احدث الاخبار

مشكلة أهل اليمن في ظاهر الأرض لا في باطنها

مشكلة أهل اليمن في ظاهر الأرض لا في باطنها
اخبار السعيدة - بقلم - الدكتور محمد عبدالله عايض الغبان         التاريخ : 11-05-2013

 

هذه الجملة أو بما يؤدي معناها اقتبستها من إعلامي يمني معلقا على ما يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية من أخبار وتسريبات عن اكتشافات نفطية وغازية كبيرة في مواقع متعددة من أرض اليمن ، وكذا الخوض في أمور كثيرة وافتعال أزمات مع السعودية ، والمصادر في كل هذه الأمور مجهولة لا خطم لها ولا أزمة ، واستثمرها الحوثيون الرافضة لصالحهم ، لخلط الأوراق ، والتغطية على جرائمهم ، وكسب مزيد من التعاطف معهم ؛ لأن مذهبهم الرافضي لم يجد قبولا في أرض الإيمان إلا من بعض الموتورين والنفعيين الذين لديهم الاستعداد لتقبل أي شيء مقابل حفنة من المال قد لا تسد رمقهم ، وساندهم في هذا الترويج بعض الأحزاب القومية التي تعيش على أنغام الماضي والعنتريات التي ولى زمانها ، ومما لاشك فيه أن أهل اليمن عانوا كثيرا خلال العقود الماضية ، فهاموا في الأرض بحثا عن لقمة العيش ، ورغبة في تحسين دخلهم المادي ، متحملين من جراء ذلك مآس كثيرة في غربتهم ، وهم دائموالتلهف في العودة والاستقرار في بلدانهم وبين أسرهم ، ويزداد هذا التلهف والشوق عندما تقسو عليهم أنظمة البلدان التي يقيمون فيها ، ويتجرعون ألمين أحلاهما مر ، ألم الغربة وألم هذه القسوة ، وفي خضم هذه المعاناة تنتشر أخبار الاكتشافات المعدنية والنفطية في بلادهم وفق الأساليب المشار إليها آنفا ، وكأنها تحرضهم على العودة من بلاد المهجر ، ولوحظ هذا الأمر بعينه إبان أزمة الخليج التي طرد فيها كثير من أبناء اليمن من دول الخليج ، حيث روجت حينها أجهزة الإعلام اليمنية عن اكتشافات معدنية ضخمة في مناطق متعددة ساعدت على اتخاذ قرار العودة من قبل بعض من كان يمكنهم البقاء في بلاد المهجر، فكانت المفاجأة أن أحدا لم يهتم بهم ، فواجهوا مصيرهم منفردين وتجرعوا الويلات ، وغابت تلك المبشرات العريضة ، وهاهي اليوم تعود هذه الحملات بالأساليب نفسها ، وكأن أيد خفية مرتبطة بمن لا يريد لأهل اليمن خيرا هي من يقوم بهذه الأعمال ،التي تجد رواجا وقبولا لدى المغتربين أملا في تحسن الوضع الاقتصادي حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم والاستفادة من الفرص التي ستتوفر إذا صدقت الأخبار .
وفي اعتقادي أن الأرض اليمنية تزخر بخيرات كثيرة في ظاهر الأرض وفي باطنها لو استغلت الاستغلال الأمثل ، لكن الوضع منذ عقود لا يساعد على ذلك ، فالفساد المالي والإداري المستشري في كل مفاصل الدولة يقف حائلا دون ذلك ، ويغذي هذا الفساد مجموعات بشرية ذات نفوذ قبلي وعسكري ومادي لا تريد خيرا لأهل اليمن ، وهمها منصب على تضخيم ثرواتهم ، وتقوية نفوذهم ، ونفع من حولهم ممن يدور في فلكهم ، ولا اعتبار لديهم لدولة أو سلطة أو نظام أو قانون ، فهم فوق كل هذا شاء من شاء وأبى من أبى ، وقد يتظاهرون برغبتهم بدولة مدنية حديثة ذات نفوذ قوي، ويؤكدون أنهم على استعداد للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل ذلك ، بل ولا مانع لديهم من أن يكونوا ثوارا وروادا للثروة "أقصد الثورة" إذا كان ذلك سيخدم مصالحهم ويقوي نفوذهم ، وعامة الناس مغلبون على أمرهم ويودون الخلاص من الوضع المزري القائم ولو على أيدي من ثبت فسادهم أملا في الخروج من الوضع الراهن ، وتحسبا لأي إصلاح ينتشلهم مماهم فيه ، فهم كمن يحاول أن يجني من الشوك العنب وأنى لهم ذلك ، وللأسف الشديد فإن صناعة الفاسدين هي نتاج الأمية والجهل والتعصب المذهبي والحزبي والقبلي والمناطقي ، وهذا بحد ذاته داء عضال ،هؤلاء البشر الذين يتقلبون على ظهر الأرض هم أس المشكلة ولبها وإن اكتشفت كنوز الأرض ومعادنها ؛ لأنهم بالمرصاد لكل ما ينفع البلد ويساعد على الاستقرار.
عدد القراءات : 2244
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات