احدث الاخبار

أكبادنا و مبيداتنا الواقع المر والحلول من أ. د. محمد سعد عبد اللطيف

أكبادنا و مبيداتنا الواقع المر والحلول من أ. د. محمد سعد عبد اللطيف
اخبار السعيدة - القاهره ( مصر) - خاص         التاريخ : 19-07-2010

نتيجة للتقدم الكبير في الانتاج الزراعي لسد أفواه الاعداد المتزايدة من البشر قامت الدول وبخاصة العربية بدعم المبيدات حتى وصل ما يخص الفرد 4 دولارات لدعم المبيدات في العام كما ذكر في اخر احصائية لجمهورية مصر العربية , وأسهمت المبيدات الزراعية ( حشرية - فطرية - حشائش - قوارض - قواقع - نيماتودا .... ) في زيادة الانتاج الي معدلات عالية عما قبل الا ان اثار هذه التنمية عادت باثارها السيئة على سلامة وامن الغذاء وصحة الانسان والبيئة حيث تركت المبيدات اثارها في الغذاء والمياه والتربة وخاصة نتيجة لدعمها مما ادى الي الاستخدام المسهب وبكم زائد من المبيدات من كل المجموعات ( كلورنية - نيتروفينولية - كاربا ميت - بيرثرويد - مبيدات معدنية )

- ثلوث التربة بالمبيدات

50 % من الكمية المرشوشة من المبيدات تبقى في التربة مما ادى الي تلوثها بكميات هائلة وكبيرة من مختلف الانواع من المبيدات , وخطورة تلوث التربة بالمبيدات يرجع الي بقاء المبيدات في التربة لعدة سنوات بينما نفس المبيدات تبقى على سطح النبات لمدة 21 - 30 يوم حيث توجد في التربة بقايا مبيدات كما وجد في مصر حيث وجدت اثار من مادة د. د.ت DDT التي منع استخدامها منذ 20 عام الي الان في حين ان بقايا مبيدات اللندين والديلورين تبقى في التربة 13 سنة وبقايا الاندرين والهبتاكلور توجد في التربة 15 سنة وذلك لمقدرة معادن ومركبات التربة العضوية على إدمصاص بقايا المبيدات والاحتفاظ بها وتتراكم في التربة

اثر بقايا المبيدات بالتربة

اهم الاضرار التي تسببها بقايا المبيدات بالتربة هو الضرر الخطير على النباتات الغذائية النامية في جميع مراحلها (مرحلة الانبات - مرحلة نمو الجذور والاجزاء الخضرية والاثمار ) وتمتصها الجذور الي داخل النبات فيصعب إزالتها منها وذلك بالاضافة الي التاثير على خصوبة التربة نفسها ( التاثير السام للمبيدات على الكائنات الحية الدقيقة وحيوانات التربة المسؤلة عن خصوبة التربة وتحلل المواد العضوية ) والتاثير الضار الذي يحدث بسبب وصول بقايا من المبيدات بالتربة الي المياه الجوفية ومياه الصرف الزراعي التي تستخدم في ري النباتات

تلوث الاغذية بالمبيدات

1- تلوث خارجي نتيجة رش المبيدات مباشرة على النباتاتحيث توجد بقايا منه على السطح وجزء من المبيدات يتخلل الانسجة السطحية لداخل النبات

2- تلوث داخلي نتيجة لامتصاص النبات بقايا المبيدات من التربة وتنتقل الي جميع اجزاء النبات بلا استثناء كما ذكرنا ان DDT الذي منع استخدامه منذ اكثر من 20 عاما يوجد اثار منه في التربة الي الان ويصل الي النسجة الحيوانية والالبان والبيض حيث تتراكم فيها بقايا المبيدات فلا تخلو عينة لبن او بيض او لحوم من بقايا المبيدات حتى في لبن الامهات المرضعات وجدت اثار د د ت DDT والذي مصدره الاساسي التربة وعلى الرغم من تعرض المنتجات المصنعة من الالبان واللحوم والبيض والخضر والفاكهة الي درجات عالية خلال عمليات التصنيع المختلفة

فان بقايا المبيدات وجدت في هذه المنتجات حيث لم تفلح اي طريقة للتخلص من هذه البقايا سواء الغسيل او السلق او ظروف التصنيع المختلفة

3- اوضحت عملية مسح للمواد الغذائية المختلفة ( خام او مصنعة ) على مستوى مصر والدول العربية احتواء معظمها على بقايا المبيدات سواء الخضر او الفاكهة - البان او البان مجففة - لحوم - اسماك - حبوب

4- متوسط ما يتناوله الانسان العربي من بقايا المبيدات من خلال غذاؤه اليومي او مع الماء الذي يشربه يفوق في كثير من الاحوال الحد الاقصى اليومي الماخوذ من بعض المبيدات والذي حددته who / fao لمختلف المبيدات

5- من اكبر المشاكل التي تواجه تصدير الحاصلات الغذائية هو ومحتواها المرتفع من بقايا المبيدات الذي في احوال كثيرة يفوق الحد الاقصى المسموح به في الكيلو جرام الواحد منها في بعض الحاصلات الزراعية

6- تلوث المسطحات المائية بالرش المباشر بالطائرات فتنقلها الرياح للمياه وايضا صرف مياه الصرف الزراعي في الانهار والبحيرات ادى الي تلوث الاسماك

الخطورة الصحية لبقايا المبيدات بالاغذية على صحة الانسان

اوضحت نتائج المسح الصحي الحقائق التالية

1- هناك علاقة بين الاصابة بالفشل الكلوي والكبدي والسرطان وبقايا المبيدات التي يتناولها الانسان مع الاغذية

2- بقايا المبيدات التي تم رصدها في معظم البان الامهات المرضعات يشكل خطورة على الاجيال القادمة مما قد يساهم في ارتفاع عدد حالات الاجهاض والاطفال المشوهين

3- تم رصد بقايا المبيدات في انسجة المخ والعظام والدم والكلى والكبد وخاصة في الاجنة داخل بطون الامهات التي لم يكتمل نموها بعد مما ساهم في تشوه الاجنة

4- هذه المبيدات لها خاصية احداث الطفرات Mutation في تغيير الصفات الحيوية لخلايا جسم الانسان والحيوان حتى لو تم تناولها بكميات ضئيلة ضمن الخضروات والفاكهة والمحاصيل الزراعية

5- كثير من منتجي الاغذية المصنعة يعتقد انه طالما اان بقايا المبيدات في الاغذية لا تزيد عن الحدود القصوى المسموح بها فانه يمكن تصنيعها ولا تسبب ضرر لمستهلك ولكن كثير من مظاهر التسمم من ارهاق وعرق وارتفاع في درجة الحرارة او الرغبة في القئ والاسهال والاعتلال الصحي ما هو الا مظاهر التسمم الكميائي وفي حالة عدم ظهور التسمم الكيمائي فان الجسم عادة ما يقوم بتخزين بقايا المبيدات التي لايمكنه هدمها او اخراجها حتى يصل تركيزها بالتراكم يوما بعد يوم الي التركيز الضار الذي قد يصل بالانسان الي الفشل الكلوي والكبدي و السرطان ودلالة ذلك هو احتواء الدم على اثار مبيدات منع استخدامها منذ سنوات مما يؤكد تخزينها على مر الايام والسنين

الملوثات الكيماوية الزراعية الاخرى

الاسمدة الكيماوية التي توفرها وتدعمها الدول بهدف زيادة الانتاج ادت الي تلوث شديد للتربة والمياه السطحية ( الشرب - الري ) المياه الجوفية ومياه الصرف الزراعي بالاسمدة الكيماوية المختلفة التي تستخدم بغزارة في التربة وخاصة الاراضي المستصلحة جديدا لرفع خصوبتها مما اثر عكسيا على صحة النبات والاسماك والحيوانات وعلى الانسان الذي يتناول هذه الاغذية ومنتجاتها ولم يقتصر الامر على بقايا الاسمدة الكيمائية وانما هناك منظمات النمو والهرمونات التي ترش على النباتات وتضاف للعلائق الحيوانية لزيادة سرعة نموها وسرعة انضاج المحصول كل ذلك له انعكاسات على صحة الانسان المستهلك النهائي لهذه المنتجات

بقايا المبيدات في الخضر والفاكهة

- جميع الاراضي الزراعية القديمة تحتفظ بكميات كبيرة من المبيدات والتي يمتصها او يدمصها النبات عبر الجذور ( حتى ولو كانت غير قابلة للذوبان في الماء ) ويصعب الحصول على عينة نبات خالية من بقايا المبيدات

- مياه الري ( خاصة المخلوطة بمياه الصرف الزراعي ) تضيف للنبات وللتربة المزيد من بقايا المبيدات

- الخضر الجذرية والدرنية على وجه الخصوص اكثر احتواءا على بقايا المبيدات من الخضروات الورقية حيث تواجدت بها بقايا مبيدات استخدمت من عشراتا السنوات ومنع حاليا استخدامها لخطورتها الشديدة على صحة الانسان

- معظم المزراعين ينقصه الوعي والمعلومات في استخدام المبيداتواسلوب الرش حيث يستعملونه بغزارة واسهاب وبعض منهم لا يتوانى في استخدامن المبيدات حتى الممنوع منها للوصول لاعلى انتاجية وربحية دون ادراك منه او بادراك خطورة ذلك على صحة الانسان حتى ان بعض المزراعين يجمع المحصول في نفس يوم الرش كما يحدث مع الفراولة او ثاني او ثالث يوم من الرش كما يحدث مع الخيار والكنتالوب حيث لاتزال الطبقة السطحية من هذه الزراعات ملوثة بالمبيدات لانه معروف علميا ان الحصاد لا يتم الا بعد قضاء فترة زمنية معينة من اخر رش بالمبيدات وهذه الفترة تختلف حسب نوع المبيد المستخدم ويتم خلالها اكسدة بقايا المبيدات من على سطح الزراعات وهنا لابد من دور ارشادي من الجهات المعنية

- غسل الثمار والخضروات بالماء مع صابون سائل مخفف وبوسائل التطهير الاخرى فانة يمكن التخلص من كمية كبيرة من بقايا المبيدات بالانسجة الداخلية والذائبة في جدر الخلايا حيث لا يزال بالماء فقط وذلك لان المبيدات لا تذوب في الماء ( تذوب في الكيروسين والمذيبات العضوية وفي الزيوت والدهون )

- الاخطار الكبرى من التسمم بالمبيدات تحدث عند الاستهلاك الطازج للخضر والفاكهة لان عمليات الغسيل لا تزيل كل بقايا المبيدات ولكن بتصنيع هذه المواد الخام فان عمليات التصنيع تقلل لحد كبير من بقايا المبيدات التي تحتويها

- الخضروات الورقية والطماطم والخيار والفلفل ترش بكميات هائلة من انواع مختلفة من المبيدات وبطريقة مبالغ فيها حتى يضمن المزارع منتج ذو شكل مقبول وتزداد عمليات الرش عند زراعة هذه الخضروات في الصوب

عدد القراءات : 4953
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات