احدث الاخبار

بعيداً عن دول الجوار لننظر إلى أنفسنا قليلاً

بعيداً عن دول الجوار لننظر إلى أنفسنا قليلاً
اخبار السعيدة - بقلم - خالد بريه         التاريخ : 27-04-2013

 

قرأتُ مقالاً لأحد الكتاب في جريدة القدس العربي يتحدث فيه عن مجاعة أطفال اليمن والفقر والعوز الذي يعيشه هؤلاء الأطفال المحرومين من أبسط حقوقهم وفي نفس المقال حمَّل الكاتب كامل المسؤلية لدول الجوار الذين قتلتهم التخمة والسرف والترف على حد قوله وودت من الكاتب – مع أنني اتفق معه أن دول الجوار لم يؤدوا حق الجوار على الوجه المطلوب – تمنيت منه أن يوجه اللوم إلى منهم أقرب من دول الجوار من يعيشون بيننا ولا تفصلنا بينهم حدود وسدود ويعيشون ترفاً وسرفاً من أموال هؤلاء الأطفال الذين قتلهم الجوع وأصبحوا حديث العالم ,,
 
إن توجيه اللوم للآخرين والبعد عن المشكلة الحقيقية هو هروب من الواقع فما أظن أن المناحة والتشكي بدول الجوار سيفيدنا شيئاً إن لم نتحرك بأنفسنا لإنقاذ أنفسنا وأطفالنا الذي نتباكى من أجلهم .
زيارة قصير في بعض أروقة العاصمة كافية بأن تجعلك تقف على حجم الفساد والبذخ الذي تعيشه بعض الأسر اليمنية التي تقتات من أموال أطفال اليمن باسم اليمن والوطن ,,
كلما دخلت صنعاء وجلست فيها بضعة أيام أقول لمن معي حقاً إنها مدينة التناقضات .. فتيات في عمر الزهور وأطفال كالورد يفترشون الأرض على أبواب المطاعم والمحلات يطلبون الخارجين منها لقمة تقيم صلبهم وتشبع جوعتهم ,, ناهيك عن أماكن القات التي تُنفق فيها مئات الآلاف كل يوم وأطفال اليمن يموتون جوعاً .
يا سادة آن الآوان أن ننظر إلى أنفسنا بعيداً عن الآخرين واستشراف ما عندهم والاعتماد على ما تجود به أيديهم , أخشى ما أخشاه أن نكون قد وصلنا لمرحلة أدمنا فيها مهنة التسول على كل المستويات واستحلينا رضاع الشحاتة حتى عسُر على الأيام أن تفطمنا .
بلدٌ مليء بالخيرات والخير ومع ذلك فمن يستحوذ عليها ويتمتع بخيراتها طغمة وثلة تمتلك ما لا يمتلكه شعب بأكمله وهذا ما أكده وكيل وزارة المالية اليمني، أحمد حجر في تصريح له أن 10% من السكان يستحوذون على معظم الثروة في اليمن .
أشعر بحزن بالغ عندما أشاهد صوراً لأطفال بلدي في شاشات التلفزة بشكل يبعث على الألم والحزن ,, فالجوع يعتصرهم والمرض يفتك بهم ثابر عليهم داء الحزن فأضناهم وتركهم روحاً تتقعقع في جلدها , إننا بحاجة ماسة للبدء في مشروع تغيير أنفسنا ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” كفانا تواكلاً على الغير ولعن الحظ واتهام الزمن بمحاربته لنا وعلينا أن ندرك أنه ليس ثمة معجزات ستلد من رحم الغيب لتنتشلنا مما نحن فيه من وضع مزرٍ لا يحسد عليه , وكأننا بحاجة كي نخرج مما نحن فيه أن نُضرب ضربة بدرة عمر ونسمع قولته لأحد المتواكلين النائحين ” إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة .
ومما لفت انتباهي في مقالة الكاتب أنه تساءل عن أموال زكاة دول الجوار اين تذهب ؟ مع أنه سؤال مشروع لكن كان الأولى أن يسأل أن تذهب أموال زكاة أرباب الأموال في اليمن ؟ والسؤال المفترض : هل ينفقون زكاة أموالهم على الوجه الصحيح والمطلوب ؟ وقد صدق الشعراوي عند قوله : لو أنفق الأغنياء زكاة أموالهم لما رأيت فقيراً ,, وإذا رأيتَ فقيراً فاعلم أن غنياً أخذ حقه .
أنا لستُ بصدد الدفاع عن دول الجوار وأعلم جيداً أنهم مقصرون مع إخوانهم في يمن الإيمان وأعلم انهم مسؤلون أمام الله عن النعم التي يعيشونها وإخوانهم وأطفالهم في دول الجوار لا يجدون ما يسدون به جوعهم ,, ومع ذلك علينا أن نبدأ بنقد ذواتنا نقداً ينفعنا ويجعلنا ندرك واقعنا ومآلنا ومآل آلاف الأطفال الذين يعبث الجوع والمرض بأجسادهم النحيلة ويمزق أمام أعينهم أثواب الأمل المستقبل ,,
عدد القراءات : 1772
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
رقيه
مقالك أعجبني فعلا هناك تناقضات على أرض اليمن لابد من حسم الوضع وإلا سنصبح أمة ضحكت عليها الأممونحن لا يليق بنا هذا كون اليمن هي بلد النخوة والفزعة