احدث الاخبار

ثلاث شركات تنافست على طرح سيارة المليون جنيه استرليني.. و«تاتا» الهندية قابلتها بعرض سيارة الألف جنيه

ثلاث شركات تنافست على طرح سيارة المليون جنيه استرليني.. و«تاتا» الهندية قابلتها بعرض سيارة الألف جنيه
اخبار السعيدة - لندن         التاريخ : 27-03-2009

معرض جنيف اتسع للغالي والثمين.. والرخيص جدا لافت أن تنشط عملية تسويق الأحلام، أكثر مما تنشط، حين تكون الأحوال الاقتصادية سيئة. حين مرت الولايات المتحدة بفترة الركود الكبير في أواخر الثلاثينات، كان القطاع الوحيد المزدهر هو دور السينما حيث كان الأميركيون يحلمون... ويحلمون مع أحداث كل فيلم يشاهدونه.


ربما كان هذا سبب تقاطر عشرات الآلاف من البشر على معرض جنيف للسيارات الذي أغلق أبوابه الأسبوع الماضي، كونه أشهر معارض السيارات الدولية التي تعرض أحدث ما توصل إليه المصممون والمهندسون بما فيه السيارات التي لا تزال حلما يراود مخيلة مصمميها أو مجرد رؤية أولية على لوحات الرسم لم تتجسد بعد إلى مركبات فعلية.


معرض ديترويت لعام 2009 كان مسرحا لعرض أحدث السيارات القوية، خاصة الوعرية المتعددة الأغراض، فيما يظل معرض طوكيو المناسبة السنوية المتجددة لعرض احدث التقنيات. ولكن معرض جنيف يظل كدار الأزياء التي تعرض أغلى الأثواب وأجملها وأكثرها فخامة وأناقة وبهرجة أيضا.


ورغم أن العام الحالي شهد أزمة مالية خانقة حملت أصحاب الملايين على تقليص إنفاقهم على «الكماليات»، فإن ذلك لم يردع البعض منهم عن التوصية على بعض أغلى السيارات التي عرضت هناك، فشركة «استون مارتن» تأكدت في المعرض من وجود عدد كاف من الزبائن لشراء أغلى سياراتها، أي «أستون مارتن وانـ77» التي يفوق سعرها المليون جنيه إسترليني. وكذلك تيقنت كل من «لامبورغيني مورسيليلاغو» ـ التي عرضت طرازها الجديد «إل بي670 ـ 4 إس في» وفيراري من وجود زبائن لسيارة جديدة من إنتاجهما يبلغ سعرها المليون جنيه أيضا، فيما اكتفت «جنرال موترز» الأميركية بعرض سيارتها الهجين «فوكسهول أمبيرا» التي تستطيع قطع مسافة 176 ميلا في غالون واحد من الوقود والتي ستطرح على الطرقات الأوروبية عام 2011.


أما «فولكسفاغن» فقد اكتفت بعرض الجيل الجديد من سيارتها الصغيرة «بولو» التي تشبه الـ«شيريكو» الكوبيه الأكبر منها حجما، والتي تعول الشركة كثيرا على مبيعاتها في هذه الظروف الاقتصادية المتعثرة. أما «نيسان» اليابانية فقد قدمت سيارة نموذجية من طراز «إنفينيتي» الفخم باسم «إسينس» من شأنها نقل السيارة الهجين إلى أبعاد وآفاق جديدة إذ إن محركها الهجين الصغير يولد 600 حصان مكبحي من القوة.


لم تضق رحاب هذا المعرض الفخم عن استقبال ارخص سيارة في العالم، أي «تاتا نانو» الهندية التي يبلغ سعرها في الهند ألف جنيه إسترليني فقط. غير أنها ستطرح في الأسواق الأوروبية في عام 2011 بسعر 4500 جنيه إسترليني، بعد تغيير محركها البدائي الصغير جدا وتعزيز قوته قليلا. وإذا استمرت الحالة الاقتصادية العالمية المتردية على هذا المنوال قد تكون «تاتا» سيارة المستقبل لمعظم الناس في العالم، على حد تعليق المراقبين.


إلى جانب ذلك لفتت العديد من السيارات الأنظار في هذا الحدث السويسري المميز، بينها بسيارة «فيراري 599XX» التي اعتبرها البعض أكثر السيارات غرابة في المعرض، فهي تشكل الحلقة المفقودة بين سيارات الطرقات العادية وحلبات السباق الرسمية. وعلى الرغم من مميزاتها المتطورة ومحركها الذي تبلغ قوته 700 حصان مكبحي لا يتعدى وزنها الإجمالي وزن سيارة «بيجو 207» الصغيرة. من هنا يمكن تخيل نسبة القوة إلى الوزن. أما ثمنها فيبلغ 1.1 مليون يورو (980000 جنيه إسترليني) قبل الضريبة، وهي مزودة بنظام تعليق كامل للسباقات وجسم مصقول ليولد ثقلا على مؤخرتها يقارب وزن فيلين صغيرين لدى بلوغها سرعة 186 ميلا في الساعة وذلك لمنعها من«الطيران» والانقذاف نتيجة السرعة الكبيرة.


ولكن مشكلة هذه السيارة أنها لم تحصل بعد على موافقة قانونية للسير على الطرقات، ولا حتى على حلبات السباق الرئيسية في العالم. لذلك قررت «فيراري» تنظيم ست فعاليات خاصة خلال العامين المقبلين تتيح لممتلكيها التمتع بقيادتها. وسيقتصر إنتاجها على 35 سيارة فقط، بيعت كلها قبل أن يتمتع مشتروها حتى برؤياها.


والسيارة الثانية الجديرة بالتنويه هي «أستون مارتن وانـ77» التي لا تشبه أبدا سيارات «أستون» الأخرى، فهيكلها السفلي مصنوع برمته من الألياف الكاربونية الشديدة المتانة والخفيفة الوزن. وهي لم يجر تعديلها من طراز قديم، بل تعتبر جديدة بالكامل، حتى محركها العملاق V12 قوة 700 حصان مكبحي تغير بالكامل وأصبح جديدا. وهي تأتي بناقل حركة يدوي متعدد السرعات يعمل عن طريق عتلة كبس مجدافية. أما نظام التعليق فهو صلب ومقسى خاص بالسباقات، في حين ان المكابح مصنوعة من الخزف (السيراميك) الكاربوني الشديد المتانة، الذي يتحمل حرارة عالية جدا. وهذا المكابح من الإنتاجات الجانبية لصناعات عصر الفضاء. وسعر المركبة يبلغ 1.2 مليون جنيه إسترليني والجسم الخارجي للسيارة مصنوع بأكمله من الألمنيوم، عوض الألياف الكاربونية. وسوف تصنع «أستون» 77 سيارة فقط من هذا النوع، كما يستدل من اسمها. ولكنها تلقت، حتى الآن، 100 طلب شراء، مما يعني رفض بعضها. السيارة الثالثة التي لفتت الأنظار كانت الطراز الجديد من «لامبورغيني مورسيلاغو» المسماة «إل بي670ـ4 إس في». وقوة محركها كما يدل اسمها 670 حصانا مكبحيا على الرغم من تخفيض وزنها مقارنة بالطراز السابق من «مورسيلاغو»، كما جرى تعديل شكلها الخارجي بحيث ركب جنيحان جديدان في مؤخرة ومقدمة السيارة للتحكم بانسياب الهواء، وبالتالي المساعدة على تثبيت السيارة على الأرض لدى بلوغها سرعة عالية. وتستغرق 3.2 ثانية ليصل تسارعها إلى 62 ميلا من سرعة الصفر، ولتنطلق بعد ذلك الى سرعة قصوى تبلغ 209 أميال. وسيبلغ سعرها لدى طرحها للبيع هذا الصيف 240 جنيها إسترلينيا. وسيجري صنع 350 سيارة فقط من هذا الطراز في إصدار محدود أيضا، قبل أن تظهر «مورسيليلاغو» الجديدة العام المقبل.


وأخيرا لا بد من ذكر «فوكسهول أمبيرا» من «جنرال موتورز»، وهي في الواقع سيارة «شيفروليت فولت» البتروليةـ الكهربائية الهجين التي كثر الحديث عنها أخيرا، ولكنها اكتست حلة مميزة تحت اسمها الجديد. وهي تعمل على بطارية «ليثيومـأيون» التي يمكن شحنها أثناء ركنها في الليل من المقابس الكهربائية العادية في المنازل بكلفة تقل عن كلفة فنجان قهوة، والتي تكفي لتسييرها مسافة 40 ميلا من دون أي انبعاثات تلوث البيئة، قبل أن يبدأ المحرك البترولي العمل سواء على الوقود العادي، أو الإحيائي (بايوإثانول) ليعيد شحن البطارية. وهذا النظام المسمى «فولتيك» يقال إنه يعطي مدى للسيارة يبلغ 300 ميل من الخزان الواحد من الوقود. وهي تتسع إلى اربعة ركاب مع السائق، ويمكن أن تصنع قريبا في بريطانيا.


المصدر : الشرق الاوسط
عدد القراءات : 3859
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات