احدث الاخبار

العاب مازلت تروق لخريجي الجامعات اليمنية

العاب مازلت تروق لخريجي الجامعات اليمنية
اخبار السعيدة - ذمار (اليمن) - صقر أبو حسن         التاريخ : 07-09-2010

أسباب الفراغ عديدة وطرق إملائه كذلك عديدة , ولكن بين الأسباب وطرق الحلول ( المؤقتة ) تقف قضية ملء الفراغ وقتل الوقت بشيء لا يفيد, محل شك من جدوى هذه الطرق, عند مخرجات التعليم الجامعي وخصوصاً من التخصصات النظرية, فقليل منهم من يظفر بوظيفه او عمل, واكثرهم من يلتهمهم الرصيف الذي بات يتسع لكل شئ .

القات, التسكع , العب والرياضة, الشدة"ويطلق عليها في اليمن البطة", الشطرنج ,الانترنت, مشاهدة التلفاز .. وغيره , كلها مفردات أيقن أن لا أحد يجهل إحداها,  فهي واقع ملموس لا يمكن للشباب اليمني إنكاره .

لعل الفراغ والبطالة وتسربات التعليم هي وراء وجود هذا الواقع .

"بدأت قبل ثلاث سنوات , تعلمت الشطرنج والبلياردو ، والتنس , والبطة-الشدة-" يقول (صالح عبد الحميد ) ,ويضيف :أحببت البطة-الشدة- لأني أجد نفسي فيها وأريد-اتغلب-على الكل وأتحدى أي واحد "قال ذالك بتباهي." صالح "الشاب الذي مضي على تخرجه من جامعة صنعاء ثلاثة اعوام, كان يتحدث الى "اليوم" عن بداياته مع لعبة -الشدة- مضيفاً: أنا لا العبها إلا في وقت الفراغ ( وبيني وبينك ) أن أغلب أيامي فراغ ،قال ذالك وهو يبحلق بعينه على طاولة وضعت عليها قطع ( الشدة ) - وهي لعبة يجتمع حولها عدد من الشباب خاصة في الاحياء القديمة- .

عندما سألته عن الدراسة وعن ( القات ) قال:أكملت الجامعة " بس مافيش"  وظائف,و"أخزن"اذا أدى الله حق القات . بعد عدة تمتمات بأحرف وتحليق طويل على قطع ( الشدة ) يصرخ بصوت جهوري "باصره".

 لحظتها أدركت انه لم يكمل الحديث.لم يكن -صالح- خريج الجامعة هو الوحيد في هذا البلاد وبالطبع لن يكون هو الأخير, فمثله الكثير قاسمهم المشترك "اللهو" وقتل الوقت بشيء من التسلية والمرح والترويح عن النفس ولكن ماذا إذا استمر هذا وقتاً طويلاً ؟

"من المستحيل إملاء فراغ بدون التجول اوالتخزينة " قال هذه العبارة وهو يرسم على وجهه بسمة خفيفة .وجدته يتسكع بين المحلات . أعرفه منذ زمن أيام الدراسة فقد كان ,ذكياً .بادرت إلى سؤاله عن أحواله : شكى كثيراً وتذمر من هذا الواقع الذي قال عنه انه"لا يرحم "متابعا : يا أخي سنتين وإحنا نلاحق على وظيفة .ماذا تعمل الان؟ سائلاته ." لا عمل ولا مهره" مهرتي الوحيدة هي التجوال والإطلالة بين الفينة والأخرى على مكتب الخدمة المدنية .عكس - صالح - بدا"على المنقذي" الألم يملأ نفسه.

الفراغ هو الفراغ مهما كانت طرق سد هذا الفراغ .شباب وأناس كثر شدتهم حبال الجريمة إلى دوامتها ليكونوا فريسة سهلة المنال تنشر -أي الجريمة - شباكها من خلالهم إلى المجتمع ليصبحوا في نظر هذا المجتمع مجرمين ومذنبين يجب معاقبتهم .إذا عدنا إلى أسباب هذه الجريمة أو تلك فقد نجد الفراغ له نصيب في الجريمة أياً كان نوعها . هكذا علق دكتورعلم النفس بجامعه ذمار(عبد الرحمن راشد ). مشيرا الى ان"عالم اللهو والتسلية ليس اقل خطورة من الفراغ ولكنها طرق تمنع أشرار الفراغ من الوصول إلى مرحلة الجريمه وارتكابها.

وأياً كان نوع الطريقة التي تقتل الفراغ وتملأ وقته,فهي عالم بحد ذاته له إفراده, له طقوسه, وله أيضاً المعجبون به ,والممارسون له.فواد النهاري وهو صحفي يمني مهتم بمخرجات التعليم الجامعي, معلقاً على ذات الموضوع :بحسب تقديرات رسمسة ان السنوات الخمس الماضية تنافس أكثر من (150) ألف خريج وخريجة على ما يقارب (55) ألف فرصة عمل ما يعني أن هناك أكثر من (95) ألف عاطل عن العمل.

متابعا ًحديثة بشي من الالم :البطالة هي من تعطي انطباع عام ان التعليم الجامعي بداء ينهار وتهمش مخرجاتة بشكل كبيرولا ضيران تشاهد شاب في "بسطة "او يتسكع في الشوارع وهو يحمل مؤهل اكاديمي من جامعة مرموقة, تلك ماساة وهدر كبير للعنصرالبشري .

العاب كثيرة وأشياء عديدة لا تنمي شيئاً للفرد أو تثقفه أو يفيده ,أي لا تسمن ولا تغني من جوع ولكن إهتمام البعض بها يفوق كل شيء .الألعاب ليست من الضروريات بقدر ماهي كماليات أحياناً كثيرة تصبح ضروريات ويخرج عن طبيعتها التي صنعت من أجلها ياتي -القات- في مقدمة "الكيف والكماليات التي تهدر ميزانيات الاسر اليمنية بشكل مبتذر فية ". وفقاً لاحصائيات رسمية ان نحو ستة ملايين دولار يوميا بـ 175 إلى 200 مليون دولارسنوياً، متداوله في سوق"القات" باليمن, حتى أن بين 50 و60 في المائة من  اليمنيون يقبلون على استهلاك هذه النبتة.

"لم يتوقع صانع الشطرنج أن لعبته هذه سوف تصبح عند البعض كل شيء وأهم شي " بهذه العبارة بدأ- محمد على كرات- حديثه عن الفراغ وطرق ملئه. وأضاف ,خريج كليه الاداب,قائلا: التسلية ليست كل شيء فهناك أشياء أكثر أهمية مثل "الدراسة التخصصه اوالقراءة او البحث عن عمل".لكنه مالبث ان قال:فرص العمل في اليمن اصبحت محدوده.

كلنا يملأ وقت فراغه بالشيء الذي يريده والشيء الذي يرغب فيه .ولكنه الشعور الذي وجد الخريجين انفسهم عنوه جزاء منه.

عندما بادرت بسؤال عدد من الشباب في أماكن مختلفة كيف وبماذا تقضي وقت فراغك بعد تخرجك من الجامعة ؟

إجابات مختلفة وردود كثيرة انحسرت معظمها بين "القات والانترنت ومشاهدة التلفاز والتسكع واللعب" بجميع أنواعه لتبقى أداة المعرفة والعلم "القراءة"في آخر اهتماماتهم أو إنها احياناً لا توجد.وقبل هذا كله زيارة مكتب الخدمة المدنية, بين فينة واخرى .

 

الصورة : شباب جامعي بيتسم لعدسة الكامراء

عدد القراءات : 4416
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات