احدث الاخبار

أنصار الله بين حقيقة الأهداف واللحظة الفاصلة والاخيرة

أنصار الله  بين حقيقة الأهداف واللحظة الفاصلة والاخيرة
اخبار السعيدة - بقلم - فؤاد الفتاح         التاريخ : 21-10-2014

المشهد السياسي  في اليمن وما يمر به من منعطفات خطيرة قد تقوده الى مصير مجهول نتيجة الصراع الحزبي وهوس الأطراف المتصارعة بكرسي السلطة وطمع  تولي قيادة البلاد والعباد، ومع تفاقم الأوضاع خصوصا بعد ثورة الربيع العربي التي حملت من الأهداف ما حملته تحت شعارات مبطنة ومفخخة  باسم مفهوم التغيير إلا أن عامل الوقت والزمن كشف كل نوايا وأهداف تلك الأطراف باتت اوراقها عارية بفعل ما سطرته الأيام والسنوات من أحداث وحقائق أمام الجميع.


لعل ما يجسده ذلك المشهد يتمثل في أن الاطراف المتصارعة أثبتت فشلها فيما ذهبت الية  للظهور والإستقواء بقانون القبيلة  والنفوذ وقانون الغاب والفوضى الخلاقة، تاركة ورائها كل القوانين والتشريعات والنوافذ التي تستطيع الدخول منها ونيل ما تستطيع الوصول الية عن جدارة واستحقاق، نتيجة لأفكارها العقيمة وأجندتها الهزيلة  الخالية من الرؤى والخطط  والبرامج القيادية والإدارية التي تلامس هموم الشعب وتطلعاته وحاجته الى العيش الكريم والأمن والاستقرار وكل ما يسهم في تحسين وضعه المعيشي التنموي والإقتصادي الذي خرج لأجله الشعب.


ورغم ما فرضه الواقع وأن يسلك الجميع من بوابة (الوفاق الوطني) والتي كانت نتائجها كارثية وأشد إيلاما وقسوة ومراره على المجتمع ناتج الممارسات والتصرفات الخاطئة من قبل وزراء حكومة الوفاق الذين أقتصرت مهامهم على تطويع الوظيفة العامة وتوظيفها خدمة للأجندة الحزبية، وتحويل الوزرات والمؤسسات الى شركات وممتلكات خاصة وتسخير مواردها لصالح اجندتهم ومشاريعهم الإستثمارية والتجارية، مستغلين بذلك الفراغ الدستوري والقانوني وفرصة نظام المحاصصة التي قد لا تتكرر في حياتهم وكان لهم ما أرادوه وبدون حسيب أو رقيب.
ولذلك جاء الدور على أنصار الله  كطرف ثالث حاملين معهم ثلاثة اهداف لا سواها تصدروا بموجبها المشهد  وتحت غطاء سيناريو التغير وتحقيق العدالة والإنتصار لمطالب وحقوق الشعب ذاته الذي لم يتبدل ولم يتغير ليظل في موقف المتفرج والمراقب  لبراعة الممثلين والمخرجين  الجدد الذين  سرعان ما انكشف أمرهم  في  ممارسة نفس الدور سوى إختلاف  الحبكات ووجوه الممثلين لينتهي المشهد في القبول بالسلم  مقابل الشراكة والمحاصصة والتأكيد على رغبتهم وجنوحهم نحو كرسي السلطة، وهو ما سوف تكشفه الأيام القادمة بعد تشكيل الحكومة الجديدة والتي في حال تمكن أنصار الله من الحصول على حقائبهم الوزارية وتسميتها، فإنه لم يعد يهمهم بقية الوزارات الاخرى حتى وإن تم تعيين نفس الوزراء الذين عملوا في حكومة الوفاق الوطني، رغم فسادهم الذي لا يعد ولا يحصى ،وحتما سيغضون الطرف عن أحد الأهداف التي خرج أنصار الله لأجل تحقيقها باسم المواطن والشعب، والمتمثل في إقالة الحكومة وتعيين وزراء جدد مستقلين وغير متحزبين ويتم إختيارهم وفقا لمبدأ التخصص والنزاهة والكفاءة وهو الهدف الذي حظي بتأييد شعبي والتفاف مجتمعي  وقدمت لأجله قوافل من الشهداء غالبيتهم من الفقراء والبسطاء الطامعين في تحقيق مثل ذلك مطالب على أمل الإنتصار لقضاياهم وجراء ما لحق بهم من معاناة وظلم ناتج فساد حكومة الوفاق الوطني ووزرائها الذين أوصلوا البلاد الى ما هي علية اليوم.


لهذا تتوجه أنظار المجتمع المحلي والدولي نحو شكل الحكومة الجديدة، وصوب ما ستؤول الية الأيام القادمة لتكون شاهدا حيا على موافقة أنصار الله من عدمه ومدى قبولهم بأسماء وزراء سبق وان تم تعينهم في حكومة والوفاق اثبتوا فشلهم وفسادهم، وبين صدق نوايا تحقيق أهداف ثورة أنصار الله وما خرجوا من اجله ومعهم أطياف واسعة من المجتمع اليمني، وهو الرهان القادم الذي ينتظر الفوز أو الخسارة وهي لحظة فاصلة في تأريخ الشعب اليمني، وفي كلا الحالتين وبلا شك سيقول الشعب كلمته الأخيرة.

عدد القراءات : 2735
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
عبوود
فعلا صدقت لكن حتى لوحصلوا على حقائب وزارية او لم يحصلوا هم المسيطرين على الدوله والوزارات بقوة السلاح فأيش فايدة حكومة من كل التكوينات السياسية والحكم بيد فصيل واحد لاشريك له.