احدث الاخبار

في افتتاح المؤتمر العلمي الأول لصناعة الاسمنت في اليمن.. التأكيد على تأسيس بنية تحتية وأرضية حضارية لآلاف السنوات

في افتتاح المؤتمر العلمي الأول لصناعة الاسمنت في اليمن.. التأكيد على تأسيس بنية تحتية وأرضية حضارية لآلاف السنوات
اخبار السعيدة - عدن (اليمن) ابتسام العسيري / محمد فؤاد         التاريخ : 28-05-2013
بدأت اليوم بعدن أعمال المؤتمر العلمي الأول لصناعة الاسمنت في اليمن ( صناعة الاسمنت البوزلاني وآفاقها المستقبلية محليا وعالميا ) برعاية وزير الصناعة و التجارة أ.د. سعد الدين بن طالب ، والذي نظمته كلية الهندسة بجامعة عدن بالتعاون مع الشركة الوطنية للاسمنت ، بحضور ومشاركة عدد من الشخصيات الاجتماعية والأمنية وأساتذة جامعيين ومختصين في عالم صناعة الاسمنت والمرتبطين بالطاقة والبيئة والاقتصاد محليا وإقليميا.
 
ويناقش المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين 20 ورقة عمل علمية مقدمة من المختصين ، ويستعرض العديد من المفاهيم من خلال سبعة محاور تضمن المحور أنواع وخصائص الاسمنت وتلبيتها لاحتياجات قطاع البناء والتشييد، كما يتضمن المحور الثاني الاسمنت البوزلاني - الخصائص والتطبيقات ، والمحور الثالث المواد الخام المحلية والتنمية المستدامة في صناعة الاسمنت ، كما تضمن المحور الرابع وسائل وإجراءات تخفيض الطاقة في صناعة الاسمنت ، أما المحور الخامس فسيتناول التقنيات والأنظمة البيئية الحديثة في صناعة الاسمنت التي تسهم في الحفاظ على البيئة ، ويشمل المحور السادس التوجهات الإقليمية والعالمية في استخدام اسمنت البوزلاني وإسهاماته البيئية والاقتصادية، ويتناول المحور السابع إلى مواضيع ذات العلاقة.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية أكد الدكتور عبد العزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن أهمية العلاقة بين المؤسسات الحكومية والوطنية والخاصة ، مشيرا في الوقت نفسه إلى تلك العلاقات والروابط التي تجمع جامعة عدن ومجموعة شركات هائل سعيد من خلال الأخ محمد الحاج نائب رئيس مجلس الأمناء بالجامعة.
وأضاف الدكتور حبتور إلى أن محافظة عدن بحاجة ماسة إلى أن يعمل لها الكثير على الواقع الملموس، مشيرا إلى أن الكثيرين يتحدثون عن عدن ولكن لم يقدموا بكلامهم عنها شيئا مؤكدا إلى أن عدن بحاجة المزيد من العمل والجهد.
 
وأكد أهمية بناء جسور شراكة حقيقية شعبية ووطنية من خلال هذا المؤتمر بين القطاع الحكومي والخاص في عدن، بهدف السعي تأسيس بنية تحتية وأرضية حضارية لآلاف السنوات ، وتطرق إلى أن الاسمنت المأخوذ من الصخور البنية يدوم ويستمر وأن هذا المؤتمر يصب في مصلحة الحفاظ على البيئة من خلال المواد الصخرية التي توجد في جبال بلادنا والتي تتميز بها عدة محافظات منها لحج وأبين والحديدة داعيا المهندسين من خلال هذا المؤتمر إلى ضرورة تركيز الضوء عليها.
 
وأشار بن حبتور لي أن الجامعة تمتلك نخبة متميزة من الكفاءات والكوادر المتميزة في مجال البحث والدراسات، و أنه من الضروري تعزيز وتسخير العلاقات النوعية بين العلم والمعرفة والإمكانيات التي يمتلكها القطاع الخاص ، مشيرا إلى أن بعض الأبنية العتيقة والمواقع التاريخية بعدن بأمس الحاجة إلى اهتمام من خلال ترميم ما أصابها من تلف وعبث، وطالب حبتور في ختام كلمته بضرورة ترميم ( منارة عدن) باعتبارها بنيت من مادة الياجور .. إلى جانب الحزام الرابط بمادة (البومس) والتي أخذت من هيكل المنارة ،مشيرا في الوقت نفسه إلى محدودية الأبنية الأثرية والتاريخية مقارنة في الدول العربية الأخرى، ودعا إلى ضرورة المحافظة على هذا الإرث الحضاري والتاريخي لمدينة عدن من قبل أفراد المجتمع إلى جانب الاهتمام بالتوثيق للحفاظ على جزء من التاريخ الذي تمتلكه المحافظة.
 
إلى ذلك قال الأخ خالد احمد هائل سعيد العضو التنفيذي للشؤون الفنية والهندسية المحدودة لمجموعة هائل سعيد انعم وشركاه في كلمته إن انعقاد أول مؤتمر علمي متخصص حول صناعة الاسمنت في اليمن جاء تزامنا مع مجمل الأحداث التي يمر بها البلد للتحول نحو الأفضل لبناء الوطن والإنسان على أسس اقتصادية سياسية واجتماعية متينة، مضيفا" أن المؤتمر يحمل في طياته مواضيع جديدة يسعى البعض في كثير من دول العالم لتأصيلها كثقافة جديدة من خلال الدفع بحركة البناء نحو استخدام المواد الصديقة للبيئة والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، متمنيا في ختام كلمته لهذا المؤتمر أن يتكلل بالنجاح وان يخرج الحاضرون منه برؤية واضحة عن الأسس والمعايير المثلى للمستقبل الاقتصادي الصديق للبيئة في اليمن.
 
من جانبه استعرض الدكتور مهدي علي أبو فطيم المستشار الإعلامي للمجلس السعودي للمباني الخضراء تجربتهم في مجال الأبنية الخضراء في المملكة العربية السعودية من حيث ما قدموه في مجال التنمية التي اتجهت منذ خمسين عاما لاتجاه خاطئ، مشيرا إلى أنه تم إدراك هذه الأخطاء وتصحيح المسار عبر الاعتماد على المواد الصديقة للبيئة وتطرق إلى الطفرة العمرانية الفريدة التي شاهدوها خلال وجودهم في مدينة عدن والى كيفية تحملها خلال الآلاف السنين والمحافل التاريخية التي تحتضنها هذه المدينة مقارنة مع عدم صمود مباني المملكة حتى 30عاما.
وأكد أهمية العمل المؤسسي وتضافر منظمات المجتمع المدني الذي صار محوراً ومرتكزاً في الحياة العامة، داعيا اليمن إلى الانضمام للمجلس العالمي للأبنية الخضراء ، ومشيرا إلى أن المملكة لم تستطع اكتشاف أي خطوات في تطوير التنمية العمرانية إلا بالالتحاق بمنظمات المجتمع المدني ، متمنيا أن يكون هناك مجلس يمني للأبنية الخضراء قريبا ما سيمكن اليمن من أن يحظى بدعم كبير من الأمم المتحدة عبر معونة مالية كبيرة للإسهام في هذا الاتجاه ، بالإضافة إلى تقديم المنح في مجال الخبراء والباحثين والمشاركين وأصحاب الخبرة الواسعة في كندا والولايات المتحدة الأمريكية للاستقادة من تجاربهم في هذا المجال.
 
وتناولت الجلسة الأولى محاضرة للمهندس معروف إبراهيم عقبة استعرض من خلالها تجارب إنتاج خلطة الملاط بينما تطرقت المحاضرة الثانية للمهندس احمد مسعود دورة التقييم الكيميائي الأولي للمواد الخام الداخلة في صناعة الاسمنت بينما ركز الدكتور ثابت العزب في ورقته على الاسمنت باعتباره من أهم مثبتات التربة لصناعة طوب الجدران وتعبيد الطرقات وكانت ورقة الدكتور عمر باعباد قد تناولت إلى المواد البوزلانية البركانية وتأثير تفاعلها البوزولوني على خواص الخرسانة، فيما استعرض الأخ علي الاهدل سوق صناعة وتسويق الاسمنت في اليمن.
عدد القراءات : 3205
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات