خطفانكو للاستثمار
تتسبب حوادث الاختطافات بالكثير من الإحراج للحكومة، ليس فقط مع العالم الخارجي، بل على المستوى الداخلي أيضا، باعتبار أن الخاطفين في أغلب الأحيان يخرجون رابحين، لدرجة أن البعض بات يعتقد أن لغة الاختطافات تكاد تكون اللغة الوحيدة التي تجذب أنظار الحكومة، فتبحث عن وسيط لمرضاته، وتتراشاه، وترمي له "جيهان الله"، وتدفع له مبلغا قد يصل إلى مائة مليون ريال.
لا يجب أن نستغرب إن استيقظنا في أحد الأيام لنسمع إعلانا عن جائزة الدولة التشجيعية للخاطفين، على اعتبار أن الخطف تحول إلى مهنة تدر الأموال والأرباح، والحكومة هي التي تدفع. ولأنها تدفع مرة ومرتين، فإن الاختطاف سيتكرر لتدفع مرة ثالثة ورابعة وخامسة.
لا يستبعد أيضا أن نسمع في القريب العاجل إعلان تأسيس شركة "خطفانكو للخطف الدولي والمحلي بجميع أنواعه" وهي شركة قبلية يمنية متخصصة.
شركة "خطفانكو" تهني الرئيس أوباما بالفوز في الانتخابات، وتنتهز هذه المناسبة لتعلن تخفيضات تصل إلى عشرين في المائة في أسعار المختطفين الاميركان.
"خطفانكو" تشكر الحكومة الهولندية على الاهتمام الذي توليه بالأبقار، وتعلن تخفيضات عالية في أسعار الهولنديين المختطفين.
تود "خطفانكو" أن تعلن للجمهور الكريم في كافة أنحاء العالم أنها لن تتعامل مع الحكومة اليمنية في أي مفاوضات، لأنها تدفع بالريال، وعليه تعلن "خطفانكو" عن حاجتها لوكلاء مفاوضين لدى الاتحاد الأوربي وحلف الأطلسي والأمم المتحدة، على أن يتم الدفع بالدولار واليورو.
يسر "خطفانكو" أن تتقدم بأرق التهاني وأحر التبريكات لشعب كوريا الشمالية بمناسبة إطلاق الصاروخ الفضائي، ونحيطكم علما بأننا ماضون في اختطاف كل كوري جنوبي يثبت تورطه في اللجنة السداسية.
عزيزي السائح، دليل الخاطفين يغنيك عن الدليل السياحي. معنا تجد ما يسرك. نذبح لك كل يوم خروفا.
يسر وزارتي السياحة والداخلية أن تعلنان عن حاجتهما لسياح "كوماندوز" مزودين بنظام أمان ذاتي، ويفضل اصطحاب ما لا يقل عن ستة "بودي غارد".
بمناسبة هبوط الريال اليمني تعلن "خطفانكو" للجمهور اليمني الكريم تخفيض خمسة في المائة من فئة المختطفين من الدرجة الثالثة (مهندسين، مزارعين، عمال) على أن تدفع الحكومة كاش وما فيش تقسيط، وممنوع الدين وكلمة بعدين.