احدث الاخبار

منسقية الثورة تستنكر التباطؤ في إجراءات المحاكمة في قضية جمعة الكرامة وتؤكد أن القتلة لن يفلتوا من العقاب

منسقية الثورة تستنكر التباطؤ في إجراءات المحاكمة في قضية جمعة الكرامة وتؤكد أن القتلة لن يفلتوا من العقاب
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن)         التاريخ : 19-03-2014
استنكرت المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب) التباطؤ الواضح والبين في إجراءات المحاكمة في قضية جمعة الكرامة التي حدثت في الـ 18 من مارس 2011م وخلفت عشرات الشهداء والجرحى، في جريمة بشعة كشفت عن سوءة ودموية النظام البائد.  
 
وأكدت المنسقية في بيان صادر عنها، في الذكرى الثالثة لأحداث جمعة الكرامة، أن شباب الثورة لن يصمتون إزاء هذا الخذلان لرفاقهم الشهداء، وسيلجأون لطرق وإجراءات عدة بما فيها  اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
 
 وقالت المنسقية :"  إرادة الشعب كانت أقوى من الرصاص التي وجهت إلى صدور الشباب، وسلميتهم وإصرارهم وثباتهم كانت أشد وقعاً من الرصاص في قلوب مرتكبي الجريمة، ومن خططوا لها" .
 
وأضافت :" خلفت جمعة الكرامة حسرة في قلوب كل أبناء الوطن لفراقهم عشرات الشهداء، ومشاهدتهم أنين عشرات الجرحى، لكنه بقدر الألم، وبقدر التضحية، كانت جمعة الكرامة محطة انطلاق أكسبت الثورة جوهر قيم الصبر والإيثار والوفاء والعزة والشجاعة والكرامة والحرية، والتحرر من الخوف، والعزيمة والإصرار لاستكمال مشروع الثورة وتحقيق أهدافها مهما كلف ذلك من ثمن".
 
 وأشارت المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب) إلى أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل تعتبر ثمرة لتضحيات الشهداء والجرحى للثورة الشبابية الشعبية السلمية ومشروعهم الوطني الرامي بناء اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة.. معتبرة أن تزامن انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في ذكرى جمعة الكرامة، يعتبر رسالة للشهداء بأن مشروعهم يسير في الاتجاه نحو بناء الدولة المدنية الحديثة والعادلة، وأن دماءهم لم تذهب هدراً ولن تذهب سدى، وأن الثورة تزداد عنفوانها كل يوم، ويزداد أنصارها كل لحظة، وهم يشاهدون القيمة الحقيقية لأهدافها، وعمق مشروعها الوطني.
 
وفيما يلي نص البيان :
 
بيان صادر عن المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب)
في الذكرى الثالثة لجمعة الكرامة
18/مارس/2014م
 
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ الآية 169 آل عمران
تمر علينا الذكرى الثالثة لمجزرة جمعة الكرامة والتي اعتبرت نقطة فارقة في الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وكشفت عن حقيقة وجه الظلم والاستبداد والعنف للنظام البائد، وعكست رغبته في وأد أي مشروع ينهض بالوطن وينقل أحلام أبنائه إلى الحقيقة.
 
في الـ 18من مارس 2011م، حلقت طائرة الإشراف على ارتكاب الجريمة فوق سماء ساحة التغيير، ومشاهدة المخطط عن قرب لارتكاب أبشع جريمة شهدها الوطن في تاريخه، بتوجيه الرصاص الحي إلى صدور خيرة شباب الوطن، فكانت الحصيلة سقوط عشرات الشهداء والجرحى ممن لم ينفض الغبار عن جباههم التي أدت صلاة الجمعة مطمئنة إلى نصر الله بتحقيق مشروع الثورة العظيم.
 
 فيما انشغلت أيادي الغدر والخيانة بتجهيز آلة الموت والدمار، التي لم تستهدف الأجساد فحسب، بل أرادت أن تقتل إرادة شعبية مستمدة من إرادة الله في استئصال بؤرة فساد كادت أن تقضي على أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بسياساتها الفاشلة ومخططاتها العبثية ورغباتها في الاستئثار بالثروة والسلطة وتثبيت مشروع التوريث والتملك للوطن ولإرادة أبنائه.
 
لكن هذا المخطط الإجرامي، لم يلق هدفه في تحطيم مسيرة التغيير وعرقلة المسير، بل كانت إرادة الشعب أقوى من الرصاص، وعزيمتهم أصلب من الفولاذ، إذ ارتدت سلمية وصمود الشباب وهتافاتهم الحماسية الوطنية المخلصة بأشد من الرصاص إلى قلوب من أطلقوا أعيرتهم النارية ومن خططوا ومن أشرفوا، ومن صمتوا عن هذه المجزرة الأليمة.
 
جمعة الكرامة، جرح لم يندمل في قلوب الثوار، الذين اختلطت دموعهم وعرقهم بدماء رفاقهم وهم على أكتافهم يفرون بهم من وحشية القتل وإثم الغدر،  فلم ولن تغيب مشاهد التضحية، والشباب يصنعون جسوراً من البشر للوصول إلى المكان الذي يطلق منه الرصاص، غير مباليين بالموت الذي يرونه رأي العين، شعارهم "سلميتنا وعزيمتنا وإصرارنا وثباتنا على الحق أقوى من رصاصكم الخائنة، وفي موتنا حياة للوطن، وفي حياتكم موت لضمائركم، ومهانة وخزي وعار لمن دفعكم لارتكاب هذه الجريمة البشعة في حق من أرادوا أن يحرروكم من العبودية التي تدفعكم للقتل بمتاع زائل وحطام فانٍ لتقدموا على ارتكاب جريمة أراد من خلالها من دفعوكم أن يغتالوا مشروع وطنٍ خوفاً منهم من أن يتحرر أبناءكم وأن ينالوا حقهم من التعليم والحياة فيكونوا أول من ينقلب على مشروع جهلهم وعبوديتهم".
 
ملحمة الكرامة البطولية، التي قبّل فيها الشباب الدماء المتناثر في الأرض، وارتشفوه بأكفهم فعلت أصواتهم بالعهد " أننا لن نخذلكم، ولن نتوانى عن استكمال المسيرة التي قدمتم من أجلها حياتكم، ولن نتنازل عن حقنا في الاقتصاص من القتلة والخونة لله وللوطن وللإنسانية وللقيم".
لقد خلفت جمعة الكرامة حسرة في قلوب كل أبناء الوطن لفراقهم عشرات الشهداء، ومشاهدتهم أنين عشرات الجرحى، لكنه بقدر الألم، وبقدر التضحية، كانت جمعة الكرامة محطة انطلاق أكسبت الثورة جوهر قيم الصبر والإيثار والوفاء والعزة والشجاعة والكرامة والحرية، والتحرر من الخوف، والعزيمة والإصرار لاستكمال مشروع الثورة وتحقيق أهدافها مهما كلف ذلك من ثمن.
 
لقد كانت نظرة الأحرار وهم يغادرون الحياة، تحمل الآف المعاني والعبارات " أن استكملوا المسيرة ولا تترددوا، ولا تستكينوا، ولا تساوموا، وأن التضحيات في سبيل الارتقاء بالوطن مهما كانت عظيمة لكنها رخيصة في سبيل مجد الوطن ونهضته وإنقاذه من الهلاك".
 
 و ها هو صدى هتافاتهم يدوي في كل محفل وفي كل أرجاء الوطن "الشعب يريد بناء يمن جديد"، ليستمر النضال الثوري بأدوات تتواءم مع كل مرحلة، نجحت فيها الثورة لتقود الوطن إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق بالتزامن مع هذا اليوم كرسالة للشهداء بأن مشروعكم يسير في الاتجاه نحو بناء الدولة المدنية الحديثة والعادلة، وأن دماءكم لم تذهب هدراً ولن تذهب سدى، وأن الثورة تزداد عنفوانها كل يوم، ويزداد أنصارها كل لحظة، وهم يشاهدون القيمة الحقيقية لأهدافها، وعمق مشروعها الوطني، الذي آمن به وردده الحكام والمحكومين ليصدحوا بالحق "أن ثورة الـ 11 من فبراير 2011م إنما هي استكمال للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر"، وما كان لهذا النصر أن يتحقق لولا تضحياتكم العظيمة.
 
وها هي الذكرى الثالثة لجمعة الكرامة تمر علينا ونحن نعيش مرحلة يصاغ فيها العقد الاجتماعي الجديد للوطن الذي يقود إلى الدولة المدنية الحديثة والعادلة، بالتزامن مع إجراءات استعادة الأموال المنهوبة في الداخل والخارج، ومعاقبة المعرقلين لبناء الدولة المدنية الحديثة.
 
 فسلام عليكم شهداء الثورة في مثواكم ومنازلكم في الخالدين مع الصديقين والصالحين، وعهد لله ثم لكم:" يامن صدقتم الله، وصدقتم شعبكم بنضالكم وإخلاصكم، لن ننسى دماءكم الطاهرة، ولن نستكين عن السير في درب الثورة المباركة حتى تحقيق كامل أهدافها، ولن يمر القتلة والمجرمون أو يفلتوا من العقاب، إن عاجلاً أو آجلا".
 
 وفي الذكرى الثالثة لجمعة الكرامة  نوصلها رسالة مدويّة لمن أرادوا أن يقتلوا الثوار مرتين، بالرصاص، وبالاتهام لهم بأنهم ارتكبوا أعمال قادتهم إلى الموت،  فنقول لأرباب الفتنة وأعداء الوطنية إن مساعيكم في التضليل الذي لايزال حتى الان في أدواتكم ووسائلكم الإعلامية لن يزيدنا إلا إصراراً على القصاص، والحكم بشرع الله في جرائمكم الشنعاء وأعمالكم التخريبية التي طالت الإنسان والأرض والمنشئات والبنى التحتية، ولن تمروا بأفعالكم البائسة، ولن تحققوا من أهدافكم سوى الوهم الذي تبدده حقيقة الإنتصار لمشروعنا الوطني العظيم.
 
ونستنكر ونندد بالتباطؤ الواضح والبين في إجراءات قضية جمعة الكرامة ..مؤكدين أننا لن نصمت إزاء ذلك وسنلجأ لطرق وإجراءات عدة بما فيها  اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
 
كما أننا لن ننسى أنين الجرحى الذين أصابتهم أياد الغدر في جمعة الكرامة وفي كل محطات ومسيرة الثورة الشبابية الشعبية السلمية، ونؤكد لهم أن التاريخ لن يغفل أنينهم وأن تضحياتهم العظيمة لن يخفت ضوئها أو تتوانى خطاها ولن تتوقف أو تتراجع مسيرتها، وأن بطولتكم وتضحياتكم في سبيل وطنكم غالية وعظيمة بعظم مشروعكم الوطني.
 
 ونطالب بضرورة تكريم أسر شهداء وجرحى الثورة الشبابية الشعبية السلمية في كل مراحلها ومحطاتها، وتعويضهم التعويض العادل الذي يليق بتضحياتهم العظيمة،  وإعالة الأسر ومداوة الجرحى، وفاءً لما بذلوه في سبيل الوطن وعزته .. كما نناشد رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق بسرعة اطلاق المعتقلين والكشف عن مصير المخفيين من شباب الثورة، ونعتبر أن استمرار اعتقالهم خزي وعار في جبينكم، وهم من أوصلوكم إلى الحكم، فلا تتنكروا لجميل صنعهم، وتضحيتهم في سبيل وطنهم.
 
المجد والعزة للشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى .. والحريـة والشموخ للمعتقلين ... عاش الوطن حراً وأبياً وموحداً.
 
صادر عن المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب)
18/مارس/2014م
عدد القراءات : 2310
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات