احدث الاخبار

النواعم ورائحة البخور

النواعم ورائحة البخور
اخبار السعيدة - بقلم - نُهى البدوي         التاريخ : 24-05-2013

أثار امتعاضي عصر الخميس الماضي اثناء تسوّقي بشارع جمال بصنعاء رائحة بخور قوية تنبعث من ثلاث فتيات على بعد بضعة أمتار مني عند مرورهن بجانب احد المحلات التجارية في الشارع، ولم يكن سبب امتعاضي عدم تفضيلي الرائحة العطرة للبخور اليمني المشهور الذي تعج المحلات بمختلف أنواعه (العرائيسي  وليالي الأنس والجوهرة وأميرة الشرق ومذهلة ومُهل ) الخ .. بل رفضي لطريقة التطيّب عند بعض النساء لتصل رائحتهن العامة والمارة بالشارع الذي وجد فيه الشباب في الشارع فصيلة «المعاكسين» ضالتهم ليتفاعلوا معها ليعكروا بحركاتهم السمجة والركض خلفهن مناخ تسوق الأُسر والعائلات في الشارع ليتحوّل البخور ورائحته الطيبة التي تستخدمها المرأة اليمنية في طقوسها الاجتماعية والزوجية لتلطف بها أجواء الأحبة في الأعراس والمناسبات الاجتماعية وحياتها الزوجية إلى مصدر قلق للعامة، البعض منا بتصرفاتهن الطائشة تفقده أهميته في حياتنا الأسرية والاجتماعية التي لا نعرف بقيمته إلا عند خروجنا من بلدنا ليتبيّن إن صناعتنا اليمنية جعلته محط إعجاب المرأة العربية والخليجية ، لتجد فيه سر سحرها وجمالها ، لما يضفيه لها من سعادة في حياتها حتى صارت اليمن قبلة بحثها عنه.

عاد بذاكرتي ذلك المشهد إلى الوراء لتذكّر قصة الأسئلة المتكررة التي كانت توجهها امرأة مصرية حديثة الزواج بمدينة القاهرة لفتاة يمنية كانت تقيم مع أسرتها هناك عن مصدر الروائح العطرة التي تثير إعجاب زوجها ( المصري ) المنبعثة من شقتهم ، ليتضح بعد ذلك أن ما يبحث عنه العروسان المصريان هو رائحة “البخور” وبعد مدّهم به أطلقا عليه (فياجرا اليمن) أو روائح السعادة الزوجية ، وهذا يعكس ان الهدف من بحث المرأة هو كيفية إسعاد زوجها وما ينتظره منها، لتجسد بذلك ما قاله شكسبير في المرأة “إننا دائماً بانتظار المرأة التي تحمل لنا الحب والسعادة " ومقولة اتيان راي: “المرأة لم تُخلق لتكون محط إعجاب الرجال جميعاً، بل لتكون مصدراً لسعادة رجل واحد ".

 فاليمن حباها الله بكثير من المميزات لا يجدها الباحثون إلا فيها من موقع مطل على البحر النظيف ، وصناعات حرفية كالبخور وثروات كعسل النحل الذي أصبح عنواناً لليمن،وهذا يتطلب منا الحفاظ على هذه النعمة لا أن نحولها إلى نغمة والاقتداء بالمثل القائل :الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه ، وان نستخدم هذا المنتج (البخور) لإسعاد حياتنا الأسرية والاجتماعية .. دون أن نجعل منه مثاراً لامتعاض الناس ، و( تبخير الشوارع والجيران ) وان تتنبه المرأة المسلمة لهذا الأمر الذي تتساهل فيه كثير من النساء ، إما لجهلهن للحكم الشرعي لهذه المسائل أو اشتبه الأمر عليهن أو حملهن على ذلك إتباع الهوى والشيطان أو الاستماع لدعاة الفتنة ، وأمام هذا يتوجب عليها الإقلاع عن ما تتساهل فيه كثير من النساء كالتطيّب عند الخروج من المنزل ، وهذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ، وكل عين زانية). أخرجه النسائي ، لأن ذلك يفتن الرجال بها ويدعوهم للنظر إلى محاسنها، فينبغي للمرأة المسلمة التزين والتجمل والتأنق للزوج فقط!! حتى تملك قلبه وتجدّد حياته ويجد الأنس والسرور عند النظر إلى زوجته كأنها فى ليلة زفافها، فكل لون منها فرحة جديدة وكل نوع منها حياة سعيدة.

n.albadwi2013@hotmail.com

 

عدد القراءات : 2116
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
محمد علي
جزاك الله خير رجل غيور على دينه وبلده وكثر الله الرجال أمثالك ونسأل المولى الكريم ان يجنب المسلمين الفتن ويحفظ نساء المسلمين ورجالهم من كل الفتن وشكرا لإدارة الصحيفة