفي ، ثم تناسى العلماء أمره كغيره من الهورمونات . ومن الواضح أن الأشكال المصنعة من هورمون الكورتيزون كانت تلقى كل الإهتمام ، بسبب الأرباح الطائلة التي جنتها الشركات المصنعة . اليوم عاد هذا الهورمون يشهد اهتماماً حيوياً ، وذلك بعد مضي 60 عاماً ، وبات يلقي شعبية متزايدة إلى جانب ال DHEA .

فال Pregnenolone هو المولد الأولي لكل هورمونات الستيرويد بعد أن يتكون في الأدرينال ، وهو أيضاً أول هورمون ينجم عن الكولسترول ، أي أنه يشكل المادة الخام لكل أشكال الستيرويد . ومعدله يتضاءل مع التقدم في العمر ، ومع حلول ال 75 لا نملك منه سوى نسبة 40 في المئة مما كنا نملكه في ال 35 من العمر .

إلى جانب الشيخوخة ، يأتي الإجهاد والمرض والخلل في الغدة الدرقية والتعرض للسموم والإنهيار العصبي لتزيد من انخفاض هذا الهورمون . وقد كشفت التجارب أن معدله ينخفض إلى النصف عند الأشخاص المصابين بالإنهيار ، الذين أبدوا تحسناً ملحوظاً بعد تناول ال Pregnenolone . في دراسات حول الأداء الوظيفي ، أظهر الأشخاص الذين تناولوه مزاجاً أفضل . على غرار الأستروجين وال DHEA يبدو أن له تأثيراً محفزاً للدماغ يجعل منه حاد الإنتباه من دون أن يصبح مهتاجاً .

وفي حين أن وجود ال DHEA ، في الدماغ كان تقريباً معروفاً من قبل جميع العلماء ، كان القليلون على اطلاع أم معدل البرغينولون في الدماغ هو عشرة أضعاف ال DHEAوبأننا نستطيع أن نطلق عليه إسم الستيرويد العصبي الأولي ، لأنه لا ينتج في الأدرينال فحسب بل في الدماغ أيضاً ، هو اكتشاف بالإمكان تشبيه ال Pregnenolone نوعاً ما بنيتة الجنسينغ ، فهو يحسن الطاقة وقدرة الإحتمال ومقاومة الإجهاد . وقد بينت الدراسات في قطاع العمل أنه فعال جداً في مقاومة التعب عند طلاب الجامعات والطيارين ، خصوصاً عند المسنين الذين يعانون من نقص أكبر في هذا الهورمون .

ال Pregnenolone يسهل التعلم ويساعد على إنجاز أية مهمة تتطلب ذاكرة قوية ، ولكن شهرته الأكبر كانت أنه أكثر الهورمونات تعزيزاً للطاقة على الإطلاق في الإختبارات على الحيوانات . وتبين أيضاً ، إضافة إلى هذه الخصائص الخارقة ، أن كمية قليلة منه تحسن النوم ، وهذا يلعب دوراً مهماً في تحسين الذاكرة . وهو على غرار هورمون البروجسترون مهم جداً في إعادة إصلاح ضرر الدماغ والنخاع الشوكي في حالات الإصابة . وثمة تحذير بسيط ، في مقابل كل هذه المعجزات لهذا الهورمون ، فهو يقضي بعدم تناوله عند الرجال المصابين بسرطان البروستات بسبب إمكانية تحوله إلى هورمون الأندروجين المحفز لهذا الورم . محفزات أخرى للدماغ

هناك مجموعة متنوعة من العناصر أو المضافات الأخرى التي من شأنها تعزيز برمجة الدماغ وطول عمره ، من بينها حامض الليبويك ألفا Alpha Lipoic Acid الذي يشكل مضاداً للأكسدة ومقوياً لعمليات تمثيل الغذاء ، وظهر مؤخراً كنجم جديد .

كما يحتاج الجهاز العصبي إلى مضادات الأكسدة الأخرى ومضادات الإلتهاب ، ومنها الفيتامين E الذي تبين أنه لا يحمي أغشية الخلايا فحسب بل يُصلح أيضاً الأضرار في متلقيات الناقلات العصبية . ومن المحفزات الهامة الأخرى للدماغ ، كما أشرنا سابقاً . زيت السمك الذي أثبتت علاقته بتخفيض مخاطر داء الزهايمر تخفيضاً جذرياً . وتشير الدراسات إلى أن الحميات الغذائية التي تحمي الجهاز العصبي يجب أن لا تتجاهل أيضاً الشاي الأخضر لما يحتويه من عنصر الكاتيشين Catechins والعنب .

ويوصي أيضاً بتناول ginkgo بعد دراسات أثبتت أنه يعزز القدرات الفكرية ويطيل معدل العمر عند الفئران ، وقد أظهر تحسناً لدى مرضى الزهايمر عند تناول جرعة 240 ميلليغراماً وما فوق . إلى كل ذلك ، فإن النوم والراحة هما عنصران لا يجب تجاهل أهميتهما ، بالإضافة إلى الخطوات الآيلة إلى تقليص معدل الكورتيزون ومفعوله السام . ومن هذه الخطوات التأمل والإبتعاد عن الإجهاد المزمن الذي يعاني منه الملايين والذي يؤدي إلى إطلاق الشوارد الحرة . وأخيراً يُنصح أيضاص يتناول مضافات الفيتامين C المهم جداً لوظائف الدماغ ، والفيتامين ( B3 ) والفيتامين ( B1 ) .

تعزيز الذاكرة القصيرة الأمد

من العناصر الطبيعية المعزّزة للذاكرة " الهوبرزين أ " Huperzine-A ، وهو مستخرج من moss الصيني ، وذلك لأنه يحافظ على معدلات عالية من الأسيتيلكولين بسبب تثبيطه للأنزيم الذي يحلل هذا الأخير . للأشخاص الذين يعانون من ضعف طفيف في الذاكرة على الرغم من أنه يبدو علاجاً واعداً لمرضى الزهايمر ( الخرف ) . وفي أي حال ، يُعتبر الهوبرزين – أ من العناصر المهمة جداً في تقوية الذاكرة القصيرة الأمد ، ويمكن تناوله في جرعات تتراوح بين 50 و 100 ميلليغرام عند الصباح في الحالات الاستثنائية التي تتطلب حداً أقصى من الأداء الفكري . استخدامه في هذه المناسبات آمن . لكن استهلاكه اليومي قد يؤدي إلى عدم توازن في الناقلات العصبية ، وبالتالي إلى مضاعفات غير مرغوبة ، لذا لا يجب تناوله أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على أبعد تقدير . مصادره الطبيعية

. وعلى الرغم من اهتمام الأغلبية بصحتهم ، فهم يميلون إلى تجنب الأطعمة بالكولين مثل البيض واللحوم والحليب ، الذي يحتوي كوب منه على 250 ميلليغرماً من الغليسريل فوسفوريلكولين . وبما أن المواليد الجدد يحتاجون إلى كمية كبيرة من الكولين ، لا عجب أن يشكّل الحليب مصدره له أيضاً هو السمك الذي لا يطلق عليه تسمية " غذاء الدماغ " عن عبث ، فأحماض السمك النووية توفرالعناصر الضرورية لبناء خلايا جديدة . والمعروف عن أسماك المياه الباردة غناها بالحوامض الدهنية أوميغا-3 المعروفة بخواصها المضادة للإلتهابات وللإنهيار العصبي . ويلاحظ أن اليابانيين الذين يستهلكون السمك بكثرة يمثلون أدنى درجة في الإصابة بالزهايمر ( الخرف ) ، على الرغم من أنهم يتمتعون بأطول معدل حياة في العالم . وهذه الظاهرة تناقض الإعتقاد السائد بأن طول العمر يترافق حتماً مع هذا الداء . ويُجمع العلماء على أن إدخال السمك يومياً في الحمية الغذائية يحمي وظائف الدماغ من اجتياح الشيخوخة ، ولكي يكون امتصاص الكولين أكثر فعالية يُنصح بإضافة العناصر المساعدة مثل الفيتامين B5 و B12 والحامض الفولي .

مصادر الغليسريل فوسفوريلكولين

يعتبر الزبادى البلدى من أهم مصادره وكذلك الليسيتين ، ويشار إلى أن البودرة النقية لهذا العنصر هي مستقرة جداً ولا تحتوي على الحوامض الدهنية . ويجري حالياً تصنيع الغليسريل فوسفوريلكولين من قبل شركة إيطالية تستخدم آليات خاصة لاستخراجه من حبوب الصويا

عدد القراءات : 13683
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات