احدث الاخبار

اليمـن والصين تواصل مستمر لبناء جسور الصداقة والتعاون

  اليمـن والصين تواصل مستمر لبناء جسور الصداقة والتعاون
اخبار السعيدة - جوانزو (الصين) - عبد الرحمن مطهر         التاريخ : 22-06-2010

كم كنت محظوظا عندما كنت ضمن الوفد المرافق لتدشين أول رحلة لشركة طيران اليمنية إلى جمهورية الصين الشعبية وتحديدا إلى مدينة جوانزو تلك المدينة التجارية والاقتصادية المنفتحة على العالم حيث دشنت اليمنية خطها الجديد إلى هذه المدينة الرائعة في السابع من الشهر الجاري. لم أكن أتخيل أن الصين وصلت إلى هذا المستوى من التقدم والتطور والازدهار الاقتصادي الكبير ،وأيضا التطور الكبير لمستوى احترام الإنسان لمجرد أنه إنسان ،وقد أيقنت أننا مقبلون على مدينة في غاية التطور والجمال منذ هبوط طائرة اليمنية في مدرج مطار جوانزو والذي كان عبارة عن جسر ،وتحته تماما جسر آخر لمرور السيارات

تاريخ المدينة

عرفت جوانزو قديما باسم كانتون,و هي مدينة عريقة تقع في جنوب الصين . تعتبر الآن عاصمة مقاطعة جواندونغ، .في القرن التاسع عشر قبل الميلاد كان يقطنها سكان أصليون أقاموا علاقات تجارية مع سكان منطقة نهر يانغتسي .ثم تغير اسمها إلى الاسم الحالي جوانزو ، عندما قام سو تشوان مؤسس ولاية “وو” خلال فترة الممالك الثلاث بتقسيم جيوزاو إلى جاوزاو و جوانزو لغرض تسهيل إدارة المنطقة.و في عام 1921 تم تـأسيس حكومة مدينة كوانزو و تم اعتماد هذا الاسم لها. و منذ ذلك الحين ماتزال مدينة جوانزو مدينة مزدهرة و ميناء مزدحماً لا يهدأ ليلا و لا نهارا..قديما كانت جوانزو نقطة انطلاق طريق الحرير البحري. و خلال عهد تشينغ كانت جوانزو اول ميناء تجاري تفتح للخارج و كان السبب في ذلك كونها أفضل منطقة متقدمة في الصين في ذلك الوقت.لقد كانت جوانزو موطن الثوار و الحركات المناهضة للحكومات في التأريخ الحديث.و كانت نقطة انطلاق ثورة موزادونغ الثقافية.

تحتوي المدينة على آثار تاريخية عظيمة و بعضها مصنف ضمن التراث العالمي ,كما يوجد فيها بعض الآثار الإسلامية و العربية.لعل أهمها مسجد سعد بن أبي وقاص ،كما تعتبر اليوم قاعدة اقتصادية و تجارية عملاقة و يوجد فيها 5 مناطق اقتصادية متطورة.

السكان

تعتبر مدينة كوانزو-guangzhou محببة جدا لدى الشعب الصيني . .قديما كانت جوانزو نقطة انطلاق المهاجرين الصينيين إلى الخارج. و يشكل السكان الوافدون من المناطق الاخرى 35 % ووفقاً لآخر الإحصاءات في عام 2006 بلغ تعدادها السكاني حوالي عشرة ملايين نسمة واليوم يبلغ عدد سكانها الأصليين حوالي ستة عشر مليون نسمة بالإضافة إلى الآلاف من التجار الوافدين اليها من مختلف أقطار الأرض استقروا فيها منذ سنوات عديدة .

المواصلات

تعتبر جوانزو اكبر ميناء في الصين, و ترتبط ب 500 ميناء تجاري في 170 دولة,كما تمتلك شبكة مواصلات حديثة وكبيرة جدا تتمثل في شبكة المترو والباصات والسكك الحديديـة ومطار جوانزو الدولي..الخ.

جسور عديدة ومبان شاهقة

كما تمتاز مدينة جوانزو كغيرها من المدن الصينية بالجسور الممتدة لمرور السيارات حيث مررنا بباص فندق الجاردن من المطار الى مبنى الفندق في رحلة استغرقت حوالي ساعة كاملة فوق جسر واحد لذلك لاحظنا أن المدينة تمتاز بالجسور الممتدة التي تسير السيارة عليها لساعات وما شد انتباهي هو أن الجسور تمر أيضا تحت المباني الشاهقة ،وأيضا بجوار أسطح بعض المباني بالرغم أنها مبان مرتفعة وتتكون من عدة طوابق ..

المناخ

مناخ المدينة شبه مداري و متوسط درجة الحرارة طوال السنة 23 درجة، تعتبر المنطقة حارة خاصة خلال هذه الفترة فترة الصيف ،ويؤكد العديد من أبناء الجالية خاصة الأخ نبيل الجندي بأن أفضل الأشهر للسفر إليها هي ما بين ديسمبر و أكتوبر.

مدينة الشاي

تعتبر الصين هي أول بلد عرف الشاي وطور زراعته وأنواعه وأساليب شربه وتقديمه بشكل يمزج بين عراقة التقاليد والحداثة والحاجة اليومية.في منتصف القرن الثالث عشر تعلم الصينيون معالجات الشاي بطرق مختلفة وفقا لنوع الشاي و جودته . ينقسم الشاي إلى درجات مختلفة طبقا لموسم حصاده , مكان حصاده و جودة المعالجة به وتوجد في المدينة العديد من المطاعم والمقاهي التي تعمل على بيع الشاي والذي يصل سعر الكوب منه في بعض الأحيان إلى أسعار خيالية جدا وذلك وفقا لدرجة ونوعية الشاي وفائدته العلاجية .

تشجير ونظافة

ومن الجوانب التي لفتت انتباهنا خلال هذه الزيارة ذلك الاهتمام الكبير بتشجير الشوارع والأحياء في مختلف مناطق المدينة وكذلك مستوى النظافة الموجودة وقد عرفت من بعض اليمنيين المتواجدين فيها وأيضاً من صاحب المطعم بأن المخلفات تباع فعلى سبيل المثال المطاعم تبيع مخلفاتها بحوالي خمسة آلاف ايوان صيني في الأسبوع الواحد لذلك ليس هناك مجال لرمي المخلفات إلى الشارع لأنها ثمينة في المقام الأول ويعاد تدويرها من جديد للاستفادة منها في مختلف المجالات ، هذا المشهد تحديدا جعلني أفكر في حجم المبالغ الكبيرة التي تنفقها بلادنا للنظافة والتي أيضا مازالت غائبة.

حركة تجارية متنامية

لاحظنا خلال هذه الزيارة القصيرة أن مدينة جوانزو تنام مبكرا فمن حوالي الساعة التاسعة ليلا تبدأ تخف الحركة وعند الاستفسار عن ذلك علمنا أن الصينيين ينامون باكرا ويصحون أيضا باكرا ليوم عمل جديد حيث يبدأ العمل لديهم منذ الصباح الباكر وحتى حوالي السادسة مساء،ورغم تواجدنا في الصين بلاد المليار والأربعمائة مليون شخص لم نلاحظ أي ازدحام أو تجمعات سواءً للمواطنين أو للسيارات، كما لم نسمع قط مزامير السيارات الجميع يسير في خطوط منتظمة للغاية ، الإنسان والاهتمام به هو ابرز ما تعمل عليه الحكومة الصينية ،كما لاحظنا أن مدينة جوانزو تمتاز بوجود العديد من المكاتب التجارية الخاصة بشحن البضائع والتواصل مع المصانع وأيضاً هناك العديد من المطاعم العربية قد يكون أشهرها على الإطلاق مطعم سبأ المعروف بمطعم شيبا في شارع شابيلو لصاحبه علي محيي الدين وأيضا هناك مطعم الرافدين وأيضا العديد من المطاعم العربية السورية واللبنانية والعراقية وغيرها.

مقتطفات

الأستاذ عبد الحافظ السمة أمين عام مجلس الوزراء ورئيس الوفد أعجب كثيرا بالمدينة وبجمالها وأيضاً بهدوئها بالرغم من حركتها الدائمة ، كما أعجب بها أيضاً الأستاذ طارق عبد الواسع هائل سعيد رئيس مجلس إدارة المتحدة للتأمين خاصة أن هذه هي الزيارة الأولى له إلى الصين كما اكتشفنا انه من هواة رياضة المشي إلى جانب الأستاذ احمد جمعان مدير عام شركة جمعان للتجارة والاستثمار

ـ الأخ منير جحوش نائب المدير العام للشؤون التجارية والأخ عبدالله قاسم مدير اليمنية في جوانزو وكذلك الأخ صدام الجائفي ونبيل الحيدري المسئول الإعلامي باليمنية كانوا جميعا كخلية النحل التي لا تهدأ وذلك لإخراج الحفل الفني والخطابي الذي نظمته اليمنية بمناسبة تدشين خطها الجديد إلى الصين وفتح مكتب لها هناك في أحسن حلة وفعلا نال الحفل استحسان جميع الضيوف الحاضرين.

عدد القراءات : 7961
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات