احدث الاخبار

وحي شمعة

وحي شمعة
اخبار السعيدة - كتبت - ندى عبدالله         التاريخ : 25-05-2013
احترت وأنا أبحث عن الكلمات المناسبة ، احترت وأنا أحاول الإمساك بفراشة من مجموعة أفكاري المتطايرة!
توقفتْ يدي قليلاً، ثم تجمد بصري صوب شمعة مستعملة لم أشعلها بعد:
هذه الشمعة كانت بالأمس تكسر عتمة قاسية، واليوم هي تقف بمنتصف قامتها الممشوقة ولونها القاتم ...
بالرغم من أنها كانت تحترق بالأمس إلا أنها لم تبد أي تذمر ومازالت أمامي تقف بكبرياء!
تصاعد فوق رأسي بالون من التساؤلات :
هل هي مجبرة ؟ ماذا لو ترك الخيار لها ؟!
أكانت لتضحي بأنفاسها الأخيرة قاطعة وحشة الليل المريرة؟!
أم أنها كانت لتؤثر بقائها على طاولة أنيقة في محل راقي تشعل فقط للحظات عشاء رومانسي أو طقوس تقليدية!
تناولت رشفة من قهوتي المفضلة ثم عاودت النظر إلى ملهمتي فقد بدا لي الثائر الحاضر كهذه الشمعة!
ولكن يفرق عنها بأنه هو صاحب القرار ، هو من أشعل نفسه ليكسر عتمة الجهل القاسية.
هو من وقف بجسده المثقل بالهموم ليعيد لليماني ما يستحق من كبرياء ،
هو من ضحى بأنفاسه الأخيرة ليقطع وحشة الظلم المريرة ،
هو من صاح باسم القلم لتحطيم معول الجهل القديم في عالم صخب الإيقاع .
هو من رفض المكوث على طاولة أنيقة يشار إليه ؛ كم هو جميلٌ حيناً ! وكم هو بائس أحياناً !!!
هو من يستحق الوقوف وإطالة النظر ، هو من يستحق التفكير والتأمل إلى ما دفعه لاختيار هذا المصير...
يالا هذه الشمعة الغريبة و ما بعثت في نفسي ،،،
يا لا هذا الرائع الثائر وما أحيا في قلبي ...
" ألا يستحق الأمر وقفة صادقة نعيد فيها نظر ؟ "
عدد القراءات : 2034
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
عنود وعدنيه
قصه روعه تصلح عمل درامي
فيصل علي القادري.
تلك الشموع تضيء لأمة كاملة. احترقت بشبابها وريعانها لتكون منارة تغيير لواقع أصابته العلل. وفي الحقيقة سمت في العلى نحو النجوم حتى ترشد من يبعد عن المسار الصواب إلى واقع الحال. لعلهم يغيرون واقعهم.
ندى عبد الله
يعجز الوصف عن شكر ثنائكما ..ويوجزها الحرف في دعاء بارك الله فيكما .. شكراً
سارة
هو الوطن الغالي يدفع ابناءه إلي تقديم النفس والنفيس،و الغالي و الرخيص قربانا للكرامة الممتهنة . جميلة هي هذه الخاطرة ، رائعة هي هذه المقارنة بين كفاح الشمعةالمجبرة و نضال الثائرالمخير. دام نبض قلمك
ندى عبد الله
دمت بخير وطني الصغير ...