احدث الاخبار

سفير اليمن لدى بكين : العلاقات اليمنية الصينية تشهد تطوراً وازدهاراً على كافة المستويات

 سفير اليمن لدى بكين : العلاقات اليمنية الصينية تشهد تطوراً وازدهاراً على كافة المستويات
اخبار السعيدة - جوانزو (الصين) - حاوره - عبد الرحمن مطهر         التاريخ : 22-06-2010

أكد سعادة السفير عبد الملك المعلمي سفير بلادنا لدى جمهورية الصين الشعبية عمق وتطور علاقات التعاون الثنائية اليمنية الصينية والتي تشهد ازدهاراً  في مختلف المجالات ,وقال السفير المعلمي في لقائنا معه على هامش الاحتفال بتدشين شركة الخطوط الجوية اليمنية خطها الجديد إلى جوانزو وافتتاح مكتبها هناك  بأن ما يميز هذه العلاقات هي المواقف الثابتة والسياسات الواضحة لدى قيادتي البلدين الصديقين تجاه مختلف القضايا ..مشيرا بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين ارتفع العام الماضي الى حوالي ثلاثة مليارات وأربعمائة مليون دولار نتيجة لتطور هذه العلاقات وتميزها كما تحدث السفير المعلمي عن العديد من المجالات الأخرى خلال اللقاء التالي.

علاقات متينة ومتميزة

بداية ما تقييمكم لمدى تطور العلاقات الثنائية بين اليمن وجمهورية الصين الشعبية الصديقة ؟

في البدء نرحب بكم هنا في جوانزو وحقيقة أنا سعيد جداً اليوم لتدشين أول رحلة من اليمن إلى الصين عبر شركة الخطوط الجوية اليمنية والتي لا شك ستفتح آفاقاً  جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين ،هذه العلاقات التي احتفلنا في العام 2006أثناء زيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للصين بمرور خمسين عاما عليها ،وفي العام 2008م زار اليمن نائب الرئيس الصيني وقد نتج عن هذه الزيارات  الرفيعة توقيع العديد من الاتفاقيات والبرتوكولات الثنائية وأيضا هناك توجهات ورغبة صادقة لدى قيادتي البلدين الصديقين لتطوير التعاون الثنائي باعتبار أن العلاقات اليمنية الصينية بعد مرور خمسين عاما عليها قد وصلت إلى مرحلة النضج ،فاختبرت مواقف البلدين الصديقين في فترات مختلفة وفي قضايا مختلفة وكانت العلاقات تنمو وتزدهر من فترة إلى أخرى وخير دليل على تطور هذه العلاقات تلك المواقف اليمنية الثابتة  والداعمة والمؤيدة لجمهورية الصين الشعبية في مختلف القضايا ، وكذلك المواقف الثابتة والداعمة من قبل الصين للجمهورية اليمنية ولوحدتها واستقرارها ،كما أدى ذلك إلى تطور العلاقات الاقتصادية والتنموية والتي تترجم من خلال إنشاء العديد من المشاريع التنموية في مختلف مناطق الجمهورية كمصانع الغزل والنسيج في صنعاء وفي عدن وأيضا من خلال الطرق الإستراتيجية التي نفذها الجانب الصيني في بلادنا كخط صنعاء ـ  الحديدة  وأيضا طريق عدن ـ  المكلا وغيرها من المشاريع في مجال الطرقات وأيضا مبنى وزارة الخارجية اليمنية في العاصمة صنعاء وكذلك المكتبة الوطنية وأيضا جسر الصداقة في العاصمة صنعاء والذي يعتبر أول جسر ينفذ في العاصمة صنعاء وهو أيضا جسر لامتداد وعمق العلاقات اليمنية الصينية ، وكذلك الزيارات الطبية الصينية المتتالية الى اليمن أيضا لا ننسى أن السفارة الصينية في العاصمة صنعاء كانت هي السفارة الوحيدة التي لم تغلق أبوابها أثناء حصار السبعين يوما على العاصمة صنعاء بالرغم أن معظم السفارات وأيضا الأجهزة الحكومية انتقلت إلى مدينة تعز مما يدل على عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.

مواقف ثابتة وداعمة

سعادة السفير ما الذي يميز المواقف الصينية بالنسبة لليمن وأيضا بالنسبة للقضايا العربية ؟

ما يميز الأصدقاء الصينيين هو أن مواقفهم ثابتة وسياستهم واضحة ، لهم مواقف ثابتة ومؤيدة لوحدة اليمن واستقراره وتنميته ،واليمن لا شك يقابل هذه المواقف باحترام كبير واليمن أيضا لها مواقف ثابتة تجاه القضايا الصينية ومؤيدة للصين في مختلف المحافل الدولية ، وأيضا العلاقات العربية الصينية في تطور مستمر ،وبالمناسبة عقد في شهر مايو الماضي الاجتماع الرابع للمنتدى العربي الصيني والذي عقد في مدينة (تين جن) وصدر عن هذا الاجتماع وثيقة هامة جدا تسمى وثيقة (تين جن)نسبة للمدينة التي عقد فيها هذا الاجتماع لوزراء الخارجية العرب ووزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وبرعاية من القيادة السياسية الصينية ومن رئيس وزرائها، وهذه الوثيقة هي وثيقة تعاون استراتيجي ،الأمر الذي لا شك سيفتح آفاقا واسعة للتعاون العربي الصيني وأعتقد أن هناك أربعة عشر مجالاً رئيسياً سيتم التعاون فيها وستتفرع هذه المجالات إلى فروع ومجالات جديدة ، وهذه المجالات هي الصناعة والتعدين والطاقة والكهرباء والثقافة والتعليم وغيرها من المجالات ،لهذا نتوقع أن تشهد المرحلة القادمة مزيدا من النمو والتطور والازدهار على مستوى العلاقات الثنائية بين اليمن والصين وأيضا على مستوى المجموعة العربية والصين.

امتداد لجسور التواصل

كيف تنظرون إلى وصول الخطوط الجوية اليمنية إلى الصين ؟

وصول الخطوط الجوية اليمنية إلى الصين أيضا يأتي في إطار تطور وازدهار هذه العلاقات كما أن اختيار مدينة جوانزو تحديدا فيه رمزية بالغة الأهمية وهي أن هذه المدينة تحتضن أكبر جالية عربية وهي الجالية اليمنية التي يصل عددها إلى حوالي ثمانية آلاف مغترب بالإضافة إلى التجار اليمنيين الذين يأتون إلى هذه المدينة باستمرار ، الجانب الآخر أن مدينة جوانزو هي مدينة تجارية واقتصادية وكثيراً ما تقام المعارض التجارية في هذه المدينة ،كما تعتبر مدينة جوانزو من المدن الصينية التي انفتحت على العالم منذ وقت مبكر وبالتالي أصبحت مدينة ذات حركة ونشاط اقتصادي وتجاري متنام ، ونحن اليمنيين كان قديما لدينا طريق الحرير واليمنية دشنت هذا الطريق بأسلوب حديث وجديد لذلك سيفتح هذا الخط آفاقاً واسعة لتبادل الزيارات وللسياحة خاصة أن هناك العديد من المناطق السياحية والمواقع التاريخية والأثرية التي تمتاز بها اليمن والتي تعتبر فرصة واعدة للاستثمار ,سيتيح أيضا لليمن الترويج لهذه الفرص بفاعلية أكبر في سوق السياحة الصيني هذا السوق الذي شهد خلال السنوات الأخيرة تطورات كبيرة.

برامج استثمارية واعدة

ماذا لو تحدثنا عن حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين الصديقين اليمن والصين ؟

حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين دائما في تطور ففي العام الماضي 2009م وصل إلى حوالي ثلاثة مليارات وأربع مائة مليون دولار فاليمن تستورد اغلب السلع الاستهلاكية من الصين وتصدر إليها الطاقة بشكل رئيسي وأيضا الأسماك والأحياء البحرية  ،وبالنسبة للجانب الاقتصادي هناك تطور ملحوظ في هذا الجانب وهو ينمو سنة بعد أخرى وحاليا هناك تعاون مشترك بين البلدين من خلال السفارة اليمنية في بكين والسفارة الصينية في صنعاء لاستقطاب عدد من أصحاب  رؤوس الأموال والمستثمرين الصينيين للاستثمار في اليمن ،وحقيقة هناك تفاهم كبير حول هذا الجانب وخلال الأيام القلية القادمة هناك برنامج مشترك سأقوم به أنا وسعادة السفير الصيني في صنعاء والذي يجيد اللغة العربية بشكل جيد وذلك  لتفعيل هذا الجانب وللتعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة في اليمن وفي مختلف المجالات ،هذا البرنامج سينفذ في الصين وفي اليمن أيضا ولاشك سيأتي بثمار طيبة بإذن الله.

دراسات وتحضيرات واسعة

هل سيتم خلال تنفيذ هذا البرنامج التوقيع على بعض الاتفاقيات؟

حقيقة حتى الآن لم يتم تحديد ما هي الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها أو المشاريع التي ستنفذ ،  ولكن هناك دراسات وتحضيرات واسعة تمت في هذا الجانب وبإذن الله ستترجم هذه الدراسات إلى مشاريع مشتركة تخدم عملية التنمية في البلدين الصديقين.

تفوق الطالب اليمني

ماذا بالنسبة للطلاب اليمنيين المتواجدين في الصين ؟

الطلاب اليمنيون المتواجدون هنا في الصين يحظون بكل رعاية واهتمام وعددهم يصل تقريبا إلى حوالي خمسمائة طالب في مختلف المجالات العلمية والمعرفية وهم نوعان بعضهم يدرسون هنا من خلال التبادل الثقافي والبعض الآخر على حسابهم الخاص وفي الواقع الصين اليوم أصبحت وجهة رئيسية للطالب اليمني وأيضا الطالب العربي بشكل عام وذلك نتيجة التطور الكبير الذي شهدته الصين خلال السنوات الأخيرة ،وحقيقة الطالب اليمني متفوق بطبيعة الحال ويترك انطباعا جيدا وكنا في العام الماضي في مسابقة علمية لجميع الطلاب الأجانب المتواجدين في الصين في اللغة العربية وفاز فيها الدكتور عمار البعداني والطالب اليمني كما ذكرت متفوق في مختلف المجالات ، الأمر الذي يعطي انطباعا جيدا عن الطالب اليمني في الجامعات الصينية والمكتب الخاص بالبعثات الطلابية للأجانب مما يشجعهم على تقديم المزيد من المنح الدراسية للطلاب اليمنيين في الدراسات العليا.

هندسة وطب

ما هي المجالات التي يقبل على دراستها الطالب اليمني في الصين ؟ 

هناك مجالان رئيسيان هما مجال الهندسة والمجال الثاني الطب وأعتقد أن هذين التخصصين مهمان جداً بالنسبة إلى اليمن وهذا يعود للسياسة الصينية التي تقدم هذه الفرص الجيدة لليمن بحكم العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين..

إنجاز بحجم الإعجاز

كيف تنظرون إلى حجم التطور والانجازات التي تحققت في هذا البلد خاصة أنها تحققت في فترة وجيزة؟

أعتقد أن التجربة الصينية جديرة بالوقوف أمامها جيداً لأن ما تحقق في هذا البلد خلال الثلاثين عاما الماضية يكاد يكون إعجازاً ،خاصة أني عرفت هذا البلد جيداً منذ أن درست فيه دراستي الجامعية في السبعينيات وكان حينها وضع الصين متخلفاً كثيرا ولكن من خلال السياسة الحكيمة التي اتبعت خلال الثلاثين عاما الماضية تم تحقيق العديد من الانجازات والتطورات الهائلة في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والتنموية والعمرانية وفي الإدارة ،وكما نلاحظ أن الجامعات الصينية اليوم تعتبر من أرقى الجامعات العالمية ولهذا نجد أن هناك إقبالاً كبيراً عليها من قبل العديد من الطلاب الأجانب سواء كانوا عرباً أو آسيويين ومن أوروبا أيضا .

ذكرت سعادة السفير في حوار سابق أن نصفك يمني ونصفك الآخر صيني لهذا ما الذي تحقق على يدكم كسفير للجمهورية اليمنية في إطار تطوير وتعزيز هذه العلاقات ؟

 نعم أنا ذكرت ذلك وما زلت أكرر ،أما ما تحقق فهو ما ذكرت لكم من تطور كبير لعلاقات التعاون الثنائية بين البلدين الصديقين وارتفاع حجم التبادل التجاري والاقتصادي ،مع العلم أن هذا لا يحسب لشخصي كسفير لليمن لأن العمل هو بطبيعة الحال عمل جماعي وإرادة سياسية من قيادتي البلدين ،كما أن السفير نشاطه محدود والطلاب اليمنيون والتجار ورجال الأعمال هم السفراء الحقيقيون لليمن والذين يعكسون سمعة طيبة عن اليمن من خلال تفوقهم ونجاحهم في أعمالهم..

اكتشافات واعدة

هل هناك آفاق للتعاون اليمني الصيني في مجال الصناعات النفطية والاستخراجية خاصة أن اليمن واعدة في هذا المجال ؟

<< نعم هناك عدد من الشركات الصينية التي تعمل في مجال الاستكشافات النفطية في اليمن وحاليا هناك مناطق جديدة سيتم الإعلان عنها قريبا للاكتشافات النفطية وبالتالي ستكون هناك فرصة كبيرة للشركات الصينية الراغبة للاستثمار في هذا المجال والدخول في التنافس مع الشركات العالمية الأخرى الراغبة الدخول في ذلك أيضا..

سلع بمستويات عديدة

من الملاحظ أن المستهلك اليمني لديه انطباع عام بأن السلع الصينية اقل جودة؟

في الواقع الصين اليوم أصبحت مصنع العالم وإذا أتيحت لكم فرصة أن تزوروا بعض المناطق الصناعية في الصين وستجدون أنها فعلا مصنع العالم يأتي إليها التجار من مختلف دول العالم من آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا لشراء ما يحتاجون إليه أما مسألة الجودة فهناك عدة مستويات وهي المستويات الجيدة والمتوسطة والرديئة وبالتالي تقع المسؤولية على التاجر اليمني الذي يبحث عن المستويات الرديئة وليس على مصدر السلعة.

إعادة للتوازن العلمي

أخيراً هل ترون في تقديركم أن تطور الصين وازدهارها يصب في صالح العرب ؟

أعتقد أن نمو الصين وتطورها ايجابي للسلم العالمي ولإعادة التوازن من جديد ،والقرار هنا لدى العرب ما هي الرؤية التي يمكن أن يسلكها العرب وما هي الجوانب التي ستحقق قضاياهم العادلة ومصالحهم الحيوية وأعتقد أن ظهور الصين بهذا الحجم مهم جدا للعرب ولمختلف شعوب العالم.

 

* الصورة نقلا عن سبأ

المصدر : الجمهورية
عدد القراءات : 7927
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات

انا زوجه طالب واتمنى ان اكمل التعليم في الصين علما بان زوجي سوف ياتخرج من الجامعة بعد سنتين وانا اريد ان ادرس طب وحالاتنا في اليمن متعبه فهل من مغيث ارجوكم سعدوني علما اني متفوقه.