احدث الاخبار

ماذا وراء الحملة المسعورة على " اليمنية " ..؟

ماذا وراء الحملة المسعورة على
اخبار السعيدة - بقلم / محمد أحمد الرميم *         التاريخ : 10-12-2013

درجت بعض الصحف المحلية الأهلية والخاصة - في الفترة السابقة – على انتهاج أسلوب ظاهره الحصول على الدعم وباطنه من قبله ( الارتزاق ) من وراء إصدار الصحيفة , والسعي نحو الإثراء المادي الرخيص من وراء إعلانات بمناسبات وغير مناسبات إلى الدرجة التي كنا نتندر على مثل هذه الصحف .. حين تتوقف ولا تصدر إلا في المناسبات مستغلة قضية الإعلانات والتهاني ... الخ بل إن بعضها – أيضا من باب الطرافة – يصدر منها أعداد من النسخ فقط بعدد الاعلانات المنشورة وهي النسخ المتعلقة بالمعلنين . هذا بالإضافة إلى سلوك مشين آخر كان ديدن بعض الصحف في العهد المنصرف وهو سلوك منشؤه ( الابتزاز ) حين يذهب مسئول الصحيفة إلى مؤسسة ما أو جهة ما للحصول على إعلان..وما لم يحصل على الإعلان وبالسعر الذي يراه هو أيضا .. يبدأ بحبك القصص وتأليف الحكايات وتظهر بارزة جوانب الفساد وأوجه القصور – وهي موجودة بالفعل – لكنه يتم استغلالها لتحقيق المصلحة الخاصة ... ولكم أن تتصوروا الحالة المعاكسة تماما في حال الحصول على الإعلان .. حين تتنزل آيات الشكر والعرفان وتنسج شهادات النجاح المنقطع النظير .. نعم هذه إحدى الصور التي صاحبت انبلاج التعددية الحزبية وحرية الصحافة ولو بشكل محدود في الفترة السابقة ... ولكن كيف هي الصورة اليوم وخصوصا بعد دوران عجلة التغيير والتطلع العام نحو تحقيق ذلك حتى في الأداء الإعلامي والصحفي المواكب لمرحلة ما بعد مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته التي يعول عليها اليمنيون في وضع أسس الدولة اليمنية الجديدة .. صورة الصحافة الأهلية اليوم – نسبيا و بالمقارنة بالفترة الماضية –كما أراها بصفتي الإعلامية وبرغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها , ومناخات الأزمة السياسية وتداعياتها إلا أنها ومن منظور شخصي استطاعت تجاوز مرحلة المراهقة ودخلت مع كثير من الإرهاق - بالنظر إليها كمهنة متاعب - مرحلة النضج والرشد في الأداء الصحفي ويستطيع الإعلاميون وحدهم مع المتابعين والمهتمين أن يسجلوا نقاطا لصالح هذه الصحف من خلال تحقيقها قفزات نوعية وكبيرة – رغم صغر عدد صفحاتها – لكنك أمام وجبة دسمة من الأخبار والمعلومات الجديدة والتقرير الصحفية ... مع مآخذ عديدة لا تخلو منها أي صحيفة أهلية أو حزبية خاصة .. على أنني وبعد هذا الطرح أتلمس عذر القارئ الكريم في محاولتي تغيير نظرته السلبية الكاملة لصحافتنا الأهلية ومن واقع التجربة والمعايشة .. وفي الدخول في تفاصيل الموضوع المتعلق " بالحملة على اليمنية " كما أسميتها بسبب تكرار هذه التقارير ومن حقي كقارئ أولا , وكإعلامي يعمل في هذه المؤسسة أن أتساءل لماذا ؟ ولمصلحة من يتم نشر تقارير مبتورة الجوانب وناقصة المعلومات ؟ ثم من شأن ذلك أن يجرنا إلى وضع مصداقية الصحف من عدمها على المحك .. ونحن في ذات الوقت لا نتمنى لكل وسائل إعلامنا إلا أن تكون في الموقع الذي يليق بها كسلطة رابعة نحن اليمنيين في أشد الحاجة إلى دورها المحوري ... في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد , كما لو كانت شوكة ميزان تحرص على إرساء المعلومة الدقيقة والصحيحة ومن مصادرها الأساسية .. والبناء عليها سلبا أو إيجابا بعد توخي دقة المعلومات والاستناد إلى مصادر هي ليست بعيدة التناول .. ( ومن جدير الإشارة إلى أن قانون الحصول على المعلومات أصبح نافذا حسب معلوماتي ) فليس من شأن أي صحيفة إحداث تصدعات في أي مؤسسة وإثارة القضايا لمجرد الإثارة ..

مع أن الإثارة بشكلها الايجابي والصادق مطلوبة في العمل الصحفي ومتطلبات الكسب المشروع , لكن ان نظل نجتر فساد الكلمة ونضمها الى فساد الضمائر وفساد القيم وفساد السلوك فتلك الطامة الكبرى قبل الطامة الأخيرة يوم تقوم الساعة ( ولات ساعة مندم ) وفي الحديث الشريف " حين سئل الرسول الكريم ( ص) : وهل سنحاسب على ما نقول فكان الجواب : ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم " .

ولكن وبالمقابل صحيح هناك فساد مستشر في البلاد وفي مختلف المؤسسات وان بدرجات متفاوتة والجميع معترف بذلك وهي حقيقة واقعة ومعاشة وإلا ما شأن الدولة تشكل هيئة لمكافحة هذا الوباء المستشري أليس اعترافا ؟.. وطيران " اليمنية " ليس في كوكب آخر وليس كل العاملين بها من الملائكة أو خاصة المجتمع .. وبالمناسبة – ومن محاسن الصدف كما يقولون – في ذات العدد من الصحيفة الذي أشير فيه إلى فساد في " اليمنية " هناك في الصفحة الثانية خبر عن تقرير منظمة الشفافية الدولية وبعنوان " اليمن بين الدول الأكثر فسادا في العالم ".. إذا الإشارة إلى وجود فساد ليس وراءه سوى قصد التشهير بمؤسسة ما .. والنيل منها في ظل وجود اعتراف بالحقيقة وكان الأجدر أن يتم الطرح الموضوعي لقضية الفساد في أي مؤسسة كانت بسؤال يوجه إلى القائمين على إدارتها ومعرفة جهودهم في سبيل مكافحة هذه الآفة .. وما هي أساليب التعامل مع الفاسدين .. الخ ؟ أما توصيف الظاهرة والبحث في الأوراق والثبوتيات فحدث ولا حرج وليس من الصعوبة الحصول عليها .. نحن هنا لا ندافع عن الفساد أبدا فالدفاع عن هكذا ظاهرة هو نوع من الفساد لكننا نحاول إيضاح الغرض من العرض .. لان مجافاة المنطق في التناول يغبن الحقيقة ويظهرها مشوهة أمام القراء – وأحيانا بشكل مقصود – لتنحو منحى التشهير وفي أقلها اتهام مبطن للآخرين وبالباطل .

وبالمناسبة أيضا الخطوط الجوية اليمنية تنسق مع الهيئة العامة لمكافحة الفساد , وسبق أن نشرنا خبرا بذلك في احد أعداد مجلة " عالم المسافر " الصادرة عن " اليمنية " وعقدت دورات مكثفة لهذا الجانب كما تشكلت لجنة كان فيها عدد من النقابيين في الشركة لمتابعة هذا الملف .. وبالتالي إذا كان هناك حرص على محاربة الفساد وكشف الفاسدين وصدقت النوايا في هذا الجانب فهاهي اللجنة قائمة وهاهي أيضا الهيئة العليا مشرعة أبوابها لمن يريد ..... لكن آن نكتفي بتصوير وثيقة من هنا وأخرى من هناك ونتكئ على النشر في الصحيفة .. فهذا يطرح أكثر من تساؤل حول الهدف الحقيقي وراء هذه الإثارة ..

وأقول هذا التضليل للرأي العام وهذه الإساءة – بقصد أو بدون قصد - إلى سمعة مؤسسة طيران وطنية هي الناقل الوطني لليمن , - ثم ولمن يتجاهل هذه المعلومة – أي شركة طيران في العالم يعتمد حجم نشاطها وحركتها في الأساس على مستوى الثقة التي تسعى لتكوينها وتحرص باستمرار على تعزيزها بين جمهورها من خلال سمعتها والمرتبطة بتطوير خدماتها والسعي الى تحسينها وهي من مجالات المنافسة بين شركات الطيران , وهذا ما أورده التقرير وكأنه يغار من تحقيق إيرادات للشركة .. ليغمزها ويلمزها ويحاول إصابتها في مقتل حين يقول بصريح العبارة وبدون مقدمات داسا السم في العسل " وهي الأسوأ على الإطلاق في خدماتها " نعم هكذا ..

كل هذا تقرير صحفي في صحيفة هي إحدى الصحف التي نحترمها كثيرا لأنها تحترم نفسها - كما نحسبها – لكن هيهات فالقارئ اليوم شب عن الطوق ( وهذا الميدان يا حميدان – مثل خليجي ) وعيب ...وبصراحة أكثر ...البعض لديه صورة قاتمة تجاه " اليمنية " ولديه موقف مسبق لسبب أو لآخر وهو لذلك يريد أن يعبر عن امتعاظ ما , ويشف غليله بوثيقة أو بأخرى قد لا يتنكر لها ...وكلمة من هنا وأخرى من هناك ... وهو يعلم أكثر من غيره وكلنا يعلم أن رماحا كثيرة مصوبة من قبل مجاميع عديدة خصوصا تلك التي فقدت مصالحها ومراكزها ونفوذها بفعل التغيير الذي طال معظم المؤسسات مؤخرا وكل ذلك باتجاه شركة " اليمنية " وكل هذه الرماح جاهزة للانطلاق لكنها ( سيف بيد عجوز ) كما يقول المثل اليمني ووسيلة العاجزين والفاشلين لاشباع رغبات مشبوهة ومحاولة لفت الأنظار..واستثارة المأزومين .. في تماه واضح مع أهداف الساعين عبثا للنيل من توجهات صادقة لإحداث الأفضل ومع خطوات ناجحة والتي تحققها " الخطوط الجوية اليمنية " وان كانت محدودة رغم كل العوائق والصعوبات .. ورغم التحديات الماثلة أمامها , ومنها هذه الحملات الإعلامية المسعورة الغير مبررة تجاه شركة وطنية هي عنوان الطيران الوطني وعنوان اليمن المحلق في الآفاق , التي يجب أن تحظى بالدعم المادي والمعنوي . .

من قبل الجميع وعلى اعتبارها احد صروح الاقتصاد الوطني واحد دعائمه في التنمية من خلال ما تقدمه من خدمات نقل جوي بعنوان يمني يحاول مسايرة عصره , ومواكبة واحدة من أكثر الصناعات الحيوية في عالم اليوم . وللحديث بقية

رئيس تحرير مجلة " عالم المسافر "

عدد القراءات : 2472
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات