احدث الاخبار

انقطاعات الكهرباء جرعات نرتشفها على مدار اليوم

انقطاعات الكهرباء جرعات نرتشفها على مدار اليوم
اخبار السعيدة - كتبت - دنيا هاني         التاريخ : 23-06-2013
قبل عام من الآن وبالمصادفة كان أيضاً في شهر يونيو الماضي كتبت مقالاً بعنوان (عدن ترقد تحت فوهة بركان وأهلها تشتوي بناره) جاء مفاده وباختصار:" يبدو أن البعض لا يعلم كثيراً أن مدينة عدن تقع تحت فوهة بركان خمد منذ ملايين السنين على طرف شبه جزيرة ترتبط بباقي اليمن بلسان ضيق منخفض وبأنها ميناء بحري طبيعي ذو تاريخ عريق للملاحة الدولية منذ القدم محمي بسلسلة من الجبال البركانية.. وعن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: زلازل ثم خسوف ثم براكين وأقواها وأولها بركان عدن.. وما نحن فيه الآن أقرب إلى الشعور بأننا نشتوي فوق بركان ولكن بركان ناره من نوع آخر في ظل هذه الأشهر الأكثر حرارة (نار إطفاء الكهرباء المتواصل)..
 
واليوم سأتكلم بنفس الموضوع لكن بأسلوب مختلف قليلاً لعل كلام وأصوات وآهات وأنات الناس تصل إلى الحكومة الموقرة وقيادة المحافظة المختصة والمسؤولة عن انقطاع الكهرباء في عدن ومعرفة المتسببين في تلك التخريبات المستمرة وإيجاد الحلول المناسبة لها ومعالجتها بشكل قاطع. فكما للطاقة الكهربائية وأجهزتها ومعداتها طاقة وسعة لا تحتمل أكثر الضغط المفروض عليها، للطاقة البشرية أيضاً طاقة ونفس لا تتحمل ما يفرض عليها من ضغوط ممارسة يومياً وعلى مدار الـ 24 ساعة!.
 
الوضع في مدينة عدن لم يعد يسمح بأي ضغوطات أخرى فقد تحمل شعبه عبء أمور كثيرة ليس له شأن بها لكن أن يتحمل عبء شيء، الحكومة والجهات المختصة ملزمة بتوفيره وإعادة أمن وراحة المواطن إلى سابق عهده.. فهذا لن يسكت عليه أكثر!!.
 
فضلاً عن أن شهر رمضان المبارك قادم وعلى الأبواب وأننا نمر بأوضاع صعبة وبأسوأ الظروف وغير أننا نتحمل موجات حر هي الأصعب وغير أننا صبرنا على ما أبتلينا به ذلك لا يعني أن يحتمل هذا الشعب مزيداً من المعاناة فهناك أناس مرضى بالسكر وعندهم تقرحات وجروح وهناك من عنده الضغط أو القلب أو كلاهما معاً وهناك من قام من عملية وهناك الحضانات المختصة بالأطفال المواليد والتي تحتاج إلى الكهرباء وهناك من مصابون بأمراض أخرى، فالرحمة بهذا الشعب..
 
هؤلاء الذين يتغاضون عما يحدث من ظلم فادح في مدينة عدن لا يحسون بما يعانيه المواطن فلديهم بدائل كفيلة بأن تنسيهم حتى أنفسهم.. الذي نعرفه أو كنا نفهمه أن الحكومة المسؤولة عنا بشكل مباشر و قيادة المحافظة بكل من يمثلها، عليهم أن يهتموا براحة شعبهم ويحاولوا سلفاً إيجاد بدائل للتخفيف مما يعانونه لكن للأسف هنا في بلدنا لا يوجد من يعمل على راحة شعبه (نفسي ثم نفسي ومن بعدي الطوفان).. الناس أصبحت تقول أن ما يحصل لها هو موت بطيء جرعات يرتشفونها على مدار ساعات طوال للتخلص منها خاصة في أوقات النوم.. لقد تعودنا على حمل وزر الخيبات المتكررة من المسؤولين عنا!. لكن الاستهتار بمطالب الشعب قد يلحق ضرراً فادحاً فيما بعد.
 
في حادثة أستحضرتني من كلام شابة أضحكتني بالأول ثم أحزنني ما قالته كثيراً عندما سألتها: وكيف هي الأمور عندكم ووضعكم بالنسبة لانقطاعات الكهرباء فقالت: "المستفيد الوحيد من ذلك هي المقبرة والقبار ضحكت من وصفها ثم قالت لا أمزح لقد كان جارنا فلان رجلاً كبيراً بالسن مصاباً بالضغط لم يتحمل الحر الشديد وأصيب بجلطة ومات وغيره كثيرون ممن يسقطون من شدة الحر ولا يتحملون! صمتتُ وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله"، هل الهدف وراء الإهمال في إصلاح المحطات الكهروحرارية التي نمتلكها أو حتى إيجاد بدائل أخرى هو لتصفية الشعب قليلاً بنوبات الحر حتى تنفد الكمية منهم ويصبحوا عديمي الصلاحية؟! متى سوف تتم الحلول القاطعة لهذا البلد - الذي يكتوي أهله بناره وتلسعهم ألسنة لهب الشمس الحارقة - وينعم أهله بأبسط مطالب الحياة من توفير كهرباء إضافة إلى الماء؟!.
 
أعجبني ما قيل هنا: "مؤلم حقاً أن لا ننال حقوقنا البسيطة إلا بعد ألف خدمة، وتتهم مطالب احتياجاتنا الأساسية بجحود النعمة".
 
لكن ليعلم من هم ساهون في ملكوتهم أن الناس قد فاقت من سباتها الأزلي وستنتفض يوماً ما. ويبقى السؤال: هل لقطع الكهرباء حكم شرعي أو موعظة أو إفتاء حتى يقوم بتطبيقه هؤلاء؟! وإلى متى سيستمر هذا الحال وهذه المعاناة وهل سيظل مفعول تخدير الكلام والتصريحات بأن كل شيء سوف ينحل قريباً؟.
عدد القراءات : 1743
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
فهمي عبدالرب
لم أكن أتوقع وأنا أقرأ لزميلتي ولأول مرة هذا المقال وبهذه الأفكار المرتبة على الرغم أن من كتبوا في الموضوع كثر إلا أن الكاتبة كتبت بإسلوب جمع بين سلاسة العبارة وألم المعناة فلله درك من كاتبة رائعة