غادر الرئيس !!..
اخبار السعيدة - بقلم - خالد بريه التاريخ : 09-04-2013
Share
|
استيقظت مدينة الحديدة يوم الاثنين على خبر سفر الرئيس هادي إلى صنعاء بعد أن مكث فيها قرابة يومين كاملين وكان حديثهم - فيها - وشغلهم الشاغل تحركات الرئيس لحظةً بلحظة فهي الزيارة الأولى منذ توليه السلطة ,, إضافة إلى ذلك مجيئه في وقتٍ تعيش فيه المدينة ظروفاً مغايرة لم تعهدها من قبل .
كنتُ واحداً من الناس أرقب وأنتظر ما يفعله هادي في زيارته للمدينة وكنت أتوقع أن أسمع قرارات مدوية تنتشل المدينة من حالة اليأس والإحباط الذي تعيشه ,, كنت أتوقع أن أسمع الناس يهللون ويكبرون لــقرارات هادي التي طالما حلموا بها مع أنها من صميم حقوقهم .
لكن ما لذي حدث ؟ وماذا سمع الرئيس من قيادات المحافظة التي لم نرى منهم خيراً يُشاد به ,,
رحل هادي عن المدينة ولم يرحل احتقان الشارع بعد أن سقطت دماء أبرياء كل طرف يتهم فيها الآخر ,,
رحل هادي والمدينة تعيش ظلاماً كعادتها وتطفح فيها بحيرات المجاري في كل مفاصل المدينة وأروقتها ,,
رحل هادي ولم ترتسم فرحة على وجه المواطن المسكين الكادح الذي يرزح تحت الظلم الذي اعترف به هادي حين قال : آن الأون لرفع الظلم عن محافظة الحديدة ,, لكنه قالها كلاماً ولطالما سمعنا أكثر من ذلك ولو أنه أمر بتشكيل لجنة رئاسية بقرار جمهوري لمظالم تهامة، وتكون قراراتها نهائية ومحصنة كان الأمر بدى مختلفاً ووقعه في نفوس الناس أعظم .
رحل هادي ولم يبت في قضية النهب الممنهج لأراضي أبناء تهامة وإحالة ناهبي الأراضي إلى القضاء. وتعويض المتضررين بل ولم يكلف نفسه تشكيل لجان حقيقية على غرار لجان المظالم التي شكلت في الجنوب .
رحل هادي ولم يفصل بقرار حاسم قضية الكهرباء التي تؤرق المواطن المسكين الذي لا يجد قوت يومه لا سيما في الحديدة المليئة بالخيرات والأكثر فقراً وعوزاً والتي تمتاز بجوها الحار الذي تُعرف به .. وكنا نأمل منه أن يأمر بإطلاق الصيادين اليمنين المعتقلين في أريتريا أو الوعد بذلك على الأقل الآن، وتعويض المتضررين ممن فقدوا قواربهم هناك، أو سجنوا.
رحل هادي ولم يسأل قيادات الكلية البحرية حين زارها عن عدد الملتحقين بها من أبناء تهامة ليعلم مدى التهميش والإقصاء الذي يعيشه أبناء المحافظة .
رحل هادي ولم يستخرج ركام القضية الرئيسية من كثبان الحقيقة ليعلم من المتسبب في هذا الوضع " المحتقن " الذي وصلت إليه المدينة ؟
رحل ولم يعترف بقضية تهامة العادلة اعترافاً صريحاً ليبدأ في حلحلتها وإنصاف أهلها ..
وكنا نأمل أن يجلس هادي مع أبنائه ممن يُسمون " بالحراك التهامي " ليسمع ما لديهم وما الذي اخرجهم ؟ كنا نأمل ذلك ,, وما علم أن اعتذاره عن لقائهم تركَ في نفوسهم جرحاً لا يلتئم إلا بإنصاف قصيتهم وما ينادون به كما علمت ذلك من بعضهم .
عموماً وجود هادي في المدينة في اليومين الماضيين أضفى على المدينة هدوء واستقراراً وكانت لزيارته أثراً إيجابياً على أمن الناس ,, ونأمل منه أن يسمع ما قال العلماء في زيارتهم له " آن الأوان لرفع الظلم عن تهامة أرضاً وإنساناً "
وكما هي عادتي في كل مقالة أكتبها عن تهامة أبعث رسالة واضحة المعالم صريحة المعنى لكل حر شريف من أبناء تهامة ممن يريد للظلم والتهميش أن يُرفع ,, أقول لهم :
دعوكم ممن يريد لكم أن تكونوا في نظر الآخرين عصابة مسلحة تعمل لمصالح معينة ولأجندات خاصة تروع المجتمع وتصنع الخوف والرعب في قلوب الآخرين بأفعال شنيعة تكاد تعصف بالجميع ,, إن قوتكم تكمن في مدى سلميتكم وإيمانكم بقضيتكم وعدم استعجالكم قطف الثمار عن طريق العنف وسفك الدماء .
وأقولها لله متى ما ارتضيتم لأنفسكم ذلك وانجررتم وراء تلك الدعوات المحرضة التي تريد أن تنزع عنكم أثواب السلم تأكدوا أنكم لن تفلحوا فلا والله لا يفلح أبداً من استهان بالدماء ولا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ,, وتذكروا دائماً " بأي ذنب قتلت " .
عدد القراءات : 1437
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات