احدث الاخبار

(رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح) يكتب عن سنوات عجاف مرت على الأمة الإسلامية (( 1 ))

 (رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح) يكتب عن سنوات عجاف مرت على الأمة الإسلامية (( 1 ))
اخبار السعيدة - بقلم - محمد عبدالله اليدومي         التاريخ : 14-01-2014
(( 1 ))
لقد مرت على الأمة الإسلامية سنوات عجاف في القرن الماضي والقرن التاسع عشر الذي سبقه،وكان جهد اعداء الأمة منصباً على إثارة النعرات النتنة بين أبنائها وتفكيك عُرى وحدتها وإسقاط دولتها الواحدة،وكان سند هؤلاء الأعداء حفنة من المدّعين زُوراً وبهتاناً بأن لهم صلة بهذه الأمة المسلمة .
 
لقد حاول أعداء هذه الأمة،والحفنة العميلة التي كانت تمالئهم وتقتات على فُتات موائدهم،أن يخرجوا أبناء هذه الأمة من دينهم ولم يتمكنوا من ذلك لغلبة الكثرة الكاثرة من المسلمين وإصرارهم على التمسك بدينهم مع ماصاحب ذلك من هنّات وفهوم كانت _ ولا تزال _في حاجة الى إعادة النظر فيها حتى يستقيم المعوجّ منها ويستمر المسار..!
 
لقد بلغ الإنحراف ذروته عندما صار الفكر المنحرف يسرح ويمرح في بلاد المسلمين والأصوات المرتفعة _ بجهل _ بأن الإسلام هو المتسبب في تخلفنا وجهلنا وفقرنا وهزائمنا، ووصلت الهجمة الشرسة أشدّها في حقب الخمسينيات والستينيات وحتى منتصف السبعينيات من القرن العشرين، وكانت الإستجابة لتلك الدعوات المشبوهة هي العلامة البارزة على تقدم أو تأخر العديد من النخب المتّعلمة والمثقفة؛سواء تمثلت في أفراد أو أحزاب أو منظمات مجتمعية أو حكومات وأنظمة سياسية ساندت هذا الإنحراف بصورة مباشرة وغير مباشرة..! لقد كانت سنوات عجاف بكل مافي الكلمة من معنى..! بلغ الطغيان ذروته، وسَحقَ الإستبداد كل رأي مخالف له، ووصل الإستعباد بالأمة أوجهُ وذروته، ورتع هذا الثالوث المرعب في كل الأرض الأسلامية ، وعبث بثروات الأمة وإمكاناتها بسفاهة تعجز الأحرف عن رسم معالمه ، وطَعَنَ الأمة في شرفها وكرامتها، ونهش عرضها وأدار شئونها بعقلية عصابات المافيا..! لقد عمل هذا الثالوث قدر إستطاعته على القطيعة بين حاضر الأجيال المخزي والمعيب وتاريخ أجيال سبقت وماعرفت إلاَّ العزّ مرتبة والمجد مكاناً ساميا..!
 
لقد كانت سنوات عجاف في المعيشة والفكر والإبداع، شربت فيها الأمة من كؤوس الذل والمهانة ألوانا.. وكان أشدها ذلاًً ومهانة هزيمة 5 يونيو 1967م ، والتي كانت نتائجها علامة فارقة بين جيلين.. بين عهدين ..بين من يريد الإستمرار في الخضوع لذلك الثالوث القاتل ، وبين من يريد السير نحو مجد يُؤسس لحياة حرة كريمة يسود فيها العدل ويعلو فيها ميزان الحق ، ويرفرف عليها بيرق العزة والمنعة ..!
 
لقد كانت مرحلة شَرَدَ فيها عن الطريق السوي نفرٌ من أبناء الأمة الإسلامية، وكان المحبون لهم كلما نادوهم للعودة الى جادّة الصواب رفعوا عقيرتهم : هذا قَدَرُنا ولوشاء الله لهدانا..! وحتى لا يتكررالشرود ولا يُقدَّم نفس العذر، كانت الأسطر التالية تبياناً لحقائق أسباب الهداية والغواية ، وحتى نعلم جميعاً أن كل نفس ((بما كسبت رهينة)) ...
 
بعيداً عن الخرافات والأساطير والهلوسات التى امتلأت بها صفحات كتب الخرافيين والمشعوذين ؛ حول خَلْقَ الإنسان ووجوده على وجه هذه الأرض؛ نعود ونستقي الحقيقة حول هذا الأمر من مصدر الحقيقة الوحيد الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. القرآن الكريم .
فالإنسان .. إنسان اليوم هو إنسان الأمس وإنسان الزمن الذي خُلق فيه ووجد على وجه هذه الأرض ، وسيبقى هو ذلك الإنسان مابقى من عمر هذا الكون وهذا الوجود ، وحتى يرث الله -سبحانه وتعالى- بديع صنعه وعجائب مخلوقاته .
 
هذا الإنسان لم يأتي الى كوكب الأرض صدفة ... فالصدفة خرافة ، ولايقر بالصدفة ولا يتعامل على أساسها إلا كليل العقل مكبل بالعته والخرف ؛ وإنما جاء بِقَدرٍ مرسوم ، وبأمر من خالقه الذى صوره فأحسن صوره وجعله في أحسن تقويم .. ولذلك فمجيئه ونقيضه الشيطان الى هذه الدنيا كان لتحقيق هدف واحد فقط هو عبادة الله _عز وجل_ وحده لاشريك له (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) سورة الذاريات آية 56 .. العبادة بمفهومها الشامل والكامل لشئون الحياة ، وليس بمفهومها وتصوّرها القاصر كما هو عند السذج وقصيري النظر..!
 
لقد وجد هذا الإنسان على وجه هذه الأرض لعمارتها بالقدر الذى استخلفه فيها مالكه ومالكها ، وفي الحدود التى سُمح له بالإبداع في عملية العمران بالكيفية التى يراها معبرة عن أشواقه وطموحاته ، ومتناسبة مع قدراته وإمكاناته..!
 
فهو ومنذ اللحظة التى جاء فيها الى هذه الأرض يعلم يقيناً وبفطرته التى جُبِلَ عليها ؛ يعلم تمام العلم أن الذى استخلفه فيها قد بين له معالم هذا الإستخلاف ، وبين له بما لا يدع له مجالاً للإضطراب النفسي عند اتخاذ قراره للتعامل مع معالم هذا الإستخلاف والإستفادة منها وهو يغذُّ السير على ظهرها شرقًا وغربا ً، وشمالاً وجنوباً ، وسهولاً وودياناً ، وجبالاً وهضاباً ، وبحاراً وفضاء ..!
 
إن هذا الإنسان ومنذ البدايات الأولى لوجوده على سطح هذا الكوكب الأرضي ؛ كان على علم مسبق أنه لن يحيا منفرداً في هذا الكوكب ، ولن يَتعمّر فيه إلا بالقدر الذى حدد له ولهذا الكون كله.. فلكلٍ أجل معلوم ، ولكلٍ نهاية محتومة ..!
 
قال تعالى : (( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقرٌ ومتاع إلى حين )) سورة البقرة آية 36.
 
لقد هبط هذا الإنسان على سطح هذه الأرض هو والشيطان فى وقت واحد، وأُلزما بعهد واحد ، لأداء مهمة واحدة هي عبادة الله سبحانه وتعالى ، ماداما على قيد الحياة على وجه هذه الأرض قال تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))، وكانت الصورة واضحة أمام كل منهما؛ وأن على الإنسان ألا يكرر خطأ أباه آدم عليه السلام ،عندما صدَّق إبليس الذى استدرجه الى مخالفة أوامر ربه والوقوع في شراكه ومن جاء من ذريته من الجن ..
 
لقد كان أمر التكليف لهما واضحاً لا لبس فيه ولا غموض قال تعالى : (( قلنا اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدىً فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون . والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) سورة البقرة آية 38 ، 39 .
 
*  نقلا عن صفحة الاستاذ محمد عبد الله اليدومي في الفيس بوك
عدد القراءات : 1505
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات