احدث الاخبار

شكراً شباب الإصلاح

شكراً شباب الإصلاح
اخبار السعيدة - بقلم - محمد العمراني         التاريخ : 03-04-2013

 

أستطيع القول إن شباب الإصلاح أكثر انفتاحا أو تقبلا للآخرين من غيرهم ، هذه ملاحظة قد لا تكون دقيقة لكنها ليس خاطئة على الإطلاق . سألت مرة أصدقائي الاشتراكيين ، هل تعتقدون بأن شباب الإصلاح قادر على ترشيح الدكتور ياسين رئيسا للجمهورية ، أجابوا كلهم نعم ، كنت أنا أعلم هذه الحقيقة عن شباب الإصلاح ، حين قلبت السؤال كانت الإجابة واحدة "لا" , كنت أيضا أدرك هذه الإجابة . 
 
قبل أيام كنت أستمع للمنصف المرزوقي في الجزيرة وهو يتحدث عن حركة النهضة بوصفها الحليف الاستراتيجي سابقا وحاضرا ولاحقا وأنها وهي تمتلك الأغلبية قدمت الكثير من التنازلات من أجل تونس . 
 
لكن الإصلاح في اليمن لا يجرؤ حتى كاتب بسيط أن يقول له "شكرا " مهما كان الموقف ناضجا ومسئولا . 
 
كان حزب المؤتمر الشعبي قد رفض نصيبه من مقاعد الحوار ، ثم استطاع أن يعدل نصيبه بزيادة تعادل تقريبا نصيب الإصلاح كله ، 
 
لم يقل أحد شكرا لهذا الموقف المسئول ، يعلم الجميع أن حزبا كالإصلاح يستطيع إذا ما تعامل على طريقة الحوثي أو الحراك أن يشترط على الأقل ثلث المقاعد ، لكنه ابتلع غصته بصمت . 
 
خرج الإصلاح تقريبا من مقاعد منظمات المجتمع المدني و الشباب المستقل ، لا أصدق أن هناك شابا مستقلا في مؤتمر الحوار ، كل الشباب جاءوا عن طريق قوى ومراكز ضغط ، المستقلون فعلا غادرو الساحة باكرين حين كان الجميع مشغولا بفكرة التقاسم .
 
ليس هذا فقط ، بل جرى اختيار خصوم الإصلاح بعناية واضحة في معظم هذه المقاعد . 
 
حتى قائمة الرئيس الذي قيل عنه بأنه" أصبح نابا في فك الإخوان"- بحسب تعبير أحدهم - جاءت فقيرة جدا من الإصلاح وربما معدمة . 
 
على الإصلاح أن يبتلع غصته بصمت ، حتى إن اليدومي توقف مرتين نتيجة فوضى متعمدة أثناء كلمته في المؤتمر وهو يردد العبارة "يعتصرنا الألم " ،
حتى هذه ليس على الإصلاح أن يسجلها . 
كل شيء كثير على الإصلاح .
 
الآن اكتفى الإصلاح في لجان الحوار بمنصب " مقرر " ولم يطلب منصبا لمندوبه صادق الأحمر وهو يخضع لرئاسة إمرأة في مشهد يمني نادر يحتاج على الأقل للتشجيع بدلا من التندر أو التشفي .
 
كان الدكتور ياسين نعمان على قناة سهيل قبل يومين يتحدث بأسف ، وكان محقا ، وهو ينتقد الحكومة ورفاق النضال السياسي الذين لم يدينوا التفجير في بيت الدكتور باذيب 
"لا يمكن ممارسة العمل السياسي معزولا عن الجوانب الإنسانية " أو هكذا قال ، هذه فكرة متقدمة للدكتور ياسين كان الإصلاح يبحث عنها حين احترقت مقراته في الجنوب بتهمة لم يقترفها ، وربما ينتظر الآن من رفاقه في النضال أيضا تعزيته بوفاة الدكتور العمري .
 
هذه أيضا متعلقة بهذا البعد الإنساني النبيل .
 
خلال الثورة وفي خلاف على التمثيل في المنصة قال الدكتور نعمان لأنصاره بحكمة " هاتوا لي شبابا أسد بهم منافذ الساحة ويلتزمون مثلهم وسأمنحكم ما تريدون " ،
تناقل شباب الإصلاح هذه المقولة بامتنان كبير ، بعضهم علق صوره على صفحته كعلامة إعجاب ،
على الأقل ثمة من يرقب ما نفعل ، هكذا يقولون .
 
يمتلك شباب الإصلاح إيمانا عميقا بالثورة ، الثورة تحولت عندهم إلى عقيدة غير قابلة للنكوص والتراجع ، 
حين تكتب عن الثورة بإحباط يعتب عليك شباب الإصلاح لانهزامك ويعلمونك دروس التقوية ، عليك أن تزرع الأمل .
ربما لم يعد يخرج في المظاهرات غيرهم بينما يشبعهم الآخرون سخرية ونقدا . 
 
لم يفكر أحد بأنه - حتى وإن كانت هذه المظاهرات بلا طائل –ربما سنحتاج يوما لهذا المخزون الشبابي المتماسك البديع . 
 
لن نتحدث عن شباب الإصلاح الذين ماتوا من لدغ الثعابين في الجبال وهم يحرسون حلم الثورة .
ولا عن أطبائه ولا عن مهندسيه ، لا عن قبائله الذين أخضعهم لفكرة الثورة ولا عن مثقفيه وهم يكتبون قصيدة الأرض الموعودة . 
ولم يكتب أحد عن الفِرق التي توصل الكهرباء أو تتسلق ليلا على الجدران تراعي توزيع الصوت ، أو تصد هجمات السيول ابتداء من شارع الستين ولا عنهم ينتظمون مثل حبات الخرز في اللجان الأمنية ، 
اللجان التي تكتب فيها وصيتك كل يوم .
 
ثم بعد هذاكله يخرجون من المشهد كله بشهادة مزورة تقول عنهم إنهم سرقوا الثورة وأقصوا بقية أطرافها بينما هم كما قال الكاتب محمود ياسين " كنا نظن أن الإصلاح لهف كل شيء ، واكتشفنا أنه حزب لا يصلح حتى أن يكون شريرا " , هذا التعليق الكثيف والخجول وحده لم يقله سوى محمود . 
الآخرون تنقصهم الجرأة والشجاعة أو أشياء أخرى .
 
في صفحتي كتبت هازئا قبل أيام بالدكتور قحطان وزير الداخلية لأنه اكتفى بمكافأة صغيرة(25الف ريال ) لجنديين شجاعين - للأمانة الوزير عدل المبلغ لمائة الف ريال - ، 
نقل الموضوع في 30 صفحة على الأقل من صفحات الفيس بوك ، وتعليقات حادة ولاذعة .
كتبت بعدها عن وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل في قضية أكثر انتهاكا لحق الثورة والوطن ، ستة فقط من تبرعوا بنقل الموضوع إلى صفحاتهم . 
 
الإصلاح إذن هو الموضوع وليس الفساد كما كنت أظن !
 
ثمانية مدراء عموم في وزارة الكهرباء من أصل 126 مديرا عاما هم سبب كل هذا الضجيج على وزير طارده حظه النحس كمحسوب على الإصلاح فيما ينعم بقية وزراء الدولة براحة البال .
 
بالنهاية هذه الأعمال قد وثقتها الجماهير ، ووثقها شباب الإصلاح أنفسهم ومن الصعب عليهم تصديق غيرها ، 
لا يمكن لأحد أن يحدثك عن بنيان كنت أنت أحد صانعيه . 
 
والجماهير -الغبية في نظرنا -ترقب كل شيء ، 
ترقب كل شيء بصمت .
 
سأقول وبشجاعة 
شكرا لجيل المعجزات الذي قبل بالمخاطرة واستوعب معجزة الحياة وسمح للحلم بأن يكون . 
شكرا للجيل الذي يقتسم الخسائر و لا يأبه حين لا يحضر في اقتسام الغنيمة . 
شكرا لبنت الإصلاح التي أدهشت بحماسها العالم وكسرت قيد المجتمع و شاركت في رسم الصورة الفاتنة .
شكرا لها وهي لم تجعل لسانها الحديد وسيلتها للعبور في زمن لم يعد يحترم غير الألسنة الحداد . 
شكرا لكل جريح ضمد جراحه ومازال يعتمر علم الثورة ولم يفقد الأمل .
شكرا لكل الذين شاركوا في صناعة المعجزة ثم اختفوا ليس لهم غير أمل يتعزز بوطن لن ينسى .
 
هذه ليست طريقة جديدة في الاستجداء ، 
بل هو عجب شديد من أولئك الذين يرقبون ورقة تسقط في هذا الحزب ويغضون طرفهم عن غابة بأكملها تنمو وتتكاثر .
عدد القراءات : 2333
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات