احدث الاخبار

كفرنا بالديمقراطية وآمنا بالإسلام هذه مقاطع سطرت بمناسبة الانقلاب الناعم في مصر العزيزة

كفرنا بالديمقراطية وآمنا بالإسلام  هذه مقاطع سطرت بمناسبة الانقلاب الناعم في مصر العزيزة
اخبار السعيدة - بقلم - الدكتور محمد عبدالله عايض الغبان         التاريخ : 09-07-2013
1- التطورات الأخيرة في مصر تذكرنا بأحداث الجزائر الأليمة التي عوقب فيها الإسلاميون بعد فوزهم بجل المقاعد في الانتخابات البرلمانية في الجولة الأولى، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من استلام السلطة، لكن الجيش تنكب للعملية الديمقراطية وقام بالانقلاب لصالح القوى العلمانية وبمؤامرة من الخارج، ودخلت البلاد في دوامة عنف شديدة، بل وعوقب القادة الفائزون بالزج بهم في السجون، وحلت الجبهة الإسلامية رغم اعتدال خطابها ،وأدرك الناس أن العسكر لا يمكن أن يتيحوا المجال للإسلاميين بالحكم مهما كان الثمن؛ لأنهم تربوا على كره الإسلام ومن يتبناه، وأحداث مصر رسالة واضحة المعالم للإسلاميين المخدوعين بالديمقراطية الغربية التي صرفتهم كثيرا عن المنهج الحق، ولولا أن الشعب المصري بكافة أطيافه وقف في وجه الجيش بصرامة لتم الاستيلاء على السلطة من أول يوم سقط فيه نظام مبارك، ويتوجب على النظام الحالي أن يحسم أمره فيما يتعلق بمؤسسات القضاء والأمن، وألا يهادن القوى العلمانية التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة، فقد ضخموا أكثر من حجمهم، وعلى النظام أيضا تبني الشريعة الإسلامية منهجا للحكم ولو بتدرج مدروس ،والخوف الشديد والمنهج المضطرب هو الذي أوقعهم في هذه المآسي والمحن.
 
 
2- لا تحسبوه شرا لكم
بالفعل وقع ما حذر منه العقلاء أصحاب النظرة الثاقبة مثل الشيخ حازم أبو إسماعيل ، فأسقط العسكر (مرسي) رغما عن الشعب، وما حصل كان متوقعا جدا ؛لأن المؤسسات البائدة لا تزال قائمة ومدعومة بشكل قوي ومستميت بل ومتغلغلة في كل زاوية وناضلت خلال عامين كاملين بكل عنف وسفه وتزييف للبدهيات كنوع من الانتقام والثأر لمصير السابقين الذين سلتهم القوى الفاسدة من المحاكمات كما تسل الشعرة من العجين في تواطؤ سافر من المؤسسات القضائية والعدلية والأمنية والإعلامية، وهي رسالة للإسلاميين الذين أصبحوا منظريين للديمقراطية الغربية وأعجبوا بها أيما إعجاب، وكأنها هي الإسلام الذي نزل على رسول البشرية حتى لا تكاد تسمع رأيا مغايرا لها، والواجب على المصريين كافة أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار إلى العنف والمصادمة، وهو ما يرغب به الفلول والقوى المعادية للدين التي لا يهمها إلا مصلحتها والكراسي وإن مات أكثر الشعب، وأنا أعتبر أن ما حصل اليوم كان بالإمكان أن يحصل في 25 يناير أيام الثورة لكنه تأجل لأن الظروف لم تكن مواتية كما أن التسليم بالأمر الواقع انهزام، والواجب على الجميع الالتزام بما يمليه عليهم أهل العلم والرأي، حفظ الله مصر وجميع بلاد المسلمين من كل سوء، ولعل في هذا خيرا للإسلام والمسلمين "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"
 
 
3- أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا
هذا هو لسان حال المصريين الآن كحال بني إسرائيل زمن موسى عليه السلام، فقبل الثورة الظلم والاضطهاد والسجن والتعذيب والتشريد والقتل لكل من يرفع رأسه طالبا تحكيم شرع الله أو الحرية أو أي مطلب حقوقي إنساني تتمتع به الحيوانات، الكل مدعوس والكل مقهور وإن تمتع بمال أو وجاهة أو منصب فإن لم يسبح ويمجد الأسياد ومن فوقه فإن مصيره مجهول وفي عالم آخر ،وبعد أن تمكن الإخوان بشيء من السلطة وبالطبع سلطة منقوصة بل وأعتبرها سلطة هامشية قامت عليهم الدنيا ولم تقعد ولم يتنسموا الهواء الطلق ولو لبعض الوقت، بل عاشوا في صراع مرير مع قوى الظلام والاستكبار، وسخر منهم السفهاء والمجرمون والبلاطجة والفلول ومن يسوى كما يقال ومن لا يسوى حتى أطيح بهم بغمضة عين، وبدأت دورة الاعتقالات والسجن والتعذيب من جديد، وهذا لا شك ابتلاء عظيم أن تعاقب لأن الشعب اختارك ووثق بك، وقد يأتي يوم يصبح فيه مرسي مكان مبارك؛ لأن العدالة عرجاء ومشوهة، ومن تربى على القهر قد يتولد لديه عقدة القهر فيستخدمه ضد الآخرين كما يقول علماء النفس ،والفلول أباطرة المال والإعلام وهما كفيلان بإبادة الشعوب ولله في ذلك حكمة وتربية للمسلمين "ولوشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض"
 
 
4- شغلونا عن سوريا شغلهم الله 
كانت الأنظار متجهة نحو سوريا لمتابعة ما يحدث لأهلنا فيها من قبل الباطنية الملحدة والفجرة الذين لا يجيدون سوى الغدر والفتك بكل ما تطاله أياديهم النجسة في حقد متأصل ورثته أجيالهم الحاقدة على شريعة الإسلام والمنتسبين إليها في مشاهد مؤلمة يُستذكر بها أفعال أجدادهم عبر التأريخ الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة إذا بالأنظار تتجه إلى مصرنا العزيزة التي يعقد عليها أهل الإسلام آمالا لا حدود لها نظرا لما تتمتع به من خصائص تؤهلها لأن تكون في مقدمة الصفوف والخط الأول للدفاع عن أمتنا وعقيدتنا وهويتنا العربية الإسلامية، لكن الخفافيش تأبى ألا أن تعيش في الظلام وفي تبعية وعمالة وفي انفلات تام من كل خلق نبيل، تنفذ ما يملى عليها دون وعي أو أدنى تأمل، وتخدم بأفعالها أعداء الأمة شاءت أم أبت فأضافوا لأمتنا بجرائمهم هذه جروحا أخرى نازفة ننشغل بها عن أحداث ومناسبات أخرى في مكر هائل داخلي وخارجي للحيلولة دون استعادة أي من مقومات ووحدة أمتنا ومجتمعاتنا ، وصدق الله القائل "قل هو من عند أنفسكم "
 
5- الحذر من القنوط واليأس 
قد يتسرب إلى الإنسان شيء من الإحباط واليأس جراء ما يرى من مظاهر الظلم والتعسف في كل مكان وزمان وبالذات حين تقلب الحقائق فيصبح الظالم مظلوما والمظلوم ظالما وتنعكس الأمور رأسا على عقب" بل ويُنظَّر لها بقواعد قانونية وجزائية، وتختلق الأكاذيب والأساطير، ويدفن الحق على مرأى ومسمع من كل الخليقة، ويبرز الباطل في صورة الحق الأبلج، ويسير خلفه أمم ساحقة تركض وتصفق لاهثة وراء السراب، بل وراء السم الزعاف، الم يقل فرعون "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" فتبعه قومه على ذلك، فلما رأى منهم استجابة مطلقة تدرج بهم إلى مرحلة أعلى فقال " ما علمت لكم من إله غيري" وحين تتدبر كتاب الله وترى عتو الجبارين وتمردهم على الله رغم اعترفهم بربوبيته وترى رسل الله يعالجون قومهم بشتى الوسائل لعلهم يرجعون فيردون عليهم بابشع الردود ويختارون طرق الضلالة والغواية مع ظهور البينات والحجج تدرك حينها معنى قول الحق تبارك وتعالى " قتل الإنسان ما أكفره " فالظلم في الناس هو الأصل والصراع بين الحق والباطل أزلي ،وهذا يجعلنا دائما مصممين على الحق والعمل به والإقبال على الله الذي بيده ملكوت كل شيء فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا ينبغي أن نتصور أن العدل من الخلق هو الذي يحكم تصرفاتهم ،إذ لو كان الأمر كذلك لما عدل الناس عن عبادة ربهم وخالقهم إلى عبادة الشجر والحجر "ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" لكن العاقبة بالـتأكيد للمتقين إن هم سلكوا الطريق القويم "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي" فأبشر أخي الكريم ولا تحزن فطريق المؤمنين نهايته جنة عرضها كعرض السماء والأرض ، وحياة كريمة لا مثيل لها.
 
عدد القراءات : 1882
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات