احدث الاخبار

رنجة بمخلفات القمامة وفسيخ فاسد .. شم النسيم أحلي بدون تسمم

رنجة بمخلفات القمامة وفسيخ فاسد .. شم النسيم أحلي بدون تسمم
اخبار السعيدة - لهن - اسماء ابو شال         التاريخ : 05-04-2010

اعتاد المصريون منذ زمن الفراعنة الاحتفال بيوم شم النسيم مع بداية فصل الربيع ، هذا اليوم له طقوس خاصة لا تخلو من رائحة الأسماك المدخنة والمملحة النفاذة كالرنجة والفسيخ ، ورغم مخاطرها التي تعود إلى طرق إعدادها غير الصحية ، تحرص علي تواجدها معظم الأسر المصرية مع البصل الأخضر والخضروات بأنواعها.  

وتحسباً لأي إصابات حذرت وزارة الصحة المصرية من تناول الفسيخ نهائياً في شم النسيم كونه يمثل خطراً داهماً على الصحة قد تصل إلى إصابة الأشخاص بالشلل التام أو الوفاة ، وطالبت المواطنين بسرعة التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز لعلاج السموم عند ظهور أي أعراض مرضية خلال 24 ساعة من تناول الفسيخ.

تحضير غير آمن

وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور عبد الرحمن شاهين أن السموم الموجودة بالفسيخ لا يبطل مفعولها على الإنسان، إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة مائة درجة مئوية لمدة 10 دقائق مثل عملية القلي في الزيت ، مشيراً إلى أن أساس مشكلة التسمم الناتج عن أكل الفسيخ يرجع إلى طريقة التحضير، التي غالباً ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية لقلة الملح الموجود بالفسيخ ، بالإضافة إلى أن البعض يستخدم الأسماك الميتة الطافية على سطح الماء، التي عادةً ما تتعرض لأشعة الشمس وتتحلل وتصبح لها رائحة كريهة، ثم يضيفون عليها قليل من الملح ويطرحونها للبيع على أنها فسيخ بعد 3 أو 4 أيام.

ولفت أطباء الوزارة الانتباه إلى أن أعراض التسمم الأولى تظهر بعد 8 إلى 12 ساعة من تناول الفسيخ، وهى عبارة عن زغللة في العين وازدواجية في الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة في الكلام والبلع وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقي الجسم ، بالإضافة إلى ضيق في التنفس وفشل في وظائف التنفس التي من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.

وعن تفضيل المصريين تناول الأسماك في هذا الوقت من العام علي وجه الخصوص ، يخبرنا د. محمد سعد عبد اللطيف استشاري التغذية الصحية و العلاجية بجامعة القاهرة أن جذور هذا الأمر يرجع إلى عصر الفراعنة الذين كانوا يتناولون الأسماك في شهور حرف "الراء" وذلك في "يناير ، فبراير ، مارس ، أبريل" أما بقية الأشهر فلا يتناولون بها الأسماك ، وهم بذلك يحتفلون "بآخر أكلة سمك" مع بداية فصل الربيع ، الأمر الذي أيدت صحته الأبحاث والدراسات العلمية التي أشارت إلى أن أنسب وقت لتناول الأسماك يجب أن يكون بعيداً عن أشهر "مايو ، يونيو ، يوليو ، أغسطس" نظراً لارتفاع معدلات الحرارة التى تفسد الأسماك وتزيد من نسبة نمو ميكروبات شديدة السمية فيها ، بالإضافة إلى أن هذه الفترة مناسبة لتزاوج الأسماك وتربية الأسماك الصغيرة .   

أضرار مؤكدة

د. محمد سعد عبد اللطيف

وعن أضرار المأكولات المعتادة وتناول الفسيخ يقول د. محمد سعد "للهنّ" : أن الشلل محتمل نتيجة تناول هذا النوع من الأطعمة ، ويحدث بسبب التسمم بـ"البوتشيوليني" وهو نوع من أنواع "السالمونيلا" التي تتواجد في الأسماك الفاسدة التي يتم تمليحها ، ويغطي الملح على رائحتها ، هذا النوع من التسمم يسبب الشلل ، ويظهر نتيجة ارتفاع درجة الحرارة أو كون الأسماك منتهية الصلاحية أو عن طريق الاعتماد على طرق الصيد الخاطئة التي تعتمد على السموم ، وأضاف: أنه يمكن التعرف على السمكة السليمة غير الفاسدة ببعض العلامات بأن يكون لونها فاتح بدون احمرار أو بقع ، وأن تكون السمكة غير رخوة ولحمها سميك ، لكن بوجه عام تناول هذا النوع من الأسماك ضار بالصحة ، يكفي أن إضافة كميات الملح الكبيرة من الأمور المحظورة تماماً على مرضي الكلى والضغط والكبد والسكر ، وتؤثر أيضاً على الأصحاء  نتيجة زيادة كمية الأملاح حيث أثبتت أحد الإحصائيات العالمية خلال السنوات الأخيرة أن متوسط استخدام الشخص من الملح عالمياً بلغ 12 جرام يومياً ، بينما بلغ استخدام المصري 26 جرام في اليوم بينما الانجليزي 6 جرام فقط ، وذلك نظراً لاستهلاك المصريين للمواد المحفوظة والمخللات وكميات كبيرة من الجبن بأنواعه ، حتى مخابز العيش تضيف الملح على الخبز بكميات مبالغ فيها .

ولإبعاد بعض الخطر أثناء تناول الفسيخ بعد التأكد من صلاحية السمك ينصح د. محمد سعد بضرورة إضافة كمية كبيرة من الليمون مع تناول الخضروات الطازجة المضادة للأكسدة التي تكافح السموم وشرب كمية كبيرة من الماء ، مع تجنب شرب المياه الغازية مع هذه المأكولات التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالإسهال وآلام البطن ، نتيجة لارتباك الأمعاء نتيجة تناول وجبة ثقيلة مع مواد غازية ، أما الخضروات فيفضل تناول الغني منها بالمضادات الحيوية ، والمركبات الكبريتية كسلطة الكرنب والأوراق الخضراء بمختلف أنواعها.

الرنجة خطيرة 

أما الرنجة فيؤكد د. محمد سعد علي أنها غير صالحة للأكل ، مشيراً إلى أن أحد المصانع الشهيرة للرنجة بمصر تقوم بتدخين الأسماك على مخلفات التغليف والقمامة بالدور الأول ، وينبعث من هذا الدخان مركبات مادة "بوليمرات" الخطيرة نتيجة حرق مواد التغليف والبلاستيكات ، وهذا يعنى أن هذه الأسماك ليس لها أي مصدر للمنفعة أو الاستفادة ، ولكنها عبارة عن مواد سامة وإفرازات ميكروبية ، بالإضافة إلى نسبة استهلاك الفرد للأملاح فى هذا اليوم يصل إلى 50 جرام ، وهو معدل عالي جداً ، يسبب أزمات مفاجئة فى القلب لدي الأصحاء ، وتصلب الشرايين نتيجة ترسب الدهون على جدار الأوعية الدموية بسبب زيادة نسبة الأملاح ، وإتلاف خلايا الكبد وتحميل زائد على خلايا الكلى ، ونحن فى مصر على وجه الخصوص غير مهيئين للتغذية على المملحات بصفة عامة نظراً لمعاناة كثيرين من الأمراض المزمنة كالـ"الكلي والكبد"، وهنا يقترح د. محمد سعد عبد اللطيف بالابتعاد عن هذه المأكولات سواء كنت بصحتك أو تعاني من بعض الأمراض واستبدالها بأسماك صحية تعتمد على طرق جيدة فى الطهي كالشي أو السلق.

عدد القراءات : 3506
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات