احدث الاخبار

الحيوية بتناول مبشور قشر الموالح

الحيوية بتناول مبشور قشر الموالح
اخبار السعيدة - إعداد - إ. د محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 07-05-2010

يمثل وجود الشقوق الحرة داخل جسم الإنسان واحدًا من أكبر العقبات أمام الصحة الجيدة، والشقوق الحرة عبارة عن ذرة أو جزئ تحتوي على إلكترون مفرد على الأقل، وقد سجلت الدراسات الطبية أكثر من 120 سببًا تؤدي إلى تكونها داخل جسم الإنسان، يأتي في مقدمتها المسببات البيئية مثل: الأشعة المؤينة كالأشعة السينية التي تستخدم في التصوير الطبي، والتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، كما يحدث على الشواطئ، والأطعمة المقلية، والكحوليات، ودخان السجائر، كذلك العمليات الحيوية الطبيعية التي تحدث داخل الجسم.

كما أن بعض العناصر مثل الحديد والنحاس تدخل في تفاعلات كيميائية حيوية داخل الجسم تعرف بتفاعلات فينتونFenoton’s reactions وتؤدي إلى تكوين الشقوق الحرة. وتصل أيونات الحديد والنحاس إلى داخل الجسم نتيجة تلوث مصادر مياه الشرب بمخلفات الصرف الصناعي والزراعي، أو عن طريق النبات حيث تدخل مركبات النحاس في صناعة بعض المبيدات الحشرية.

والخطر الرئيسى الناتج عن الشقوق الحرة يكمن في التلف الناتج عن تفاعلها مع أهم مكونات الخلية وهو الحامض النووي «DNA»، أو مع جدار الخلية ما يؤدي إلى تدميرها وعدم قدرتها على القيام بوظائفها بالشكل المطلوب. وتؤدي الشقوق الحرة دورًا كبيرًا في الإصابة بالأمراض حيث تشير إليها أصابع الاتهام في الإصابة بأكثر من 50 مرضًا من بينها: السرطان، والشيخوخة المبكرة، وبعض أمراض العيون، والأمراض النفسية والعصبية، وتليف الكبد، وأمراض الدم، ومرض ويلسون Wilson’s disease (إفراز النحاس بتركيزات غير طبيعية وعدم قدرة الجسم على التمثيل الغذائي له فيتراكم في الكبد والمخ وقرنية العين).

توجد الجذور الحرة داخل جسم الإنسان في شكل صور أكسيجينية نشطة ومن أهمها: أنيون السوبر أكسيد، وشقوق الهيدروكسيل، وفوق أكسيد الهيدروجين. ومن المحتمل أن تكون شقوق الهيدروكسيل هي الأكثر تأثيرًا بين هذه الصور، بالإضافة إلى الشقوق الحرة الناتجة عن أكسدة الدهون التي تعتبر مسؤولة عن الإصابة بالأمراض الالتهابية وتصلب الشرايين والشيخوخة المبكرة.

الأنظمة الدفاعية

يعتمد الدفاع داخل جسم الإنسان ضد الشقوق الحرة على عدة أنظمة تتمثل في الإنزيمات والدفاعات الصلبة. أما الإنزيمات فهي عبارة عن بروتينات معقدة تفرزها الخلية الحية تقوم بتحفيز التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل الجسم ومن أهم هذه الإنزيمات إنزيم السوبر أكسيد ديسميوتيز، وإنزيم الكتاليز، والصورة المختزلة للجلوتاثيون. حيث تقوم هذه الإنزيمات بمعادلة الشقوق الحرة وتحويلها بعد سلسلة من التفاعلات الحيوية إلى نواتج آمنة على الخلايا مثل الماء والأكسجين.

أما الدفاعات الصلبة فأكثرها أهمية هي الصبغة السوداء المعروفة باسم الميلانين Melanin وهي عبارة عن جزيئات كبيرة الحجم تقوم بالارتباط بالعوامل المكونة للجذور الحرة مثل أيونات الحديد والنحاس فتثبط نشاطها، ومن المحتمل أن يكون الميلانين أقدم نظام دفاعي معروف ضد شقوق الأكسجين الحرة، حيث إن لها القدرة على معادلة هذه الصور، وللميلانين خواص فريدة فمن المعروف أن الميلانينات السوداء تعمل كواق من الأشعة فوق البنفسجية، حيث تمتص الكثير من الطاقة الضوئية الآتية من الضوء أو بعض الصور النشطة كيميائيًا وتحولها إلى حرارة، وهذا يفسر وجودها في المناطق الموصلة للطاقة مثل الجلد وشبكية العين. كما يعتبر الميلانين من أفضل المواد الممتصة للصوت وهذا يفسر وجودها كأجهزة واقية في الأذن الداخلية، كما أن لها القدرة على العمل كمفاتيح توصيل للإلكترونيات وتستطيع أن تختزن الطاقة الإلكترونية مثل البطاريات، وهذا يفسر احتمال وجودها في الأنسجة النشطة إلكترونيًا مثل المادة السوداء Substantia nigra الموجودة في الأعصاب، وإن كانت وظيفة الميلانين في الأعصاب غير معروفة على وجه التحديد مما دفع العالم G.C.Cotazias أن يقول: «لا أعتقد أن الله قد وضع حبيبات الميلانين في الجهاز العصبي المركزي عبثًا ولا بد أنها تفعل شيئًا وشيئًا كبيرًا». إلا أنه بتقدم العمر تضعف الأنظمة الدفاعية ويقل تركيز الإنزيمات فيصبح من الضروري إمداد الجسم بما يعرف بمضادات الأكسدة.

مضادات الأكسدة

من الأمثلة البسيطة على عملية الأكسدة ما يحدث عند قطع تفاحة وتركها معرضة للهواء فإنها تتحول إلى اللون البني، كما أن صدأ الحديد وتشقق المطاط وتلف الأغذية أمثلة شائعة لهذه العملية الطبيعية، والتي تؤدي إلى تحطيم جزيئات المادة، كما تؤدي الشقوق الحرة إلى حدوث مثل هذه العمليات التي تعتبر نقمة على الخلايا ومن ثم على الصحة العامة. وتنظر العلوم الطبية لعمليات الأكسدة على أنها السبب الابتدائي للشيخوخة. وأفضل دفاع ضد عمليات الأكسدة هو معادلة ومنع التأثيرات الضارة للشقوق الحرة باستخدام مضادات الأكسدة التي قد تكون صناعية أو طبيعية.

بالنسبة لمضادات الأكسدة الصناعية فإنها تدخل الجسم في صورة مضافات غذائية للسيطرة على عمليات الأكسدة الذاتية للدهون مثل جالات البروبيل، وبيوتيلاتدهيدروكسي أنيزول BHA وبيوتيلاتدهيدروكسي طولوين BHT، إلا أن مضادات الأكسدة الصناعية تعتبر سلاحًا ذا حدين، حيث إنها تنهي الشقوق الحرة وتتحول هي إلى شقوق حرة خطرة!!

أما مضادات الأكسدة الطبيعية التي تشتمل على بيتا كاروتين وفيتامينات C وE التي عرفت منذ فترة طويلة على أنها من أشهر مضادات الأكسدة الطبيعية. ويوجد مضاد بيتا كاروتين الذي يعتبر مولدًا لفيتامين A في الجسم في الفواكه والخضراوات ذات اللون الأحمر وبخاصة الجزر والفلفل والطماطم، بينما يوجد فيتامين في حبوب القمح والزيوت النباتية مثل: زيوت دوار الشمس، وفول الصويا، وبذرة القطن. وفي الخضراوات كالخس والكرنب، ويحتاج الجسم منه إلى 10 مجم يوميًا. ويعتبر فيتامين من بين مضادات الأكسدة الطبيعية خط الدفاع الأول ضد الجذور الحرة الناتجة عن أكسدة الدهون. أما فيتامين C فهو يوجد في الفاكهة والخضراوات الطازجة ويحتاج الجسم منه إلى 60 مجم يوميًا. وقد أثبتت الدراسات أن أمراض الأوعية القلبية تتناقص بنسبة 63٪، كذلك احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر (ضعف الذاكرة عند كبار السن) تتناقص بنسبة 70٪، كما تقل احتمالية الإصابة بالمياه البيضاء (فقدان عدسة العين لشفافيتها) عند الأشخاص الذين يحرصون على تناول أغذية غنية بفيتامين C وE.

والدفاع الأمثل ضد التأثير الضار للجذور الحرة هو إمداد ثابت من مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في المواد الغذائية عن طريق الأطعمة الصحية، حيث توجد في الخضراوات والفاكهة مركبات عضوية نباتية معقدة تعرف بالفلافونيدات الحيوية Bioflavenoids تتغلب على الجذور الحرة وتكون حاجزًا واقيًا مع مضادات الأكسدة الأخرى، وأشهر مصادر الفلافونيدات الحيوية الفيت جولدن و العنب والأناناس ومستخلص قشر الحمضيات مثل البرتقال والليمون واليوسفى المبشور وهي أهم وأكثر مضادات الأكسدة المعروفة فاعلية.

عدد القراءات : 3361
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات