احدث الاخبار

تحذير من تناول مضادات الأكسدة الدوائية

تحذير من تناول مضادات الأكسدة الدوائية
اخبار السعيدة - إعداد - أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 21-05-2010

مضادات الاكسدة وعلاقتها بامراض الجسم أهمية مضادات الأكسدة إن كل خلية من خلايا جسم الإنسان الذي يتكون من حوالي تريليون 1.000.000.000.000 خلية تعاني من حوالي 10.000 هجمة من الجذور الحرة في اليوم الواحد . وهذا الهجوم يتركز في الغالب على المادة الوراثية ومن إحدى نتائج هذا الهجوم هو زيادة معدل التطفر . ويتراوح معدل تكرار التطفر الخلوي لدى الأشخاص المتقدمين في السن بحوالي 9 أضعاف مقارنة بالأطفال ، وهذه الطفرات تزيد من خطورة حدوث السرطان . بالإضافة إلى ذلك فإن الأغشية الخلوية والبروتينات والدهون تتعرض أيضاً للهجوم بواسطة الجذور الحرة وعلى مدى سبعين سنة اعتيادية من عمر الإنسان ، فإن الجسم يولد ما يعادل حوالي سبعة عشر طناً ( 17.000 كيلو جرام ) من الجذور الحرة . لذا فإن جسم الإنسان يحتاج إلى دفاعات فعالة مضادة للأكسدة في كل الأوقات .

ماهى . الجذور الحرة؟

الجذور الحرة بالتعريف : هي ذرات أو جزيئات غير مستقرة وتتفاعل بسرعة مع مركبات أخرى محاولة اقتناص ما ينقصها من الكترونات لتصل إلى الثبات الكيميائي.

وعادة ما تهاجم الجذور الحرة أقرب جزيء ثابت إليها آخذة الكتروناتها التي تحتاجها . وفي هذه الحالة تتحول الجزيئات المهاجمة والتي فقدت الكترونا إلى جذور حرة تبحث عن الإستقرار بادئة سلسلة من التفاعلات تتفاقم لتهاجم غشاء الخلية الحية ومكوناتها وحتى جزيء الـ DNA .

الدور الرئيسي لمضادات الأكسدة :

إن الدور الرئيسي الذي تلعبه مضادات الأكسدة يتلخص في منع تضرر مكونات الخلية نتيجة للأكسدة، وعلى هذا فقد اقترح بعض الباحثين أن تناول مضادات الأكسدة وفقاً لنظام غذائي منتظم من شأنه أن يقلل من مدى هذا الضرر، وبالتالي خطر الإصابة بالمرض. ولقد كان هذا سبباً في إثارة الاهتمام بالإمكانيات الوقائية الكامنة في العناصر الغذائية التكميلية المحتوية على مضادات الأكسدة.

الحقيقة أن استهلاك مضادات الأكسدة التكميلية في الدول المتقدمة أصبح منتشراً على نطاق واسع. وأكثر من ثلث البالغين في الدول المتقدمة يتناولون الآن أقراصاً مضادة للأكسدة، وهذا أسهل كثيراً من تناول الفواكه والخضراوات. ولكن هل تكون الفوائد الناجمة عن تناول الأقراص كالفوائد المترتبة على تناول الفواكه والخضراوات؟

كما هي الحال مع أي تدخل علاجي، فإن أكثر الأدلة إقناعاً ومباشرة على الفعالية الوقائية لمضادات الأكسدة التكميلية يتطلب إجراء تجارب إكلينيكية عشوائية مضبوطة. ومثل هذه التجارب تستبعد المشاكل المتعلقة بسجل المشاركين الغذائي وتضبط التأثيرات المترتبة على العوامل الملتبسة، سواء المعروف منها أو غير المعروف.

حتى الآن، تم إجراء العديد من الدراسات للتحقق من التأثيرات المفيدة المفترضة في مضادات الأكسدة التكميلية. ولكن على الرغم من أن نتائج الدراسات الخاصة بالأمراض الوبائية كانت إيجابية على نحو يكاد يكون متماثلاً، إلا أن نتائج التجارب السريرية (الإكلينيكية) ظلت غير حاسمة إلى حد كبير.

حتى أن القائمين على إجراء التجارب اضطروا إلى إنهاء بعضها قبل انتهائها بعد ملاحظة تأثيرات سلبية واضحة لمضادات الأكسدة التكميلية. والحقيقة أن الأدلة القوية المتاحة حالياً تدعونا إلى التشكك في التأثير الوقائي للأقراص المضادة للأكسدة. فهي على النقيض من الاعتقاد السائد، قد تكون ضارة، وقد تؤدي إلى تفاقم خطر الوفاة بين الأشخاص الذين يستخدمونها.

هناك العديد من التفسيرات المحتملة لهذه التأثيرات السلبية الناجمة عن استهلاك مضادات الأكسدة التكميلية. أولاً، تبين أن الجزيئات الضارة المسماة بالشق الطليق (مؤكسدات الخلايا)، والتي تقاومها مضادات الأكسدة، تقوم بوظيفة حيوية ثنائية. فمؤكسدات الخلايا يتم إنتاجها بصورة متواصلة في كل الخلايا كجزء من العمل الطبيعي للخلايا. وهي بتركيزات معتدلة تعمل كوسائط أساسية لازمة للتفاعلات التي تتخلص بها أجسامنا من الخلايا غير المرغوبة.

وبالقضاء على مؤكسدات الخلايا في أجسامنا، نكون بذلك قد تدخلنا في الآليات الدفاعية اللازمة للتخلص من الخلايا المتضررة، بما في ذلك الخلايا السرطانية. وهذا يعني أن المواد المضادة للأكسدة قد تلحق الضرر بالناس أيضاً. وبينما تحتوي أنظمتنا الغذائية على مستويات آمنة من مضادات الأكسدة، إلا أن تركيزاتها العالية الموجودة في الأقراص التكميلية قد تشكل خطورة واضحة.

والحقيقة أننا لا نستطيع أن نجزم بالكميات أو التركيزات من مضادات الأكسدة التي قد توفر الحماية. كما أن الكميات اللازمة منها تختلف باختلاف الأفراد. فالأشخاص المعرضون لظروف ترتفع فيها نسب المواد المؤكسدة قد يحتاجون إلى كميات مرتفعة من مضادات الأكسدة.

فضلاً عن ذلك فإن مضادات الأكسدة التكميلية التي يتم تناولها عن طريق الأقراص عبارة عن مواد مُـخَـلَّقة وغير متوازنة كيميائياً مقارنة بمضادات الأكسدة الموجودة في الطبيعة. كما أن مضادات الأكسدة التكميلية ليست خاضعة لنفس دراسات السُـمِّية الدقيقة الصارمة التي تخضع لها المستحضرات الصيدلانية الأخرى. فما زلنا نفتقر إلى المعلومات الكافية حول كيفية تمثيل أجسامنا لهذه المواد وكيفية تفاعلها فيما بينها. ونتيجة لهذا فما زال من غير الواضح ما إذا كانت الجرعة، أو مدة الاستخدام، أو تناولها مع مواد أخرى في نفس الوقت قد يحدث اختلافات في التأثير الناجم عنها.

من غير الواضح أيضاً ما إذا كان ارتفاع مستويات المواد المؤكسدة يشكل مسبباً أولياً أو ظاهرة ثانوية للأمراض المزمنة وعملية الشيخوخة. ففي أغلب الأمراض التي تصيب البشر يكون الإجهاد الناتج عن الأكسدة مجرد عَـرَض. وعلى هذا فلا ينبغي لنا أن نبالغ في التأكيد على الارتباط بين الإجهاد الناتج عن الأكسدة وبين المرض.

ما زلنا نواجه العديد من الفجوات في تعرفنا على الآليات التي تعمل بها مضادات الأكسدة التكميلية. ويتعين علينا أن نتصدى لحل القضايا الأساسية المرتبطة بمدى كفاءة وسلامة استهلاك جرعات مرتفعة نسبياً من مضادات الأكسدة التكميلية. وما زلنا بحاجة إلى التعرف على المزيد من نتائج التجارب السريرية الحالية وإجراء المزيد من الدراسات حتى نتمكن من تحسين معارفنا في هذا السياق. (1)

وباستعراض دراسة جديدة نشرت في فبراير 2007في مجلة جاما الطبية المرموقة (JAMA) فقد قام مجموعة من الباحثين بمراجعة الأبحاث التي نشرت وتعرضت لتأثير تناول مضادات الأكسدة على الصحة(حوالي 180ألف شخص) وتوصلوا إلى نتائج مهمة جدا قد لا توافق هوى من يروجون لمضادات الأكسدة.

أظهرت النتائج أن تناول فيتامين A وفيتامين E وبيتا كاروتين قد يزيد من احتمالات الوفاة مقارنة بالذين لم يتناولوا مضادات الأكسدة السابقة. ولم تظهر الدراسة أي تأثير إيجابي أو سلبي لفيتامين C ومادة السيلينيوم.

وحتى تظهر دراسات أخرى حول تأثير مضادات الأكسدة انصحكم بعدم تناولها أخيرا، ما سبق بطبيعة الحال لا ينطبق على مضادات الأكسدة الطبيعية كالفواكه والخضروات وعصائرها الطبيعية للأصحاء 4-6 كوب يوميا(2)

وتعمل مضادات الأكسدة على منع تكوين أو منع تأثير أصناف الأوكسجين والنيتروجين الفعال الناشئين داخل الجسم واللذين يؤديان إلى أضرار في الأحماض النووية ( وحدات المادة الوراثية ) والدهون والبروتينات والجزئيات الحيوية الأخرى . وتصنف المادة المضادة للأكسدة بأنها تلك المادة التي لديها القدرة على تثبيط الجذور الحرة ، لذا فإن القليل من المادة المضادة للأكسدة لا بد أن يفقدها الجسم . كما أن القليل من جزئيات مضادات الأكسدة داخل جسم الإنسان مثل بعض الإنزيمات تكون غير كافية لمنع هذا الضرر تماماً ، لذلك فإن الأطعمة المحتوية على مضادات الأكسدة تكون مهمة في الحفاظ على الصحة . وقد أثبتت العديد من الدراسات أن بعض العناصر الغذائية لها أهمية كمضادات للأكسدة مثل فيتامين (هـ ) و ( ج ) والكاروتينيدات والفلافنويدات(وهي مركبات عديدة الفينولات وتعمل على منع تأكسد الخلايا الحية، وهي تتوافر بكميات جيدة في الخضروات والفواكه، وبخاصة أوراق الشاي وتعمل هذه المركبات على طرد المواد المسرطنة من داخل الخلايا وتحطيمها ومن ثم حماية هذه الخلايا من خطر السرطان)

وصبغات النبات الأخرى . كما وجد أن بعض مضادات الأكسدة يمكن أن تظهر تأثيراتها المفيدة خارج الجسم أيضاً مثل ما يحدث في عملية حفظ الأطعمة .

إن إزالة الجذور الحرة بواسطة مضادات الأكسدة تبدو مهمة لصحة وحياة الإنسان ومع ذلك ، فإننا لا يمكن أن نعيش بدون الجذور الحرة . فالجسم يستخدم الجذور الحرة لتحطيم الجراثيم ، بالإضافة إلى استخدامها لإنتاج الطاقة . ولكن المشكلة تكمن في أن معظم الناس يتعرضون لكميات كبيرة من الجذور الحرة ، وهذا ليس صحياً . ومع ذلك فإنه بإمكاننا تجنب العوامل التي تزيد من تعرضنا للجذور الحرة أو تزيد من إنتاج أجسامنا للجذور الحرة . فعلى سبيل المثال ، تزيد أشعة الشمس والأشعة السينية والتدخين بجميع أنواعه من إنتاج الجذور الحرة . ونظراً لأن طبقة الأوزون تقل في الجو ، فإننا نتعرض وباستمرار إلى طاقة أكثر من الأشعة فوق البنفسجية ، كما أن كثرة استهلاك الدهون والسكريات تحفز من إنتاج الجذور الحرة . كما يزيد الإجهاد وزيادة استهلاك الأكسجين خلال التمارين الرياضية العنيفة من إنتاجها . بالإضافة إلى أن معظم الجذور الحرة التي ينتجها الجسم تكون نتيجة التفاعلات الجانبية للاستخدام الاعتيادي للأكسجين لحرق الطعام لإنتاج الطاقة ولا يزال هناك العديد من الأمور لا يمكن أن نتحكم فيها . لذلك تقوم مضادات الأكسدة الغذائية في المساعدة على إعادة التوازن .

الحالات المرضية ذات العلاقة بالمواد المؤكسدة

عندما يزيد تعرض وسائل دفاعات الجسم إلى العوامل المؤكسدة وتصبح غير قادرة على معادلتها يطلق على هذه الحالة الإجهاد التأكسدي ، وهي عبارة عن حالة من عدم التوازن بين العوامل المحثة للتأكسد ( العوامل المؤكسدة ) والعوامل المضادة للأكسدة . وفي الحالة الطبيعية ، تكون العوامل المؤكسدة مثبطة بتأثير الدفاعات ضد الأكسدة ، أما في حالة إنتاج المواد المؤكسدة أو النقص في النظام الدفاعي فيمكن أن يخل هذا الاتزان ، مسبباً إجهاداً تأكسدياً .

الإجهاد التأكسدي وبعض الأمراض

أولاً : السرطان

يمثل السرطان مجموعة من الأمراض قد تسبب أعراضاً يظهر بعضها بعد سنوات عديدة والبعض الآخر بعد شهور . ويمكن علاج بعض أنواع السرطان أو التحكم فيها في حين يصعب علاج بعضها الآخر . ومع ذلك تتشابه جميع أنواع السرطان في أنها تنشأ من خلايا سليمة تتحول إلى خلايا سرطانية بحيث تفقد السيطرة على النمو والتكاثر

وقد لعب التغيير في نمط الحياة والسلوك الغذائي والعوامل البيئية المختلفة خلال العقود الثلاثة الماضية دوراً كبيراً في تزايد حالات السرطان ، وهذه العوامل أغلبها يمكن السيطرة عليها مثل الغذاء والتدخين وتعاطي الكحوليات والتعرض الزائد لأشعة الشمس والتعرض لمخاطر التلوث البيئي . وتدل أغلب الدراسات على أن حوالي 35% من إصابات السرطان سببها التغذية ، يأتي بعد ذلك التدخين ثم 30% نتيجة التعرض لمخاطر المهنة والكحول والتلوث .

آليات تأثير الغذاء على الجسم لإحداث السرطان

1- تلوث الأطعمة بمواد مسرطنة مثل الأفلاتوكسين أو مواد مشعة أو بعض العناصر المعدنية الثقيلة ( الزرنيخ ، الكروم ، النيكل ، الكادميوم ) والتي تتجمع مع مرور الوقت في جسم الإنسان ويكوون لها تأثير مسرطن .

2- استعمال مواد مضافة محظور ( ممنوع ) استعمالها . مثل مادة برومات البوتاسيوم والتي استعملت تجارياً منذ سنة 1923م كمادة إضافية مبيضة ومساعدة على النضج ، بمعنى أن الدقيق (الطحين) حديث الطحن الذي يميل لونه إلى الصفرة ينضج مع طول مدة التخزين ويتحول ببطء إلى اللون الأبيض. ولهذه المادة ( برومات البوتاسيوم ) خاصية زيادة سرعة التبيض والمساعدة على النضج في وقت أقل مما يوفر نفقات التخزين وكذلك يجنب الخطورة الناتجة من التخزين كالحشرات والقوارض والتلف . وتضاف مادة بروات البوتاسيوم للعجائن فتؤدي دور العامل المؤكسد في عجينة الخبز حيث تعمل على زيادة مرونة العجينة . وقد ظهر أخيراً أن مادة برومات البوتاسيوم لها تأثير مسرطن سام للجينات ( نواقل العوامل الوراثية ) لذلك حذفت هذه المادة سنة 1992م من قائمة المضافات الغذائية المسموح بها التي يتم إصدارها ومراجعتها دورياً من لجنة من الخبراء في مجال المضافات الغذائية في منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة التابعين لهيئة الأمم المتحدة . وقد تم حذف مادة برومات البوتاسيوم من المواصفة القياسية المستحدثة والخاصة بمواصفات الدقيق..

3- احتواء بعض الأغذية طبيعياً على مواد مسرطنة فإلى جانب ما تحتويه الأغذية من عناصر غذائية أساسية للإنسان ، فإن بعض الأغذية تحتوي على بعض المركبات الكيميائية السامة والضارة بصحة الإنسان ، وهذه المواد المسرطنة تم تخليقها طبيعياً في الأغذية ، حيث لم يتم إضافة أي من هذه المركبات إلى الأغذية خلال مراحل الإنتاج أو التصنيع ، التي تتعرض لها بعض أنواع الأغذية . وهذه عبارة عن مجموعة متباينة من المركبات الكيميائية التي تختلف في تركيبها وصفاتها وتأثيرها الضار الذي يؤدي إلى بعض المخاطر الصحية للإنسان .

4- اتباع عادات أو سلوكيات غذائية خاطئة في إعداد وتحضير وطهو وتناول الأطعمة كالتالي :

أ – تؤكد الدراسات الحديثة وجود علاقة بين الإفراط في تناول الدهون وارتفاع نسبة الإصابة ببعض الأمراض السرطانية عند الإنسان وخصوصاً سرطان القولون والثدي والبروستاتا . وقد بنيت هذه الدراسات على المقارنة بين نسبة الدهون في الطعام وعدد الحالات السرطانية ، فمثلاً تبين من الإحصائيات أن عدد المصابين بسرطان القولون وسرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية يفوق بكثير عدد المصابين به في اليابان . وبإجراء مقارنة بين نسبة الدهون في طعام سكان الولايات المتحدة الأمريكية ونسبتها في طعام اليابانيين ، اتضح أن الفرد في أمريكا يحصل من 40إلى 45% من سعراته الغذائية من الدهون ، بينما يحصل الفرد الياباني على حوالي 15إلى 20% فقط . وهذا يوضح العلاقة بين ارتفاع نسبة الدهون في الطعام وتزايد الإصابة بهذه الأمراض السرطانية . كذلك أجريت دراسات أخرى للمقارنة بين بعض الدول المتقدمة والتي تستهلك نسبة عالية من الدهون مثل هولندا وبريطانيا والدنمارك وبعض الدول النامية التي تستهلك نسبة منخفضة من الدهون مثل تايلاند والفلبين وكولومبيا حيث تبين وجود علاقة واضحة بين مقدار ما تتناوله المرأة من الدهون ونسبة الإصابة بسرطان الثدي .

ب- الإفراط في تناول اللحوم المشوية والمدخنة ، فالمعروف أن عملية شي اللحوم وخصوصاً الغنية بالدهون تؤدي إلى تحلل لبعض المواد العضويــة ( الموجودة بها ) إلى مواد ذات حجم جزييء أصغر نتيجة لتعرضها لدرجة حرارة عالية . وهذه المواد الكيميائية الناتجة معروفة بتأثيرها المسرطن على حيوانات التجارب . لذلك ينصح المختصون بعلوم الغذاء والتغذية بعدم تناول اللحوم المشوية على الفحم بصورة يومية وخصوصاً الدسمة منها . هذا بالإضافة إلى أن الاحتراق غير الكامل للفحم يؤدي إلى ظهور السخام والذي ثبت تأثيره المسرطن على الجلد عند دهانه على جلد حيوانات التجارب .

ج- تناول الألياف وخصوصاً الألياف غير الذائبة مثل السليلوز والهيميسليلوز والتي لا يمكن هضمها وأغلبها بواسطة الإنسان ، ولكن الحيوانات المجترة وآكلات الحشائش تستفيد منها بدرجة كبيرة وذلك نظراً لوجود ميكروب طفيلي يوجد بصورة طبيعية في جهازها الهضمي وبدوره يطلق إنزيم يقوم بتكسير روابط الألياف في أمعاء ومعدة الحيوانات المجترة وآكلات العشب . وترجع أهمية الألياف للإنسان إلى قيامها بوظيفة ميكانيكية تثير بخشونتها الحركة الدودية للأمعاء فتؤدي إلى سهولة مرور وتليين الكتلة البرازية في الأمعاء ، فيقل حدوث الإمساك وتقصر المدة التي يمكثها ومايؤول من فضلات في الأمعاء . وهي بذلك تقلل من امتصاص الدهون وأملاح المرارة كما تقلل من إمكانية تحلل هذه المركبات في الأمعاء وتحولها إلى مواد مسرطنة ، مما يقي من بعض أنواع السرطانات وخصوصاً سرطان القولون .

د- تكرار استخدام الزيوت المستعملة في القلي حيث إن الأكسدة الناتجة من تكرار القلي تؤدي إلى ظهور العديد من المركبات المسرطنة الضارة بالجسم . وقد تم عزل ما يزيد على 200 مركب طيار من زيوت مسخنة إلى 185 درجة مئوية أثناء القلي العميق في الزيوت ، وقد وجد أن زيادة مدة تسخين الزيت تزيد من تحلله . وتختلف نواتج أكسدة الزيوت بالتسخين باختلاف نوع الزيت ودرجة الحرارة ومدة التسخين ووجود الهواء والمعادن من نحاس وحديد ونسبة الرطوبة . ويزيد من سمية الزيوت المؤكسدة محتواها من متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة الذائبة في الدهون . وقد وجد أن إضافة زيوت جديدة إلى زيوت القلي المستعملة يؤدي إلى عدم الاستفادة التامة لهذا المزيج من الزيوت حيث إن زيت القلي المستعمل قد تلف بواسطة الأكسجين والحرارة والضوء ، مما غير من لونه وقوامه ورائحته وخواصه . وإعادة استعمال الزيوت للقلي عدة مرات يضر بالمعدة والكبد والصفراء نتيجة لفقد الفيتامينات ولتكون مواد ضارة . لذلك يجب عدم إعادة استعمال الزيوت للقلي عدة مرات وأن يكون قلي الأطعمة في درجة حرارة أعلى من 140 درجة مئوية وأقل من 180 درجة مئوية حتى لا تفقد طعمها وتمتص زيتاً كثيراً وحتى لا تتكون قشرة صلبة تمنع من قلي الطعام جيداً . ويجب الإسراع في تصفية الزيوت بعد القلي لأن الفضلات تسرع في تلف الزيوت ، كما يجب إزالة الأجزاء المتكربتة من مكان القلي حتى لا يبدو الطعام متسخاً .

5- تناول أو استعمال نباتات تسبب تهيجاً في الأنسجة مثل الزيت المستخرج من بذور حب الملوك الذي يستعمل في إحداث سرطان الجلد في حيوانات التجارب ، كذلك زيت التربنتين وزيت الاترجية اللذان يحتويان على مواد مهيجة للجسم .

وتفيد العديد من الدراسات بأن زيادة تناول الخضراوات الخضراء والصفراء وفاكهة الموالح ( الحمضيات ) قد تقي الإنسان من بعض أنواع السرطان وقد يرجع ذلك إلى احتوائها على كمية من مضادات الأكسدة من الفيتامينات مثل فيتامين ( ج ) وفيتامين ( هـ ) وطلائع فيتامين ( أ ) والتي يطلق عليها ( بيتا – كاروتين ) . ويمكن لبعض العناصر الغذائية المحتوية على مضادات الأكسدة أن تحمي ضد سرطان من خلال آليات خلافاً لخواصها المضادة للأكسدة . فعلى سبيل المثال : يمكن أن تنشط الكاروتينيدات من الوظيفة المناعية وزيادة التواصل الخلوي عبر المماسات الخلوية ، وكل هذه التأثيرات ربما لها علاقة بالوقاية من السرطان .

ثانياً : أمراض القلب والأوعية الدموية

تؤكد الإحصائيات في الثلاثين سنة الماضية زيادة معدل الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية ، كتصلب الشرايين والذبحة القلبية ، والسكتة الدماغية ، والجلطة القلبية .

وقد يرجع السبب في زيادة حالات أمراض القلب والأوعية الدموية إلى التغير في النمط الغذائي كماً ونوعاً . فمثلاً كان متوسط السعرات الحرارية اليومية المستهلكة للفرد في سنة 1975 حوالي 1807 سعرات حرارية ، بينما وصلت خلال سنة 2008 إلى 3240 سعراً حرارياً يومياً وهذه الكمية الأخيرة من السعرات الحرارية تمثل 36% زيادة عن متوسط السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الفرد . هذا بالإضافة إلى مضاعفة تناول الدهون والشحوم والسكريات بمقدار أربع أضعاف خلال هذه الفترة الزمنية .

إن معظم أمراض القلب والأوعية الدموية تشمل تصلب الشرايين ، والتي تظهر نتيجة لزيادة سمك الطبقات الداخلية لجدار الشرايين . وعندما تتزايد الكميات المتراكمة من المواد الدهنية على الجدار الداخلي للشريان تؤدي إلى حرمان جزئي من تدفق الدم الذي يحمل معه الغذاء والأكسجين إلى المنطقة المصابة من العضو الذي يغذيه ، ومثالاً على ما سبق ، يؤدي الانسداد التام لأحد الشرايين التاجية إلى انقطاع إمداد الدم لجزئية القلب الذي يغذيه هذا الشريان ، مما يؤدي إلى السكتة القلبية . بينما قد يؤدي انسداد أحد الشرايين بالمخ إلى السكتة الدماغية .

وقد أجريت العديد من الأبحاث في السنوات الأخيرة لدراسة تأثير مضادات الأكسدة على أمراض القلب والأوعية الدموية ، حيث تفيد بعض النظريات الحديثة بأن عملية الأكسدة تلعب دوراً في مرض الأوعية القلبية بطريقتين ، تشمل إحداهما تطور تصلب الشرايين على المدى الطويل والأخرى تتضمن التخريب المفاجئ الذي يحدث خلال النوبة القلبية أو السكتة الدماغية . فالأكسدة التي تحدث بواسطة الجذور الحرة ، يمكن أن تساهم في نشوء تحطم الشرايين وذلك عن طريق تحويل الشحوم البروتينية منخفضة الكثافة الضارة إلى شكل متأكسد . حيث وجدت هذه الشحوم البروتينية منخفضة الكثافة المتأكسدة في جدران الشرايين المخربة . وقد لوحظ في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الدراسات الميدانية حدوث انخفاض يصل ما بين 20إلى 40% في أمراض الأوعية القلبية للأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من مضادات الأكسدة في الدم .

ثالثاً : الشيخوخة

يمكن تعريف الشيخوخة بأنها المرحلة التي تقل فيها مقدرة الفرد على تجديد خلاياه مما يؤدي إلى حدوث تغيرات عديدة لخلايا وأنسجة الجسم مثل ظهور اللون الأبيض للشعر وانكماش خلايا الجلد وبطء عملية التمثيل الغذائي للأطعمة وغيرها من التغيرات التي تحدث للجسم . وتعد الشيخوخة ظاهرة عامة ، ولكنها من الممكن أن تختلف بين الأشخاص والجماعات . والفروق في التغير المصاحب لتقدم العمر تحددها الوراثة جزئياً لكنها تتأثر جوهرياً بالتغذية وأسلوب الحياة والبيئة كالتعرض للمواد الضارة .

وتتميز الشيخوخة بعوامل كثيرة ، فكبار السن من نفس العمر الزمني يبدون مختلفين اختلافاً جوهرياً من حيث أعراض الشيخوخة الظاهرة على كل منهم . لذلك يقاس عمر الإنسان بمدى ظهور أعراض الشيخوخة ومن أهمها مدى سلامة الشرايين . ويمكن تصنيف الذين يشكون من أمراض في الشرايين وتتراوح أعمارهم ما بين 40-50 عاماً بأنهم ضمن الشيخوخة المبكرة ، بينما الذين يتمتعون بشرايين سليمة مع ضغط دم طبيعي ويمارسون حياتهم اليومية بصورة طبيعية ونشطة لا يمكن تصنيفهم تحت الشيخوخة بالرغم من أن أعمارهم قد تصل إلى السبعين أو الثمانين . بمعنى آخر أن العمر الزمني بالسنوات ليس من الضروري أن يطابق عمر الإنسان البيولوجي

وهناك عدة نظريات لظهور الشيخوخة أهمها تأثير الجذور الحرة على الخلايا والأنسجة التي تضعف من وظائفها مما يؤدي إلى ظهور الشيخوخة .

رابعاً الأمراض المرتبطة بالتدخين

ويعد تدخين السجائر أو الشيشة أو المعسل من السلوكيات المرضية التي غالباً ما تبدأ خلال مراحل المراهقة ، وتظهر آثارها السيئة على صحة الإنسان مع مرور الوقت . وقد أظهرت الأبحاث أن ما ينتج عن تدخين السجائر يحتــوي علـى ( 4000 ) مادة كيميائية مختلفة مثل : الجذور الحرة والمواد المحثة للتشوهات الجنينية والمواد المحدثة للسرطان . وأسباب الوفاة التي لها علاقة بالتدخين تمثل ( 90% ) من سرطان الرئة و ( 75 % ) من حالات التهاب القصبة الهوائية المزمن والنفاخ الرئوي و25% من أمراض القلب والأوعية الدموية . وحيث إن النيكوتين يزيد من لزوجة الدم فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تجلطات بالدم تؤدي إلى سكتات القلب أو المخ . كما يعمل النيكوتين على تضيق الأوعية الدموية مما يرفع ضغط الدم الشرياني الذي يؤدي إلى انفجار الشرايين وحدوث نزيف . ويزيد التدخين من حدة حالات الإنفلونزا ويقلل من مناعة الجسم ضد الأمراض ويزيد من سرعة الإجهاد ، ويمثل خطورة على الحامل والجنين . كما يعمل التدخين على إضعاف حاستي التذوق والشم ، ويزيد من الكمية التي يحتاجها الفرد من فيتامين ( ج ) للمحافظة على مستوى هذا الفيتامين في الدم . فإذا ما قورن مستوى الدم من فيتامين ( ج ) عند شخصين ، فسنجد أن مستواه في الدم لدى الشخص المدخن ( الذي يدخن أكثر من 20 سيجارة في اليوم ) أقل بحوالي 25%عنه في الشخص غير المدخن . إذ يؤدي تدخين السجائر إلى تقليل امتصاص فيتامين ( ج ) . والمعروف أن فيتامين ( ج ) له تأثير مضاد للأكسدة . كما أن تدخين السجائر يؤدي إلى تفاعلات التهابية موضعية حادة مما يؤدي إلى تجمع الخلايا الابتلاعية وزيادة إعادة فاعلية الأوكسجين النشط في أغشية الشعب الهوائية .

وقد تبين أن الأطفال المولودين لآباء مدخنين لفترات طويلة كانت لديهم معدلات مرتفعة من العيوب الخلقية والسرطانات التي تظهر في المرحلة العمرية المبكرة من حياة الإنسان . وهذه الاضطرابات قد تكون ناتجة عن زيادة التخريب التأكسدي لخلايا الحيوان المنوي بسبب المواد المؤكسدة في دخان السجائر . والمعروف أن التدخين يصاحبه انخفاض في عدد الحيوانات المنوية ويقلل من النوعية الجيدة منها . كما يكون مصاحباً لانخفاض مستويات الدم من فيتامين ( ج ) . وقد أظهرت مزودات فيتامين ( ج ) تحسينها لنوعية الحيوان المنوي لدى المدخنين بكثافة . وقد ظهر أن التناول العالي من فيتـامين ( ج ) يقلل أيضاً من التحطيم التأكسدي للحمض النووي في الحيوان المنوي .

خامساً : تعتيم عدسة العين

تعتبر أمراض العين ذات العلاقة بالسن من المشاكل الصحية الرئيسية في العالم . ففي البلدان المتقدمة تقنياً يعد علاج إعتام عدسة العين واحداً من أكثر نسب تكلفة العناية بالصحة للمسنين . أما في البلدان الأقل تقدماً فيعد السبب الرئيسي للعمى لدى كبار السن ، وقد تحدث عتامة العين لأسباب أخرى غير تغذوية وغير مرتبطة بالعمر مثل الجروح والالتهابات الفيروسية وبعض المواد السامة أو نتيجة عيب وراثي ( خلقي ) . ولكن يرجع معظم حالات تعتيم العين إلى التقدم في العمر . حيث يمثل الذين يعانون من عتامة العين في الولايات المتحدة الأمريكية فقط ( 5% ) في المرحلة العمرية ما بين 52 إلى 64 سنة . وتزيد هذه النسبة إلى 46% ) في المرحلة العمرية ما بين 75% إلى 85 سنة .

ويحدث إعتام عدسة العين عندما تتحول المواد الشفافة في عدسة العين إلى مواد معتمة . والمعروف أن معظم مادة العدسات تتكون من بروتينات ذات أعمار طويلة لا يمكن لها أن تفسد على مدى عقود من العمر الزمني للإنسان . ولكن مع كبر السن وعدم وجود تزويدات دموية مباشرة للعدسات ، فإن دخول العناصر الغذائية وإزالة الفضلات يتم بعملية انتشار بسيطة وبطيئة وغير فعالة . كما أن الأكسدة والتي تحدث عند التعرض لمستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية من المعتقد أنها السبب الرئيسي لتخريب بروتينات العدسة . وعندما تتأكسد هذه البروتينات فإنها تلتصق ببعضها البعض وتترسب ، محدثة تظليلاً لجزء من العدسة .

وتمتلك العين نظاماً دفاعياً يحميها من التخريب التأكسدي . وتعمل مضادات الأكسدة على تثبيط الجذور الحرة الضارة وكذلك الإنزيمات المحللة للبروتينات من خلال التقاط البروتينات المحطمة من العدسة . ومع ذلك ، فلا يمكن لهذه الأنظمة الدفاعية أن تتعايش دوماً مع التخريب التأكسدي . ونتيجة لذلك ، فإن البروتينات المتأكسدة قد تتراكم . وكلما تقدم الإنسان في العمر ، فإن الأنظمة الدفاعية تصبح أقل فاعلية ، ويصبح تخريب بروتينات العدسة غير قابل للعلاج .

وقد ربطت العديد من الدراسات الوبائية الحديثة التي أجريت في أمريكا وبعض الدول الأوروبية بين المتناول العالي أو مستويات الدم المرتفعة من عناصر مضادات الأكسدة والمعدلات المنخفضة من عتامة عدسة العين . وتفترض المحصلة الكلية للإثبات أن كلاً من مضادات الأكسدة الغذائية الرئيسية الثلاثة _ فيتامين ( ج ) وفيتامين ( هـ ) والكاروتينيدات – يمكن أن تكون ذات فائدة في التقليل من خطورة حدوث إعتام عدسة العين .

عدد القراءات : 8771
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
يثرب
أشكركم على هذا الطرح ولكن عندي سؤال مضادات الأكسدة الموجودة في الصيدليات هل هي أيضا ضارة ، وكذلك ماهي مضار بودرة الكولاجين إذا كنتم سمعتم عنهاحيث أنني أعاني من عدم توحد لون الجسم وسمعت أنها مفيدة.
ابو ساره
في النهايه هل يجب تناول مضاد الاكسده أم لا يجب و اذا كان الجواب نعم فهل هناك نوع أو أسم معين