احدث الاخبار

الموسيقى الشرقيه ومؤسسها فى مصر

الموسيقى الشرقيه ومؤسسها فى مصر
اخبار السعيدة - كتب - وجيه ندى*         التاريخ : 06-09-2010

صوت فنان عبقري جميل أصيب بمرض فتحول صوته العذب الجميل إلي حشرجة هو المطرب والملحن الفنان"محمد عثمان"الذي ولد سنة 1855كان محمد عثمان منافسا قويا للمطرب القدير عبده الحامولي وكان من شدة جمال أدواره التي يلحنها كان عبده الحامولي يغنيها بصوته والمشهود له بالتفوق,وايضا حبه الشديد لالحانه.

في سنة 1894 علم محمد عثمان أن اختراعا حقيقيا ظهر في أوربا وأمريكا اسمه الفونوغراف وان هذا الاختراع قادرا أن يلتقط صوت المطرب ويعيد استماعه مره أخري .. فكر محمد عثمان .. لقد ضاع صوته .. كيف يسجل أدواره العظيمة وينقلها إلي المستمعين علي وجهها الفني الصحيح، ويحفظها من الضياع لذلك استدعي تلميذه المطرب الكبير عبد الحي حلمي وقال له : أوصيك يا عبد الحي إذا جاء اختراع الفونغراف إلي مصر أن تسجل دورين علي الأقل من أدواري هما قدك. أميرالاغصان . وقد ما احبك زعلان منك واختاره القدر

وجاءت شركات الأسطوانات إلي مصر بعد موته بأربعة سنوات 1904فنهض عبد الحي حلمي للوفاء بالوعد الذي قطعه لأستاذه محمد عثمان، وبادر بالاتصال بشركات الاسطوانات وسجل اغلب ادوار الفنان الراحل وساعده فى هذه المهمه عازف الكمان سامى الشوا والذى كثيرا ما كان يقول ان صوته اعجوبه اما عن ادواره الغنائيه فان دور قدك أميرالاغصان وكلام هذا الدور أقرب إلي الفصحى لان مؤلفه شاعر فصيح هو إسماعيل صبري باشا الملقب في عصره بشيخ الشعراء، وكان أمير الشعراء شوقي يعرض عليه شعره عندما كان في بداية نشأته الأدبية.. اختار محمد عثمان لهذا الدور مقام البياتي واستخدم معظم تراكيبه وخلاياه النغمية من جنس نهاوند النوي ، وكرد الحسيني، ومزج بينهما مزجا رائعا في إطار مقام البياتي وكان يعتز بهذا الدور بشكل خاص غير أنه كان يطمح إلى الجديد والابتكار ، فبدأ بتنقيح التراث وتثبيت أشكاله وإضافة ما يمكن إليه من إبداعاته وساعده فى ذلك إمكانياته الصوتية الهائلة ، إلى أن تولى محمد عثمان والشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب مهمة تلحين الدور فاستقر على ما أصبح عليه حتى مقدم سيد درويش فى القرن العشرين وكان الخديوى اسماعيل من المعجبين بصوته واصطحبه للغناء فى الآستانة عاصمة الدولة العثمانية فانتهز الفرصة للتعرف أكثر على الموسيقى التركية ومقاماتها وأشكالها ، كما سافر إلى البلاد العربية فتعلم نغمات استخدمها فى أدواره الجديدة فأضاف لها مذاقا جديدا ، وعلى غير ما توقع فإن النغمات المصرية التى مزجها بها جعلت أدواره ذات مذاق جديد على الأتراك أيضا فراجت فى تركيا كما فى مصر بالاضافه لصوته والذى يتمتع بقوته فى جمال ومتسع المساحة فى غير استعارة ، وكان صوته شديد الجاذبية عظيم التأثير وتعاون معه الشاعر الشيخ محمد الدرويش وقدم الكثير من اعماله لصديقه الفنان محمد عثمان ومن اهم ادواره ياللى معاك روح الامل من مقام البياتى على روحى انا الجانى من مقام جهار كاهطول ياليل من مقام بياتى حظ الحياه بدع الحبيب من مقام جهار كاهوقدم له الشاعر اسماعيل صبرى العديد من قصائده ومنهم لسان الدمع من مقام عراقالحب اصله فين مقام بياتى وغيرهم حبيت جميل من مقام شورى اعشق الخالص لحبكلسان الدمع افصح من بيانى حظ الحياه كادنى الهوى من مقام النهاوند يا ما انت واحشنى من مقام حجاز كاراصل الغرام نظره من مقام الراست وجددى يا نفس حظك فى البعد يا ما غنت لطلعته البلابل انا اعشق فى زمانى عشنا وشفنا سنين من مقام دالانشين والتى غناها بمناسبة الثوره العرابيه وقد ما احبك زعلان منك ومن الموشحات اتانى زمانى وكللى يا سحب هات يا ايها الساقى وعاش محمد عثمان فى تبارى مع عبده الحامولى فى حلبة سباق الابداع والابتكار حتى بلغ هذا التسابق الفنى ان احدهما لا يرى منقصه بمكانته حين يغنى دور زميله وكان على الساحه ايضا من الملحنين ابراهيم القبانى ويوسف المنيلاوى ومحمد سالم العجوز وغيرهم وقد غنى اعمال الموسيقار محمد عثمان الكثير من الاصوات الغنائيه ومنهم مارى جبرانالسيد درويش محمد السبع الشيخ احمد ادريس اسماعيل شبانه وابراهيم حموده وداوود حسنى وفتحيه احمد واجفان الامير وصباح فخرىوسيد مكاوى ومحمد الحلو ومحمد عبد الستار وكذا فرق الموسيقى العربيه فى دار الاوبرا وايضا الفرق الخاصه وقد انجب فى حياته ابراهيم والذى حافظ على تراث والده بترديده وغنائه امام ميكرفون الاذاعه والحفلات اما ابنه الثانى فهو عبد العزيز والذى اشتهر فى الساحه الفنيه باسم (عزيز عثمان) وعن عمر يناهز ال 45 عام فقط يغادر عالمنا الموسيقار محمد عثمان فى 19-12-1900 رحمه الله رحمة واسعه

المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيـــه نـــدى

وللتواصل 0106802177 wnada13_zamnalfn@hotmail.com
عدد القراءات : 2692
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات